لأنَّكِ أنتِ – الشاعرة هيا وليد العيسىٰ
“القصيدة هي روح البحث عن الحقيقة والحرية
سأكتب للتاريخ ولتلك النساء اللواتي كن ينتظرن
المستقبل الحر والجميل”
هيا وليد العيسىٰ
الشعر، هي الواحة التي تعطي للمرأة الحرية في بحثها عن الحقائق. نحن نساء شمال وسرق سوريا بشكل خاص وجميع نساء سوريا عانين الكثير من الويلات والمآسي من الظلم والاضطهاد لا مثيل له في القرن الواحد والعشرين. الشعر، هو المأوى الذي نستطيع من خلاله التعبير عن حريتنا وجماليات الحياة. المرأة تلك الانسانة التي لا تمثل الحياة فقط، بل هي الحياة وبكل معانيها.
التعدد الثقافي والموزاييك الموجود في بلدنا الحبيب من كافة الأطياف واللهجات والأثنيات من نساء عربيات وكرديات وتركمانيات وشركسيات واشوريات وسريانيات ودورزيات يعطين تلك الطاقة الحيوية المتنوعة. مع ثورة 2011 بدأت المرأة بكتابة تاريخيها وبحثها عن الحياة والحرية الحقيقية. عظمة القصيدة تنفجر عندما يظهر إبداعات أقلام المرأة وبروحها المحبة للألفة والحياة والسلام والمحبة الإنسانية. ربما في الحروب تكون الأسلحة هي الفتاكة والمدمرة الأولية، ولكن القلم أكثر الأسلحة فتكاً وتأثيراً.
ترابنا وبيوتنا وقرانا ومدننا المدمرة شبعت من صراخات الكثير من النساء البريئات، اللواتي تم حرقهن، ذبحهن، ضربهن وتجليدهن. حتى الان نسمع امنياتهم وصراخاتهم التي كانت تترقب مستقبلاً جميلاً ومزدهراً بالعدالة والمساواة والأمان. ووطنا الذي ينتظر الشاعرات وان يكتبن تضحياتهن. هنا؛ بلد القصيدة المجروحة والمقاومة. نلملم شظايا ألآمنا ونحولها الى آمال مفعمة بالحب والحياة في قصائدنا. القصيدة، هي الخلاص والحرية. ما أجمل تلك القصيدة التي تكتب على صفحات تاريخنا العريق. لن تتوقف المرأة عن كتابة القصيدة التي تطفي شعاع الشمس على وطن دجلة والفرات على مروجها ومزارعها. هنا الأمل، هنا الخلاص، هنا القصيدة الخالدة. المرأة’ السورية وبكل مكوناتها، هن روح القصيدة التي لم تكتب حتى الان. ومهما دج الحرب بمخالبه في كل الأزمنة ولكن القصيدة بقيت باهية بنورها، هي التي تنهي الظلمات وتقول للظلم والاحتلال: “لن توقف مجرى الحياة لأنني المرأة والحياة والحرية بذاتها”.
إنني أهدي قصديتي لتلك المرأة’ التي حملت السلاح لتحمي بلدنا، لتلك المرأة’ التي استشهدت وهي على طريق النضال والكفاح والعمل الدؤوب. أهدي قصيدتي لأرواح الغاليات والعزيزات اللواتي اثروا فينا وخلقوا بصمات تاريخية على قلمنا. تأثرنا بهم، ولأجلهم سنكتب ونمضي حتى تشبع القصيدة من آمالنا وطموحاتنا وبحثنا عن الحياة الجميلة والمسالمة.
لأنَّكِ أنتِ
لأنكِ فوقَ أروِقة الخيالِ
لأنكِ أنتِ عنوانُ الجمالِ
أقولُ
بصوتِكِ انكسرتْ قيودٌ
وأوغلَ في المصائبِ كالنِصالِ
فيا فخراً بأنثى قد تعالتْ
وقد وصلتْ إلى سقف المحالِ
تليقُ بكِ السعادةُ والتمادي
وعمراً قد تظلَّل بالدلالِ
فأنتِ هي الدواءُ لكلِّ داءٍ
وشمسٌ قد أضاءتْ في الليالي
أغيثينا بحبٍّ واهتمامٍ
نريدُ بها سبيلاً للوِصالِ
لنشفي الجرحَ لمّا طالَ فينا
ويوصِلنا إلى دربِ المنالِ
هيا وليد العيسىٰ: كاتبة للشعر والنثر والنصوص الأدبية مواليد حلب 2001/ تدرس الإرشاد النفسي في جامعة حلب/ وخرّيجة معهد إعداد المعلمين – قسم اللغة الإنكليزية في منبج حائزة على عدة جوائز في المسابقات الشعرية على مستوى شمال وشرق سوريا/ ولها العديد من المشاركات الأدبية المختلفة.