القرن الحادي والعشرون هو القرن المفصلي في تدوين تاريخ المرأة وحرّيتها – هيئة التحرير

القرن الحادي والعشرون هو القرن المفصلي في تدوين تاريخ المرأة وحرّيتها

 

 هيئة التحرير

 

خرج الاستسلام من قاموس المرأة في عصرنا هذا، وقد شهدت ساحات المقاومة هذه الحقيقة، لذلك نرى أنّ المرأة دخلت القرن الحادي والعشرين بوعي نضالي أكثر قوة مما كانت عليه في القرون الماضية، حيث تتبنى النساء اليوم رؤية تحرريّة جذريّة ترفض البنى الذكوريّة والرأسماليّة بدلاً من محاولة التكيّف معها.

إنّ القرن الحادي والعشرين سيكون قرن حريّة المرأة، وهذه المقولة مستنبطة من تحليلات المفكر عبد الله أوجلان التي نشهدها اليوم عبر الثورات والحركات التحرريّة المندلعة في العالم ولاسيّما الثورات النسائيّة.

فعندما طرح الفيلسوف عبد الله أوجلان نظريّة المرأة الحرّة كبديلٍ عن نظرية الرجولة المتسلّطة والمهيمنة، أوضح فيها بأنّه لَحدثٌ تاريخيٌّ وجديد أن تنال المرأة الحيّز الأساسي لمحتوى بنود الحل السياسي في البلاد ،وأنّه على يقينٍ تامٍّ بأنّ القرن الحادي والعشرين سيصبح قرن كفاح ونضال المرأة وتطوير الديمقراطيات التي اعتمدت على فلسفة الحياة النِدِّيّة.

نتيجة الصّراعات الدّائرة في الشّرق الأوسط والعالم، اقتبست نساء العالم من ثورة روج آفا التي تُعتَبر أولى الثّورات التي شهدها القرن الحادي والعشرون أفكارهن في تنظيم أنفسهن ونضالهن.

ثورة روج آفا المعروفة بثورة المرأة التي أدّت فيها دورها الريادي اختلقت أرضية خصبة لإحياء أيديولوجية المرأة الحرّة ضمن المجتمع، ونظّمت نفسها في كافة المجالات، وأثبتت وجودها في مراكز صنع القرار.

كما أنّ شعار (المرأة، الحياة، الحريّة) الذي انتشر صداه في العالم ترك بصمةً مميزةً على صفحات هذا القرن، لأنّه يرتكز على فكر وفلسفة الفيلسوف عبد الله أوجلان الدّاعية إلى مجتمعٍ حرٍّ تسوده الحياة النِديّة.

إنّ نجاح أيّ ثورةٍ تقود للتّغيير والإصلاح يرتبط بريادة المرأة لها، وعكس ذلك سيؤدي إلى فشلها، لأنّ المفكّر عبد الله أوجلان يؤكّد بأنّ المرأة لن تتمكن من الوصول إلى حريتها أو إحداث ثورة مجتمعيّة دون تغيير الذهنيّة الذكوريّة.

هذا القرن يتطلّب استراتيجية عمليّة شاملة وقدرات فكريّة للتصدّي لكلّ التحدّيات، يشمل ذلك فهم الجذور الحقيقية لقضيّة الحريّة، والعمل على الحدّ من المعتقدات المجتمعيّة المتخلّفة، وإيجاد نقاط التقاءٍ مع ثورة المرأة العالميّة التي ستفتح آفاقاً جديدة نحو التغيير، ووضع نظامٍ بديلٍ عن الأنظمة الرأسماليّة والذكوريّة السّلطويّة.

لذلك حاولنا في العدد الثالث عشر تسليط الضوء على المخاطر التي تواجهها النساء وأوّلها خطر الإبادة التي تدفع النساء ثمنها يوميّاً، وللوقوف ضدّ تلك المخاطر يتوجّب علينا التكاتف ضدّ كافة أنواع الظلم والتهميش عبر تشكيل جبهة نسائيّة موحّدة.