خفف الوطءَ – الأديبة والشاعرة فوزية المرعي
“سأكتب لكِ حتى وإن جفّ الحبر على خصال القصيدة،
سأكتب لكِ يا امرأة الوطن الجريح والمتوجه نحو شعاع الشمس”
الأديبة والشاعرة: فوزية المرعي
خَـفّفِ الـوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ الأرْضِ إلاّ مِـنْ هَـذِهِ الأجْـسادِ
وقَـبيحٌ بـنَا وإنْ قَـدُمَ الـعَهْدُ هَــوَانُ الآبَـاءِ والأجْـدادِ
سِـرْ إنِ اسْطَعتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً لا اخْـتِيالاً عَـلى رُفَـاتِ العِبادِ
(أبو العلاء المعري)
خفف الوطءَ
خفف الوطء.. وامش الهوينى
حين تستهويك هذه الآفاق ..
هذه الحقول .. أنتِ معولها ..
وأنتِ يخضورها الساري في أغصانها
خفف الوطء ولا تتذمري ..
فهذا الدرب قد عبدته الجدة في غدو ورواح ..
هو لم يكن درب الحبيب إلى اللقاء ..
لكنها قد تلتقيه في ربيع أو خريف إذا ما العشقُ شاء.!
وهذي شقائق الصبر على الوهاد
تعتّقُ لُعابَ الشمسِ في أوانٍ بسردابِ الأرض
كوني معولاً يغوصُ في كبدِ الحقيقةِ والخيال ..
فقط ْخففي الوطءَ وغوصي بين الترائب والتراب
واتركي أناملَ قدميكِ ترضعُ من ضروع
الأرض صيفاً وشتاءً.. في الذهاب والإياب..
ـ 2 ـ
تزهو كروم التين والزيتون على السهوب والجبال
وعلى الوهاد ..
تأملي النقش المسماري على الجذوع ..
وحاولي فكَّ الرموز بعقل فلسفي ..علمي ..وأدبي
ستفتكُ بكِ الدهشةُ وتدورين حول نفسكِ ذاهلةً
مثلَ صوفيٍّ يحلّقُ بينَ الأرض ِوالسماء..!
تَيمَّمي بقبضةٍ من تراب الأرض وناشدي
كلّ ذرةٍ أن تشدو لك أناشيد الأجيال..
خففي الوطء , فبين أخاديد هذي الأرض
بذرة حكمة ..وبذرة ورد ..وبذرة حب ..
انسلي من حاسوبك الذهني حبلاً ..
ثبتيه بين رحم الأرض ..وسرّة السماء
علّقي عليهِ صحائف رؤاكِ..إرادتك..عقلانية جرأتك
آمالك وملاحم أشعارك ..
واصدحي بين النجوم بترتيلة:
كنتي يوما ..وها أنا اليوم ..وسوف أكون ..!
فوزيـة جمعة المرعــي ـ مواليد مدينة الرقة ـ 1948سورية/ عضــو اتحاد الكتاب العــــرب/ جمعية القصة والرواية/ عضو في لجنة إحياء المدينة القديمة/ أمينة سر جمعية العاديات بالرقة/ عضو في جمعية ماري/ عضو جمعية البيئة/ كاتبة في الأجناس الأدبية: القصة القصيرة ـ الشعر ـ الرواية ـ البحث. |