أيّتها المرأة – الكاتبة والشاعرة – فوزية المرعي
أيّتها المرأة
الكاتبة والشاعرة – فوزية المرعي
أيّتها المـــرأة …
أيّتها الأنثـى …
أيّتها الوردة …
يا عطراً معتّقاً في سرير الأنهار…
ولثغَ عذوبةٍ في ثغور الأزمنة …
أيّتها الأم، والأخت، والزوجة، والحبيبة.
أنتِ الفصلُ الخامسُ
بل كلّ الفصول
اسمُكِ ينثرُ على الكونِ عبقاً
يسحرُ الكائنات
يا قيثارةَ الوجودِ التي تنهلُ منك العنادلُ ألحانها
يا امرأةَ الدهرِ السالف، والحاضر، والمستقبل
أيّتها السومرية، والبابلية، والآشورية، والآرية
يا سليلةَ الإبداعِ
ثوبُكِ المُضمخ بعرق جسدك
الزاهي بكلّ إيقاعِ أنوثتــــك
المعلّق على أحدِ أغصانِ النور
سرقهُ مارقٌ في شهقة الفجــر
وألبسهُ لفزاعة العصافيــــــــر
حين رأته أمك صرخت، والدمعُ يجفلُ من عينيها:
من سرق رداءكِ يا ابنتي …؟
ومن صلبَ أنوثتك لتُجفل الطيور
وأنتِ التي تنثرين الأمان لها من قمحِ أناملك
كيف وصلت مواسم جسدك إلى فزاعةٍ تلهو بها الرّيح …؟
وكيف تحولت بصماتُ أنفاسكِ إلى قصيدةِ رعب
تنتف أرياش الطيور …؟
أذكرُ جيداً هذا الثوب الذي َطرَزَتْه ُخيوطُ نجمةٍ هاربةٍ
من نهر الضوء.
أيّتها المرأة…
ثوبك، إرثك الفني، والإنسانيّ
فحافظي عليه..
خبئيهِ في صندوق عرسك
لتغردَ به شفاهُ الذكرى من حين إلى حين..
فهو راية ُجهدكِ، وشقائكِ، وترتيلةٌ غفتْ على ثناياها دموعُ سُهدكِ…
سترفرف على شرفات المدى
لتروي للأجيال: حكاية امرأة تستحمّ من عرق جسدها
وأن جاعت، تأكل من أرغفة جوعها…
وإن عطشت، تشرب من أكواب عطشها…
وإن تعرّتْ، تلبس من ثياب عُريها…
لا تخشي دوامة الريح ولا تنحني لها…
إن كان الله استوى على العرش في السماء
فأنت آلهة للأرض ومن بها…
مقدسٌ جهدك، مقدسٌ عناؤك…
مقدسةُ دموع سهدك وأنت ترضعيها للتراتيل التي
تغفو على أنينها أجفان طفلك…
تراتيل لطالما غفا على تغريدها سرير صبرك
(دللوه الولد يا بني دللوه…عدوك عليل وساكن بجول)
أيّتها المرأة…
انفضي عن عينيك غبار الأزمنة
وامتشقي سيفاً لقطع أعناق الجهل والتخلف
وإن تساءل عالم أو جاهل أجيبي:
أنا الشمسُ في صهيل دفئها …
وطائرٌ يشدو على أغصان غروبها…
أيّتها الأنثى، يا سليلة عشتار
ولأنك آلهة الأرض، امنحي الحب لمن يقدس الحب
وقولي للرجل: كن دموزي لأكون عشتارك
وكن سياجاً لأكون بندقيتك
وإياك أن تتوكئي على عصا العبودية
اكسريها وألقي بها في أقرب شعلة زرداشتية
واهدلي كيمامة على أغصان الكون:
أنا حواء الأمس، والحاضر، والمستقبل
أنا أيقونةُ الفجرِ الجديد
أنا النورُ، والنارُ، والمجد التليد
سأعتلي أنوف الجبال الشاهقة
وأنغرس منارة تمرد ونور
لتزهو من سينائي شتّى العصور
الشاعرة والكاتبة فوزيـة جمعة المرعــي/ مواليد مدينة الرقة 1948سوريه/عضــو اتحاد الكتاب العــــرب ـ جمعية القصة والرواية – أمينة سر جمعية العاديات بالرقة – عضو في لجنة إحياء المدينة القديمة – عضو جمعية البيئة – عضو في جمعية ماري.