سيرة – الشاعرة: مريم تمر

 

الشاعرة: مريم تمر

 

سيرة

 

تمضي كغيمٍ عابر

كموت عجوزٍ في زمنِ حرب

هناك لم يبق أحدٌ من عمرٍ مضى

كسيلِ شتائم على فمِ سكران

في بلاد الشعر فيها

ضحكةُ متسولٍ على باب غني

والحبُ ضيفٌ ثقيل

لا يصدقُ أهلُ البيتِ متى يرحل

هذه المدينةُ الضالّة

الصّابرة

الحاقدة

المدينةُ التي أخذتك

هذه المدينةُ

نبضُ الله

نبضُ الله المفزوع !

يوماً ما

سيخجلُ الله أن ينظر

في وجوهِ أمهاتِ مدينتي

سيخجلُ الحاكمُ الذي قتلَ البشر

البشر الذين قَتلوا بعضهُم

البعضُ الذي قتلَ الورد

يوماً ما ستخجلُ أنت

أنت الذي قتلتني

لطالما ناداكَ الله

أحبوا تكونوا مني

من يومها مازال يغصُ بكلامه

لطالما كنتَ موتاً

وكنتُ طريدة

لطالما تيقّنتُ أنّ يدك سماء

سماءٌ تضحك

لطالما رسمتُك قلبَ الله

وعينيكَ رحمتَه

لطالما تيقّنتُ أنّ روحكَ الندية

أمانةٌ في عنقي

وحضنُكَ جنةٌ على الأرض

ورمشكُ الأزهر خاتمُ سليمان ويمينه

لطالما برّأتُكَ من دمي .

وطالما عبرني كطفلٍ أضاعَ أمّه

ينظرُ إليّ بطرفِ عينيه

زامّاً شفتيه

فرح سرقته من وقتِ حزن

لطالما هديتُكَ الصّراط

وكلّي يقول :

ارتفعْ لتنزلَ السماء !

 

مريم تمر شاعرة كرديّة سوريّة من مدينة قامشلو، عملت في مجال الإعلام بوسائل محليّة وسورية على مدى 13سنة. لديها ثلاث مجموعات شعريّة وهي (إلى صغيرتي قامشلو، الأبله الذي يدقّ في غيابي، ورود من فم الحرب). شاركت في معرض أربيل للكتاب بتوقيع مجموعة شعرية، كما شاركت أيضاً في معرض الشهيد هركول، بالإضافة إلى مشاركتها المميزة في الأمسيات الشعرية والنشاطات الثقافية في معظم مدن شمال وشرق سوريا . شاركت في مهرجاني أوصمان صبري ومهرجان المرأة كلجنة تحكيم لعدة سنوات، كُرِّمت من قبل منظمات نسائية مح