بعزيمة وإرادة المرأة المناضلة تتحقق الحياة الحرة

بعزيمة وإرادة المرأة المناضلة تتحقق الحياة الحرة

 

 

“المرأة قادرة على أن تعيد للحياة انبعاثها واستمراريتها،

وبنضالها الفكري على إنعاش هذه القيم والمفاهيم في المجتمع”

 

سهام داوود

 

 إذا كانت الثورة الاجتماعية الشاملة تعني إعادة بناء المجتمع والانسان، فلابدّ من أخذ ماهية المرأة ودورها الرئيسي في هذه الثورة، كون المرأة تشكّل اللّبنة الأساسية في بناء الفرد والمجتمع، وتلعب الدور الرئيسي والجوهري في بناء الفرد – المجتمع، وكون المجتمع يتكون من الافراد، والفرد بتكوينه وبناءه يعود إلى الخلية الأساسية المشكلة للمجتمع.

وهذه الخلية تبنى على أُسس تكوين العائلة، والتي تشكّل المرأة جوهرها وأساسها وبنيانها، فالمرأة مخبّأة في كافة المفاصل الدقيقة والشعرية في بنية المجتمعات وعبودية أو استعباد المجتمعات تتحقق عبر عبودية المرأة بشكل ممنهج ومدروس، بدءاً من هذه المفاصل الدقيقة وصولاً إلى أعلى المستويات الإدارية والمؤسساتية في المجتمع برمته.

دور المرأة في الثورة الاجتماعية

 المرأة الشجاعة والقوية والذكية والجميلة، التي يكون لها تأثيرها البليغ على محيطها، تعمل على تحويل الطاقات الكامنة لديها الطاقة التأثير والتغيير الإيجابي. نحن نقف وجهاً لوجه أمام صياغة صحيحة وسليمة، لدور المرأة في الحياة والمجتمع والثورة الاجتماعية الشاملة، إذا ما استندنا على مفهومنا الذي انطلقنا منه آنفا، فإنَّ المحرك الرئيسي ودينامية الثورة الاجتماعية الشاملة ورحاها، يستوجب أن يُدار بالدرجة الأولى بيد المرأة المناضلة والمقاومة والمكافحة والثائرة، والتي ترفض كافة أشكال التقاربات السطحية والشكلية تجاهها، وتصرخ عالياً ضد كلّ أشكال العنف النفسي والجسدي الممارس ضدها. لا للعنف ضد المرأة، لا للقتل، لا للتعذيب، لا للاغتصاب الجسدي والفكري، لا لقتل الحياة، لا لقتل المجتمع.

بهذا النمط الثائر من النساء يمكن أن تتحقق الثورة الاجتماعية الشاملة، التي تستند على مجموعة من الحقائق الكونية، والطاقات الكامنة لديها، فالمرأة الشجاعة والقوية والذكية والجميلة، التي يكون لها تأثيرها البليغ على محيطها، تعمل على تحويل الطاقات الكامنة لديها إلى طاقة التأثير والتغيير الإيجابي والمثمر في حياتها وحياة مجتمعاتها. وعلى رفض العادات والتقاليد البالية والمفاهيم المجتمعية الخاطئة والمسيئة بحق كينونتها ووجودها، وتقلّبها رأساً على عقب، مستلمة بذلك دفة القيادة في المجتمع، محطمة كافّة القوالب النمطية الوضيعة التي ينظر إليها في مجتمعاتنا الشرق الأوسطية، محققة بذلك ثورة التغيير العظيمة، الثورة الذهنية التي تشكل في الجوهر الرئيسي للثورة الاجتماعية الشاملة، وبإرادة هذه المرأة يمكن أن يعاد بناء الانسان الحر، الفرد الحر، المجتمع الحر.

المرأة المناضلة والمقاومة

 أنَّ هذه الشعوب أطلقت العنان لنفسها وثارت في وجه هذه الأنظمة المستبدة، وتردد صوت صداها في العالم أجمع، ومعلنةً الثورة من أجل إعادة الحياة الإنسانية ثمّة مساعٍ عظيمة أبدتها المرأة المناضلة والمقاومة على مرّ التاريخ، ولاتزال تبديها حتى يومنا الحالي، ولكن من الجدير ذكره هنا هو أنَّ إنجازات المرأة ومكتسباتها خلال تاريخ نضالها وكفاحها، لم يكن بمستوى يوازي حجم التضحيات التي قدمتها على مذابح التاريخ، فالمرأة هي المضحية والضحية الأولى في كل الصراعات والحروب التي دارت وتدار حتى وقتنا الراهن.

مما لا شّك فيه أنّنا نمر بمرحلة تاريخية ومصيرية في حياة الشعوب المضطهدة، التي تتعرض لسياسات الإبادة والإنكار والإقصاء والإمحاء، والتي نالت نصيبها الوافر من الظلم والعنف والاستبداد على أيدي السلطات الحاكمة والمستبدة على مدى طويل.

إلّا أنَّ هذه الشعوب أطلقت العنان لنفسها وثارت في وجه هذه الأنظمة المستبدة، وتردد صوت صداها في العالم أجمع، ومعلنةً الثورة من أجل إعادة الحياة الإنسانية، التي وصلت إلى حد الاختناق إلى مسارها الصحيح المفعم بقيم الخير والحب والجمال، قيم الحرية والسلام والديمقراطية، للنهوض بالمجتمع مرة أخرى، وإنقاذه من براثن العنف الممارس بحقه، والملاحظ هو أن مساهمة ومشاركة المرأة، وانضمامها إلى صفوف الثورة يشكل نسبة عالية وكبيرة، بل واحتلت الصدارة، وتواجدت في الصفوف الأولى كقيادية، ورائدة لكفاحات الحرية والمساواة والديمقراطية، الأمر الذي جعل من هذه الثورات  تحمل طابع المرأة وتدمغ عليها بصمتها الخاصة.

ثورة المرأة هو انطلاقها لبناء تنظيمها الذاتي الخاص

وهنا يمكننا الحديث هنا عن ثورة المرأة في شمال وشرق سورية، وما حققته من إنجازات ومكتسبات في ظلّ هذه الثورة، كون انطلاقتها كانت من بناء تنظيمها الخاص بها، وإدراكها لأهمية التنظيم في بناء الشخصية الثورية الحقيقية، القادرة على إبداء الموقف السليم في الزمان والمكان المناسبين، والناتج عن قراءة التاريخ بشكل موضوعي علمي سليم، وما تعرضت له المرأة على مرّ التاريخ من قتل واغتصاب وإرهاب ومؤامرات، لكسر إرادة الحياة وكسر إرادة المرأة.

المرأة في شمال وشرق سوريا جعلت أنظار العالم تتوجه إليها، وتنجذب نحوها، ولاسّيما الحركات النسائية المتواجدة في الشرق الأوسط والعالم، الأمر الذي جعل منها مثالا يحتذى به، ويتحول نضالها ومقاومتها إلى شعلة تنير دروب النساء في العالم أجمع.

دور المرأة في نظام الإدارة الذاتية

تحتل المرأة مكانة فريدة ومميزة في منظومة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، على خلاف المناطق السورية الأخرى، وتسجل نسبة حضور عالية ومتميزة في كافة مفاصل الحياة الإدارية ومؤسسات الإدارة الذاتية، وهذا سببه توفر المناخ المنفتح أمام اندماج المرأة في مختلف الأصعدة، إلى جانب توفر الإرادة السياسية الداعمة لحقوق المرأة في نظام الإدارة الذاتية مختلفة عن توجهات سائر القوى السياسية والحزبية في سوريا، ولذا نجدها متواجدة في مواقع صنع القرار الإداري كافة (عبر نظام الجندرة المتمثل بخمسين بالمئة لكلا الجنسين)، ونظام الرئاسة المشتركة الذي سنّه العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية، والذي يُعدّ بمثابة دستور في مناطق الإدارة الذاتية.

الرئاسة المشتركة هو انتصار لإرادة المرأة وتثمين نضالها في القتال ومقاومتها الباسلة والتضحيات العظيمة، والتي قدمتها وتقدمها في كل يوم في الميدان العسكري والأمني. نظام الرئاسة المشتركة يُعدُّ نموذجاً فريداً في الشرق الأوسط، وهو غير متواجد في أكثر الأنظمة الديمقراطية في العالم، إذ يستند على إرادة المرأة وقدرتها على إدارة المؤسسات، واتخاذ القرارات الصائبة تجاه أي شأن إداري يتعلق بخدمة المجتمع ويعمل على تطوره.

ومن أجل ذلك على المرأة الإدارية أن تعمل جاهدة على تطوير نفسها، وتمكينها إدارياً وسياسياً، كي لا يبقى وجودها في الرئاسة المشتركة، وجوداً رمزياً أو شكلياً، وإنّما أن يكون وجوداً جوهرياً، كما أن إحدى مهامها الرئيسية هي محاربة الذهنية السلطوية، واستخدام فنونها الإدارية في تعزيز ثقافة العمل المشترك، والجماعي والتعاوني البنّاء.

وبالتالي عليها الانتباه إلى عدم انجرارها نحو مفهوم السلطة، أو خدمة الذهنية السلطوية في مواقع صنع القرار والوقوف في وجه القرارات الخاطئة، التي تحدث في الأماكن الحساسة واتخاذ القرارات الصائبة بديلاً عنها.

إلى جانب ذلك أسست المرأة جيشها الخاص بها (وحدات حماية المرأةYPJ)- (أساييش المرأة/الأمن الداخلي). فحملها للسلاح، وبناء تشكيلاتها العسكرية الخاصة بها، يُعدُّ منجزاً هاماً ورئيسياً من منجزات المرأة في شمال وشرق سوريا، فنضالات المرأة المقاتلة ومقاومتها الباسلة والتضحيات العظيمة، التي قدمتها وتقدمها في كل يوم في الميدان العسكري والأمني وانتصارها على أعتى أشكال الإرهاب، المتمثل في داعش في حملات تحرير شمال وشرق سوريا. وهذه الانتصارات والنجاحات هي خير برهان على الطاقات الدفاعية الكامنة لدى المرأة، وتحرير هذه الطاقة على شكل قوة دفاعية مثمرة وبناءة في الميدان العسكري.

المسألة المهمة هنا هيأن المرأة حطمت تلك المفاهيم المجتمعية التي كان يروج لها ضمن المجتمع، بأنها غير قادرة على حمل السلاح، أو قيادة الحملات العسكرية، والتخطيط وتطوير التكتيكات العسكرية في الهجوم والمناورة والدفاع.

لقد أثبتت المرأة جدارتها في الميدان العسكري والأمني، واستطاعت لعب دور ريادي في توجيه المجتمع بشكل عام، والمجتمع النسائي على وجه الخصوص نحو ثقافة الدفاع المشروع، وتحصين قيم الحرية والتحرر وزرعها في المجتمع، لتتحول إلى بوصلة تستطيع الأجيال اللاحقة في المجتمع بالتوجيه والتحرك من خلال الإرث النضالي والمقاومة العظيمة وحجم التضحيات المقدسة، التي قدمتها على طريق الحرية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المرأة وتاريخ الشعوب.

 المرأة والميدان السياسي

 حطمت المرأة الصورة النمطية التي تدعي بأن السياسية هي عمل الرجال، وأنَّه على المرأة أن تبقى قابعة في المنزل لخدمة الرجل والعائلة، وعلى العكس من ذلك أثبتت أن السياسة الديمقراطية هي عمل المرأة. اتخذت المرأة مكانتها البارزة في الميدان السياسي، وأثبتت وجودها القوي والفعّال والمؤثّر في الحياة السياسية في المجتمع، وأثبتت أن الميدان السياسي ليس حكراً على الرجال فقط، كما كان يروّج له ضمن المجتمع. وبات ظاهراً للعيان أن العديد من أحزابنا السياسية الموجودة على مستوى شمال وشرق سوريا، تعتمد على نهج الرئاسة المشتركة في أحزابها. كما أنّهنَ موجودات في الهيئات الرئاسية في العديد من هذه الأحزاب أي متواجدات في مواقع صنع القرار السياسي.

مثلاً: وجود المرأة في الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، وإبداء مواقف تاريخية حازمة، وبشكل خاص في المحافل الدولية فيما يتعلق بالقرارات المصيرية المتعلقة بالحالة السياسية السورية الراهنة، وطرحها لمشروع الحل الديمقراطي في شمال وشرق سوريا، كحل سياسي وأساسي وجوهري لحل الأزمة السورية.

الذهنية الديمقراطية للمرأة هي رسالتها إلى الإنسانية

مما لا شك فيه أنَّ الديمقراطية والفكر الديمقراطي، هي سمة من سمات وخصائص المرأة، فهي تعمل على تعزيزها وترسيخها في المجتمع، وهذه مهمة أساسية وجوهرية من مهام المرأة في المرحلة الراهنة والتاريخية التي نمرّ بها.

إذ عليها أن تدرك بأن مهامها ورسالتها الإنسانية عظيمة، متضمنة أساليب وطرق حمل المرأة لمسؤوليات جمّة، ليس فقط في مجال الدفاع عن حقوق المرأة وحريتها، وعليها أن تعمل من أجل إنقاذ المجتمع وتحريره، وتحرير الوطن المسلوب كرامته، كي تصل بمجتمعها إلى مصاف الدول المتقدمة، وكما تقع على عاتقها مسؤولية الدفاع عن مكتسبات المرأة في شمال وشرق سوريا، وجعلها الأرضية والركيزة الأساسية لدعم كافة النساء السوريات بشكل خاص، والنساء في الشرق الأوسط والعالم بأكمله.

المهمة الأساسية هي تحويل الإرث النضالي للمرأة في شمال وشرق سوريا، إلى إرث للنساء في العالم أجمع بشكل تستفاد من كل الحركات النسائية في الشرق الوسط والعالم، من أجل تطوير نضالهنَ وتوحيد الرؤى النسائية في العالم ضد الذهنية السلطوية الذكورية.

إيمان المرأة بأن حرية الشعوب والمجتمعات، تمرُّ عبر حريتها، وإنَّ الحياة الصحيحة لا يمكن أن تُعاش إلّا مع المرأة الحرة، من خلال ممارسة إرادتها الحرة في جميع مؤسسات المجتمع، وإن مفاهيم الجمال والحياة الحقة يمكن أن يتحقق فقط مع المرأة الواعية والمنظمة، والتي تمتلك تنظيمها الخاص بها، أو تقوم بتأسيسه وفق دعائم متينة، وذلك لأنها تملك القدرة على تحديد أهدافها الخاصة، فهي القادرة على تطوير فلسفتها بشكل تام، المطورة لأساليب نضالها، والقارئة لمجريات التاريخ ولروح العصر الذي نعيش فيه، وهذا ما يجعل من عزمها عزماً لا حدود له، ولا نهاية، مهما اشتد الصراع ضدها، ومهما كانت مساعي السلطة الذكورية بكلّ أدواته وأساليبه التي يتبعها ليثبط من عزيمتها ويكسر أرادتها.

المرأة الريادية

 المرأة المناضلة الجسورة لا تقبل المفاهيم الهشة ضمن المجتمع، كالنظر إليها بأنها كائن هش ضعيف سهل الانكسار، أو أنّها ناقصة عقل ودين، ولا تنظر إلى الفوارق البيولوجية بينها وبين الرجل بأنها تقلّص دورها في الحياة، ودورها يقتصر على إنجاب الأطفال وتربيتهم، وخدمة العائلة فقط، لأنها مكتملة بذاتها. لذلك فهي ترفض أن تكون سلعة تجارية، أو أداة للمتعة والشهوة الجنسية لدى الرجل الحاكم، وترفض العلاقات المغذية لشتى أنواع اللّامساواة والعبودية والاستبداد والاستغلال والاضطهاد.

هي المرأة الريادية والقائدة في المجتمع، التي تحقق بنهضتها ثورةً الفكر في بنية المجتمع انطلاقاً من أصغر مؤسسة في المجتمع ألا وهي مؤسسة العائلة، وصولاً إلى كافة مؤسساته الخدمية والإدارية والسياسية والعسكرية، والممارسة الحكيمة بحنكة ودراية سليمة في مواقع صنع القرار، التي تتواجد ضمنها ودورها في صنع القرار السليم في الزمان والمكان المناسبين، مبتعدة عن كافة مظاهر التبعية وطأطأة الرأس، أو حتى الانكماش على ذاتها أو المهتزة ثقتها بنفسها.

وحدها المرأة التي ترى من نفسها بأنها بُعدٌ أساسي من أبعاد الحياة، وأن قيم الحياة الحقيقة يكمن في هذا البُعد، وأن مفاهيم الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية والسلام وقيم الحب والعشق والخير والجمال، قد نسجتها المرأة الآلهة منذ فجر التاريخ، وتمحورت الحياة حولها.

المرأة هي القوة الخلاقة في المجتمع، وثنائيات /المرأة – الوطن/ المرأة – المجتمع /المرأة – السياسة/ المرأة – الحرية/ المرأة – الديمقراطية/ المرأة – الجمال والاخلاق/جميعها ثنائيات تتمحور حول طاقات المرأة الكونية الكامنة، والمتجددة باستمرار.

وهي التي تجعل الحياة ذات معانٍ جميلة وسامية، من شأنها أن تعيد للحياة انبعاثها واستمراريتها، وأنَّها قادرة اليوم بإصرارها وعزيمتها ومقاومتها، بنضالها وكفاحها، على إنعاش هذه القيم والمفاهيم في المجتمع. وهي المؤمنة بقضايا تحرر المرأة، ودورها الفعّال في بناء مجتمع ديمقراطي حر، المؤمنة بأن فرصة بلوغ المجتمع الجوهري والحر الراسخ، يعتمد على عملية حرية المرأة، وأن نضال المرأة الحرة يشكل مضمون المساواة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

إن ما نشهده اليوم هو ميلاد الحرية الجديد للمرأة، في العالم أجمع، والذي جعل من شعار/المرأة، الحياة، الحريةJin,Jiyan, Azadî/ /مبدأ أساسياً في نضالها، حيث ترفع المرأة فيه صوتها عالياً، معلنة أن السلام أثمن من الحرب، وأنَّه لابّد من الارتقاء به، وأنَّ الحياة الحرة الحقة تليق بالمرأة الحرة، لتأخذ مكانتها على مسرح التاريخ كقوة ريادية للمجتمع، وخلقت قيم حضارية جديدة مختلفة، فهي التي سترجع هويتها التاريخية والمجتمعية المسلوبة منذ 5000 سنة. فبعزيمة وإرادة المرأة المناضلة تتحقق الحياة الحرية.