وحدات حماية المرأة YPJ ركيزة أساسية لبناء سوريا جديدة ديمقراطية – روهلات عفرين

وحدات حماية المرأة YPJ ركيزة أساسية لبناء سوريا جديدة ديمقراطية

“وقفة وحدات حماية المرأة وبكامل مستواها الفكري والسياسي والعسكري،

ومفهومها الدفاعي لحماية قيم ومكتسبات ثورة المرأة في الخطوط الأمامية،

هي خطوة تاريخية عظيمة بمقاومتها للكثير من الهجمات الخارجية والداخلية”

 

روهلات عفرين

القيادة العامة لوحدات حماية المرأة

 

شهد عام 2024 الكثير من الأحداث والمجريات المرحلية، وخاصة بالنسبة للساحة السورية فقد كان منعطفاً حاسماً وجديراً بالتقييمات والتحليلات المهمة. كان عاماً يضج بالحروب والصراعات المحلية والإقليمية والعالمية، كما أنّه كان حافلاً بالتغييرات الديمغرافية والجغرافية والشرق أوسطية. وانطلاقاً من منظور تأسيس الجيش الخاص بالمرأة (وحدات حماية المرأة YPJ) التي تعتبر الركيزة الأساسية لحماية المرأة والمجتمع، وبناءً على الاحتياجات وتعزيز ثورة حرية المرأة وضعت خطة مهمة لهذا العام.

وعلى هذا النحو تمّ تسيير الكثير من الأعمال والفعاليات الهامة. إنّ وحدات حماية المرأة وبكامل مستواها الفكري والسياسي ومفهومها للدفاع المشروع لحماية قيم ومكتسبات ثورة المرأة في الخطوط الأمامية، لهي خطوة تاريخية عظيمة، فقد تصدت للكثير من الهجمات الاحتلالية التي قامت بها الدولة التركية ومرتزقتها. تلك الهجمات التي كانت تتوالى بهدف بث الذعر بين الشعب وضرب السلم الأهلي، كان نضالها ضد هجمات وتهديدات مرتزقة داعش على مدار العام، وكانت وحداتنا على أهبة الاستعداد للقيام بالعمليات المتنوعة والهامة.

وركزت وحدات حماية المرأة على هذا المحور طوال العام، وأولت الأهمية للدورات التوعوية الأيديولوجية والعسكرية. بالإضافة لزيادة النوعية والكمية أيضاً فقد انضم عدد كبير من الفتيات الشابات لصفوف وحدات حماية المرأة. وحدات حماية المرأة هي التعريف المنظم للحماية الجوهرية لكافة النساء، وحدات حماية المرأة هي نهج عدم الاستسلام في سبيل تحقيق الحرية والديمقراطية المجتمعية. فالكثير من المقاتلات العظيمات اللواتي ضحين بحياتهنّ وانضممنَّ إلى قوافل الشهداء الخالدين، قدمن أثمن ما يملكن فداءً للقيم الوطنية والإنسانية.

عقدت وحدات حماية المرأة الكونفرانس الرابع في 30/حزيران/2024، تحت شعار: “بقوة المرأة الحرة سنحمي ثورة المرأة والمجتمع، ونضمن الحرية الجسدية للقائد آبو” وذلك بمشاركة 115 عضوة وحضور ممثلين عن كافة التنظيمات في إقليم شمال وشرق سوريا. كان الكونفرانس بمستوى عالي من الإرادة والعزيمة والمعنويات العالية، حيث تمّ طرح العديد من المواضيع الهامة. بالرغم من الأحداث السياسية والعسكرية الجارية عقد الكونفرانس الرابع كان خطوة مرحلية سديدة، فتم إصدار قرار إعادة البناء والتنظيم من جديد. قرر الكونفرانس أن وحدات حماية المرأة سوف تعلن النفير العام بكامل قوتها وطاقاتها من أجل الحرية الجسدية لرفيق المرأة المفكر عبد الله أوجلان، وأنّها ستقوم بدورها الريادي والطليعي في حماية ثورة المرأة والمجتمع.

جاء في ختام الكونفرانس الرابع، تبيان أنّها كما ألحقت الهزيمة بمرتزقة داعش، سوف تلعب دورها القيادي وتقوم بالفعاليات كردٍ قويٍّ على الهجمات على مناطقنا وفي مقدمتها الدولة التركية المحتلة وPDK وكافة المتحالفين لإبادة الشعوب. واتخذت وحدات حماية المرأة قراراً مفاده؛ أنّه من أجل بناء سوريا جديدة ديمقراطية وشرق أوسطية، سوف نقوم بالمهام الملقاة على عاتقنا بكل فعالية، فإنّ وحداتنا لها القوة والإرادة والعزيمة لتحقق آمال الشعوب والنساء وطموحات شهداء وشهيدات ثورة المرأة وبلوغ النصر. اختُتم الكونفرانس الرابع في 2/تموز/2024 بشكل ناجح ومثمر.

كان قد عقد منتدى المرأة والحماية على مستوى الشرق الأوسط وشاركت به العديد من النساء من مختلف المجالات. نتج عن المنتدى نتائج قيمة للغاية كان أبرزها إنشاء منصة تواصل على مستوى سوريا والشرق الاوسط، بهدف إبقاء النساء على تواصل مستمر على كافة الأصعدة “سياسياً، ثقافياً، اجتماعياً، اقتصادياً، عسكرياً” وبالتأكيد فإنّ هذه الخطوة في الجوهر تهدف الى تنظيم المرأة بمستويات عالية وعلى نطاق أوسع.

كما كان من أبرز مخرجات المنتدى، العمل على إنشاء منصة حماية على مستوى العالم تنطلق من تصدير تجربة وحدات حماية المرأة الإنسانية والعسكرية ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تجربة الوحدات في كسر القيود العقائدية، والتي كانت قد فرضتها الذهنية الذكورية على المرأة على مدار قرون من الزمن.

من جانب آخر تمكنت وحدات حماية المرأة من خلال إيمانها الراسخ بقدرتها على القيادة من إحباط مشاريع داعش التوسعية، والتي كانت قد تجسدت في استفادة التنظيم من حالة الفوضى والفراغ الذي أحدثه سقوط النظام السوري البائد. بالطبع هذه الخطوة كانت بمثابة رسائل قوية لداعمي التنظيم من القوى الإقليمية تؤكد على أنّ المرأة لم تنتصر في كوباني وحدها ولم تدحر التنظيم في آخر معاقله في الباغوز في أقصى ريف دير الزور الشرقي فحسب، بل ستكون المرأة هي صَمّام الأمان في شمال وشرق سوريا والنموذج الأكثر حقيقة وواقعية ليس فقط لسوريا إنّما للعالم بأسره. ومن الواضح والجلي؛ النضال الذي تقوده المنظومات الراديكالية حول العالم، وفي مقدمتها منظومة تحالف العدالة والتنمية والحركة القومية التركية، في سبيل إيقاف الطوفان الذي خلفته وتيرة النضال الذي قادته وحدات حماية المرأة في تجربتها، والتي كانت قد لفتت أنظار العالم بأكمله، مما دفع بالعديد من الدول الأوروبية والتي كانت تتبنى الفكر اليميني المتطرف بالانبهار بتجربة وحدات حماية المرأة.

من أجل التعريف بمكتسبات المرأة في المنطقة والعالم، وإبداء نضال موحد ومتكاتف للشعوب والنساء دائماً تبدي وحدات حماية المرأة الأهمية للعلاقات، ولهذا الغرض؛ تمت اللقاءات مع العديد من الحركات والتنظيمات النسوية الدولية وعلى مستوى الشرق الأوسط، كما تمت الزيارات لدول كـ إيطاليا، وإسبانيا، وتمّ اللقاء مع مسؤولي الحكومة في تلك البلدان، وتم عقد الاجتماعات مع الشعب أيضاً. وبما يخص ملف داعش فقد تم عقد لقاءات خارج الوطن وانضمت وحداتنا لتلك الاجتماعات.

في إطار العمل الدبلوماسي أيضا جرى استقبال وفود من الخارج وتمت مشاركة التحديثات والتطورات، ووضع الوفود الغربية التي زارت المنطقة في صورة عمل وحدات حماية المرأة ونشاطها في كافة الملفات. فقد كان لوحدات حماية المرأة دور في عمليات ترحيل عوائل داعش ممن كانوا يقطنون مخيم الهول والروج، بالإضافة إلى تحرير وحدات حماية المرأة لعدد من النساء الإيزيديات اللواتي كنَّ محتجزات لدى داعش في مخيم الهول وجرى تسليمهن أصولاً إلى ذويهم.

وكان لوحدات حماية المرأة عمليات نوعية كانت قد أسفرت عن اعتقال قادة ميدانيين وأمراء من تنظيم داعش في مخيم الهول، وذلك في الوقت الذي أسفر التصعيد اللامحدود للدولة التركية على مناطق شمال وشرق سوريا في بث الأمل للتنظيم بالعودة من جديد، حيث شاركت وحدات حماية المرأة بشكل فعال في إحباط جميع هجمات التنظيم على مخيم الهول لتحرير العوائل وإحياء التنظيم من جديد.

في سياق العلاقات أيضاً، كان هنالك دور كبير لعبته وحدات حماية المرأة في إجراء اللقاءات مع الصحفيين والإعلاميين المستقلين حول العالم. ومشاركة الانتهاكات والهجمات التي تعرضت لها المنطقة في شمال وشرق سوريا والمناطق المحتلة، وتزويد الصحفيين والمراسلين الدوليين بمعلومات مؤكدة لما تتعرض لها المنطقة، إلى جانب تلقي الرسائل والرد عليها ونشر بيانات الشكر بخصوصها.

من منطلق إنساني وحقوقي وأخلاقي، كانت وحدات حماية المرأة قد لعبت دوراً ريادياً في ملف مكافحة الإرهاب وأثبتت الوحدات التي قاتلت داعش بشراسة مدى إنسانيتها، وأنّها قبل أن تكون تلك المنظومة العسكرية التي نظمت نفسها لتحرير المرأة، هي منظومة تؤمن بالحقوق الإنسانية للأفراد في المجتمع. وكانت أيضاً مساهمة في طرح الأفكار والمشاريع النيّرة التي تهدف للقضاء على فكر وذهنية داعش لدى النساء والأطفال وذلك عبر مشاريع توعوية قدمتها، ومراكز إعادة تأهيل أطفال داعش، وذلك بهدف سدّ الطريق أمام ظهور جيل أشد شراسة ومتعطش للدماء أكثر من داعش.

نحن كوحدات حماية المرأة وبكل إصراً وعزيمة نتعهد في عام 2025 بأنّ نبقى مقاتلات مسيرة الحرية، وسوف نناضل بكل روح فدائية وجريئة، وسنقاوم في القرن الحادي والعشرين بالوقوف وقفة صامدة ضد القوى الإرهابية والظلامية والناهبة، وأن نكون الحمايات والعمود الفقري لبناء سوريا جديدة ديمقراطية مكللة بحرية كافة النساء السوريات ومن كافة المكونات والثقافات والاطياف حتى تحقيق مجتمع عادل ينعم بالسلام.

سيكون التاريخ شاهداً على مقاومة مقاتلات وحدات حماية المرأة ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية.

  وسنحمي المكتسبات التاريخية للثورة التحررية الديمقراطية.