عن المجلة

مجلة آفاق المرأة

هي إرجاع المجتمع والحياة إلى مسارها الطبيعي

كثيراً ما يؤخذ موضوع مشاركة المرأة في صناعة الأدب والفكر والإعلام، حيزاً كبيراً في النقاشات على الساحة الإعلامية والأدبية، حتى باتتْ موضوعاً جدلياً يستحوذُ اهتمامَ الناشطات في الشّأن النسوي، بشكلٍ خاصٍ، وجميع قضايا المجتمعات بشكل عام. إضافة إلى مناقشة قضايا تهمُّ المرأة، ومدى تأثيرها في الحياة. خاصةً في منطقة شمال وشرق سوريا، والتي تشهد حراكاً سياسياً ونشاطاً ثقافياً واجتماعياً، مما فرض الحاجة إلى البحث عن دور المرأة في كل هذه التغيرات، انطلاقاً من أنّها الركيزة الأساسية ضمن العائلة، والمجتمع، فمن دون المرأة الواعية لا يمكن إحداث التطور والتقدم للوصول إلى التنمية الفاعلة في المجتمعات. وذلك عبر دراسة مجمل التحديات التي تواجه المرأة كالعنف، والظروف الاقتصادية أو غيرها.

حيث يتوجب أن يتم العمل من منظور تنموي، وبتعاون كامل من كافة الجهات القيادية من جهة، وصناع القرار ومؤسسات المجتمع من جهة أخرى، وذلك لمعالجة التحديات كافة، والعمل على توسيع الدور التنموي للمرأة السورية ضمن المجتمع التي تعيش فيه، وعليه بإمكان المرأة النهوض بشكل أكثر فاعلية وتأثيراً. إذا ما أُعدت بصورة صحيحة، للقيام بدورها الموكل لها، لأجل المساهمة في بناء المجتمع بشكل قوي وقادر على التعامل مع المتغيرات، وظروف الحياة، وبشكلٍ يحقق التنمية والمساهمة بكفاءة في عملية الإعداد والبناء.

ومن هذا المنطلق تمّ تأسيس مجلتنا النسوية “آفاق المرأة”، لأجل إرجاع المجتمع والحياة إلى مسارها الطبيعي، والمتمثلة بفلسفة الحقيقة المعتمدة على فلسفة “المرأة – الحياة – الحرية”.

وإن بروز المرأة في شمال وشرق سوريا، وفي العديد من المنابر الأكاديمية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وحتى على الساحة العسكرية، وغيرها من المنابر الوطنية والقومية، يعدّ في حقيقة الأمر تتويجاً للنجاحات المستمرة، والتي يتم إحرازها حتى الآن في عملية الكفاح الهادفة إلى تطوير وبناء المجتمع النهضوي، والتي أساسها هي مشاركة المرأة الفعالة في عملية التنمية الشاملة.

في الحقيقة إن المرأة ليست فقط العنصر المشارك، بل هي أساس ومنبع الحياة، ومن خلالها يتمّ الحديث عن الحياة الصحيحة، والتي تجري في مجراها الحرّ. ومن خلال وجود المرأة الكردية المكافحة والمناضلة، منذ أعوام وعقود على هذه الأرض الحضارية، كعضوة فعّالة في المجتمع الكردي، بشكل خاص وبين موزاييك الشعوب وعلى المستوى السوري، عبر فتح بيئة خصبة لعملية تمكين وخلق المرأة الواعية.

هذه هي المرأة التي تسطرّ يوماً بعد يوم، ملامح الأفق الجميل، والتضحيات التي تقوم بها بدءاً من محيطها الأقرب؛ أسرتها الصغيرة ومروراً بمجتمعها المحيط، ووصولًا إلى العالم أجمع، لتشكل بصمات تاريخية لتضم كافة نساء المكونات على أرض الواقع، في الإبداع والتفوق والريّادة في كافة المجالات المجتمعية.

وثورة شمال وشرق سوريا عمودها الفقري هي جهود المرأة، من كافة الأطياف والقوميات والمذاهب والإثنيات كالمرأة الكردية، العربية، السريانية، الأرمنية، التركمانية، الإيزيدية، التي تعبّر عن اللوحة الفسيفساء السورية بكلِّ ما تحتويه من معاني الحياة والحرية، وأيقونةً للتطور والتقدم التي تنشدها المجلة.

إن عملية البحث عن المرأة الناقدة، وصاحبة الفكر الحرّ، لهوَ يعدّ أمراً صعباً في ثنايا ثقافة تحاول تكريس ذهنية السلطة والفكر الذكوري. ولكن حقيقة المرأة التي لها القدرة أن تصنع لذاتها الحرة آفاقاً يحتضن حقيقتها للحياة الصحيحة، وتبني عالمها الملون بألوان الحياة البهية، والمكللة بفلسفة الحرية، وتجعل منها رائدة في كافة المجالات. ومن أجل هذا المنبر جاءت الحاجة إلى إصدار مجلة آفاق المرأة كي تضع النقاط على حروف الإبداع تحت فلسفة “المرأة، الحياة، الحرية“. إذ نبارك لأنفسنا ولكم إصدار العدد الأول لمجلتنا “آفاق المرأة” وعلى جميع نساء شمال وشرق سوريا وكافة نساء العالم.