چيان – الكاتبة والقاصة كوثر مارديني

 

الكاتبة والقاصة: كوثر مارديني

 

چيان

 

كانت في ربيعها السابع عشر عندما التحقت بالدورات التعليمية للشهادة الثانوية. فتاة في مقتبل العمر، وفي قمة الجمال، طالبة متفوقة وملتزمة حسنة السمعة، وابنة مطيعة لأسرتها.

 في كلّ يوم تسير چيان إلى دوراتها التعليمية بخفةٍ ورشاقة ظبية، بوجهٍ بشوش وروحٍ مرحة وابتسامةٍ جميلةٍ هادئة تمنح وجهها الجميل عذوبةً بريئة والذي يضيئ كالقمر، تحلم مع كلّ خطوة تخطوها بمعدّل عالٍ يمكّنها من الالتحاق بالكلّية التي ترغب بها. طريقها المعتاد من البيت إلى  المعهد وبالعكس.

لا تعرف سواه ولا ترى سواه، ولا فضول لديها لسلك طريق آخر، فلا يشغلها شيء سوى الدراسة، والتفكير بتفاصيل مستقبلها العلمي، وكيف ستخوض حياتها في إطار ذلك.

 تعودت چيان أن تسلك الطريق دون أن تكترث بالمعجبين مهما حاولوا لفت نظرها بحركاتهم والتي كانت تبدو لها مضحكة، كأنهم مهرجين، وتصمّ أذنيها عن تعليقاتهم الساذجة. في الطريق إلى المعهد كان ثمة صالون حلاقة، يعمل به شاب وسيم وأنيق معجبٌ بنفسه كثيراً، وقد لمح چيان عدة مرات وهي تمرّ بجانب الصالون، وكأنما هواها أفسحت الطريق إلى وجنات حبه، ولفتت انتباهه وأعجب بها، وكثيرةٌ هي المرات التي كان يترك زبونه على كرسي الحلاقة، كي يتأملها، ويحظى بنظرةٍ منها، ولو برفة عين، وكانت چيان تشعر بنظراته تلاحقها.

 وتمرّ الأيام ويزداد الحلاق إعجاباً بها، ولهفة لرؤياها ولو لبضع ثوانٍ ويبدأ بالسؤال عنها, عن دراستها وأهلها, وخاصةً أن مهنته تمنحه الاختلاط مع الكثير من الناس, ومن السهل عليه معرفة كل ما يريد عن أي فتاة.

چيان لم تكن أول فتاة يعجب بها ويلاحقها طمعاً في إقامة علاقة عاطفية عابرة, لهذا بدأ بنصب شباكه في طريقها  ليصطادها كما فعل مع غيرها, وأخيراً وصل إلى مرماه بعد مرور وقت طويل  من ملاحقتها، وقد شعرت چيان باهتمامه المميز, وفي الليل وحينما كانت تقلّب صفحات كتبها, كان ذاك الشاب يرتسم أمامها.

هل من المعقول أنني وقعت في حبه, وهل هذا هو الحب الذي قرأت وسمعت قصص كثيرة عنها, نعم ؛ لقد وقعت في حبه بكل جوارحها, وبكل براءتها, وظنّت أنّه يبادلها عميق مشاعره النقية والطاهرة, تلتقي معه مراراً, ويتبادلان أحاديث قصيرة عن الحب والشوق, ويبثها رغبته بالزواج, ويسرها هذا الأمر, فهي تعرف أن الحب الصادق سيكلل بالزواج في النهاية, لكنها تطلب منه الصبر إلى أن تحصل على الشهادة الثانوية.

 وتمرُّ الأيام، وتنجح چيان  بتفوق, وتنال درجات عالية تؤهلها للدراسة في الكليّة التي كانت تحلم بها, وتسافر إلى العاصمة. يملأ قلبها الحب والفرح, ها هي أخيراً ستدخل الجامعة من أوسع أبوابها, ذاك الباب الذي سيفتح أمامها فرص عظيمة في الحياة, تبدأ أيامها الجامعية جميلة هادئة, وتتفوق على زملائها, وتلقى الاستحسان من أساتذتها, ولم تشغلها الدراسة وأجواء العاصمة عن حبيبها, فقد كانت تتواصل معه, وتعاهده أنها ما زالت باقيةٌ على عهد الحب والإخلاص لها.

مراد؛ هكذا كان اسمه كان يتبادل معها الحديث مذكراً إياها بوعودها أنها ستقبل به بعد حصولها على الثانوية, وها هي في السنة الثانية، ولم يعد موضوع الزواج يشغلها كثيراً, لكن مراد يصرّ أن يتقدم إلى أهلها لخطبتها, فقد وجد فيها الزوجة المثالية الواعية, والأم الصالحة لأولاده مستقبلاً، ولم يعد يفكر بها مثل سابق عهده مع الفتيات الأخريات, فهي مختلفة عن كل اللواتي تعرّف عليهن, لذلك أصرّ على التقدم لخطبتها مراراً وتكراراً.

 وافقت چيان على الخطوة, وطرحت موضوع الخطبة على أمها, فجنّ جنونها, فكيف لابنتها چيان الجميلة, والجامعية أن تتزوج من شاب بالكاد أنهى الإعدادية, شاب تلوك ألسنة الجيران بسيرته السيئة, وسمعة عائلته الرديئة، والبيئة التي ترعرع فيها.

حاولت الأم إقناع ابنتها بالعدول عن هذه الفكرة, والالتفات إلى دراستها ولمّحت لها عن طوابير شبان العائلات وأصحاب الشهادات الذين سيتقدمون لها، بعدما تنهي دراستها وما قيمة الوسامة أمام المال, وجمال العقل ورفعة الحسب والنسب, فالجمال هبة ربانية لم يصنعها هو, ولم يكن له شأن في ذلك.

 رفضت العائلة العريس, وازدادت چيان حباً بحبيبها, ولم تقتنع بكلام أمها وأبيها, فالحياة الزوجية هي حياتها، وهي التي ستختار شريكها, ولم تكترث بنصائح أسرتها, وقرار رفضهم لحبيبها.

سافرت چيان إلى دمشق العاصمة، تلك المدينة الجميلة التي تشعرها بحالة عشق يغمرها, وترى الحب مرسوماً على بتلات ياسمين الشام, وتراه يتنفس عطر حارات دمشق القديمة.

 يلاحقها مراد إلى دمشق, ويلتقيها في حديقة عامة وارفة الظلال، حيث توزع العشاق على مقاعدها, ولكل عاشقين حكاية ما ربما كانت حكاية عشقهما واحدة من الحكايات الموجعة. يحاول مراد أن يقنعها بالعودة إلى أهلها وإقناعهم بالموافقة, ويعودان معاً, ولا تجد عائلتها مناصاً من الرفض، فيقبلون خطبة ابنتهم على مضض من ذاك الشاب، وتعيش چيان مع خطيبها أيام سعيدة، وفي غمرة سعادتها يطلب منها خطيبها الإسراع بتحديد موعد الزفاف. تتم الأمور بشكل سريع، فالشاب وأهله لم يكن يصدقون أنّ فتاة مثل چيان ستكون من نصيبهم، وقبل أن تنهي دراستها الجامعية يتم الزواج وسط فرح أهل مراد، وتعاسة أهل چيان، وتضطر چيان إلى ترك مقاعد الجامعة، على أمل العودة في وقت آخر، وتبدأ مشاكل الكنّة والحماية، مشاكل يومية تبدأ منذ الصباح، ولا تنتهي في المساء، لتعود المشاكل متجددة كل صباح. تحولت حياتها إلى جحيم  بعد أيام من السعادة والهناء، هي المرة الأولى بحياتها تسمع شتائم وألفاظ قذرة، وتجد تصرفات غريبة من حماتها، تخفي كل ذلك عن زوجها الذي يعود للبيت نهاية كل يوم وقد أتعبه العمل طوال النهار، وبدأ يهمل نفسه، ولم يعد ذاك الشاب الأنيق، واختفت معالم وسامته، وتغيّرت لغته، فلم يعد يتحدث إليها كما كان بتلك التعابير المنتقاة، ولم تكن لغته تختلف عن لغة أمه، وهنا أيقنت حجم المصيبة التي أوقعت نفسها بها، وبدأ الندم يأكل روحها من الداخل، فكيف تخبر أهلها عن جحيمها اليومي الذي رسمته لهم يوماً ما بالفردوس.

كانت تحاول الهروب من حياتها، ومن واقعها، ومن خيبة أملها، فتزور بيت أهلها، لتستجمع قواها، وتنعم ببعض الراحة والأمان والهدوء.

شعرت أمها بحزنها وشرودها، وأيقنت بحسها الأمومي بأن چيان في ورطة، وأنه ينبغي لها أن تمدها بخبرتها في مجابهة الحياة، وأنّ الحياة ليست خطأ مستقيماً يبدأ من نقطة، لينتهي في نقطة نرغب بها. وفي ظلّ استمرار عذابها، والقهر الذي تعيشه يوماً كحلقات مسلسل درامي تراجيدي لا نهاية له، فهي لم تعد تشعر بدفء زوجها، وهو لم يعد يمنحها الكثير من وقته، كان يتابع برامج تلفزيونية هابطة، ويتبادل مع أمه تقارير كاذبة عن تصرفات الكنة.

كانت تبكي كثيراً، أصبح البكاء صديقها، ولم تجد زوجها يوماً يمسح عن عينيها دمعتها، ولم يبالي بكل ما بها من حزن وتعاسة، بل بات يوبخها ويشتمها، وحطم كبريائها، وحولها إلى امرأة محطمة القلب، تحيا دون أمل.

عاد مراد إلى الاهتمام بأناقته، وبدأت رائحة عطره تملأ أرجاء البيت، وتعددت مشاويره، وبات التأخر في العودة للبيت عادة، وهي تزداد نحولاً وقهراً، فقد كانت تعلم أن زوجها عاد إلى سابق عهده، فهذا التغيير المفاجئ له صلة بعاداته في الماضي، أي ما قبل الزواج، وأخذ يتواعد مع نساء رخيصات، ويعود منهكاً متجاهلاً زوجته وابنته تماماً، يعلو شخيره قبل أن يخلع ثيابه، ويفترش السرير كجثة هامدة.

تستمر الأشهر ثقيلة، ولم تتفاجأ بأعراض الحمل، ولم تفرح كما تفرح كل النساء بإنجاب الطفل الأول، ولم يكن لامبالاة زوجها أقل منها.

تنجب چيان طفلة، وتتغير أوضاع البلد، وتبدأ الناس بالهجرة نحو البلدان المجاورة، وأوروبا، وتسافر چيان مع زوجها وأهله إلى تركيا طلباً للأمان، وطمعاً بحياة أفضل، وتفقد چيان آخر أمل لها بالعودة إلى جامعتها وإكمال دراستها.

تزداد الأوضاع المادية صعوبة في تركيا، ويفشل في كل عمل يشغله، ويزداد وحشية، ويبدأ بضربها كل يوم، وإهانتها، و إهمالها، وإهمال ابنتها، فتتصل بأهلها وتبوح بكل عذاباتها وهي تشهق بنحيب عميق، تطلب منهم إنقاذها من هذا العذاب، الذي أقحمت نفسها فيه، فيسافر والدها ويعود بها مع ابنتها إلى سوريا، بحجة أن تكمل چيان دراستها، وضرورة أن تبقى ابنتها معها، لم يماطل زوجها، ولم يتردد في السماح لها بالمغادرة، بل شعر أنها فرصة لن تتكرر للتخلص منها، والتخلص من مصاريف ابنته.

تعود چيان، وتعود صحتها وابتسامتها التي فقدتها منذ أن فارقت بيت عائلتها، وكأنما الحياة دبت في روحها من جديد، تعود للعاصمة لاستكمال دراستها الجامعية وسط تشجيع أهلها، وابنتها تجد كل الرعاية من جميع أفراد الأسرة.

 يسافر الزوج من تركيا إلى هولير بحجة العمل، ويقيم في مخيمات النازحين، ويبدأ في مطاردة الفتيات، يجذبهنّ بوسامته وأناقته، يقضي نهاره في العمل وليله في أماكن السهر، دون أدنى شعور بتأنيب الضمير أو المسؤولية.

يتصل مع الزوجة، ليطمئن على ابنته، ويخبر الزوجة أنه ثمة مفاجأة، تستغرب چيان من اتصاله بعد هذه المدة، وتحاول أن تتكهن المفاجأة ، وتتساءل هل من الممكن أن يعود، ونعيش معاً حياةً هادئة؟

وبينما هي تعيش هذه الأحلام تسمعه يقول:

  • اسمعي المفاجأة…!!

صوت نسائي يبادرها بالسلام

  • مرحباً كيف حالك.. أنتِ لا تعرفينني، حسناً.. سأعرّفك بنفسي أنا ضرتك.. الزوجة الجديدة.

 وقبل أن تستوعب چيان ما سمعت، يعود صوت زوجها، وبكل وقاحة يقول لها:

  • هل أعجبتك المفاجأة؟ لا يهمني كل ذلك، يهمني أن تعلمي أنك طالق.

 ورمى عليها الطلاق قبل أن ينهي مكالمته.

تجمدت چيان بمكانها، عاودها الكابوس مجدداً.. وهي تصرخ تصرخ

 حقير.. سافل… منحط، وتدخل في نوبة بكاء، تبكي طويلاً، تبكي على حظها، وحياتها، ومستقبلها، تبكي ندماً على كل لحظة لم تسمع صوت عقلها، ولم تسمع وصايا أبويها، بل سلكت درب عواطفها والاكتفاء بالإنصات لدقات قلبها.

تعود لرشدها، وهي لا تستوعب كل ما حدث، فهل هذه حقيقة أم أنها مجرد مزحة ثقيلة ؟

وهل ينتهي الحب هكذا سريعاً؟ وجلست في زاوية معتمة، تفكر في مستقبلها، ومستقبل ابنتها، وماذا تفعل الشهادة لامرأة شابة مطلقة، وأم صغيرة ؟

لقد جرحها ذلك الوغد، وكأنما طعنة سكين قد أخترق قلبها الذي كان ينبض بحبه، جرحها ذلك الخائن الذي لا يعرف للعشق معنى بل أخذها من منطلق(أنه يجب أن يحصل عليها فقط)، كما الطفل الذي يبكي ليحصل على لعبته التي سرعان ما يمل منها، وبذلك جرح كرامتها وأنوثتها.

عادت بها الذاكرة إلى زمن الطفولة، وصباها.. إلى تلك الأعوام الجميلة، حيث لم يكن يشغلها شيء سوى الدراسة، رغم طوابير الراغبين بخطبتها، والآن چيان قد أصبحت أماً، ومطلقة، امرأة محطمة القلب، لم تعد تتقن من الحياة سوى العويل والنحيب، تحولت من امرأة مندفعة نحو الحياة بكل حيوية، إلى امرأة هزيلة ومتشائمة وكأنما وصلت بها هذه التجربة إلى نهاية المطاف في هذه الحياة.

تشعر أمها بحجم آلامها ومعاناتها، تتقرب منها وهي على دراية تامة أنه هناك غلط في حياتها الزوجية، فتسرد لها چيان القصة كاملة، تثور قليلاً، لكنها سرعان ما تهدأ، وتذكر چيان بأقاويلها ونصائحها التي سبقت زواجها، إلا أن الأم تجد نفسها أمام واقع يفتك بابنتها، لذا عليها القيام بإخراجها من ذاك الواقع المرير والوقوف إلى جانبها، فهي الأم القوية، تعود لمواساة ابنتها، تخبرها أنه من الجيد أنها تخلصت من هكذا زوج لم يكن يستحقها أساساً.

تحاول الأم أن تقنعها بإعادة الابنة إلى طليقها، وأن تبدأ حياتها من جديد، لكنها ترفض ذلك، وتعلن أنها ستكرس حياتها لابنتها.

تستجمع چيان قواها لتعود إلى مسيرتها الحياتية التي لطالما كانت تتبعه عندما كانت فتاة عزباء، وتغادر إلى العاصمة لمتابعة دراستها، تاركة ابنتها لدى أمها، وتمر الأيام وهي تتابع رحلتها الدراسية وقد أوشكت على التخرج، وهي مطمئنة على ابنتها بأحضان أمها.

 تعود من دمشق، وكلها شوق لاحتضان ابنتها، تبحث في الغرف، وتجد أن جميع من في البيت وكأن الطير قد وقفت فوق رؤوسهم، وأدركت أنه هناك أمر جلل، وبدأت تركض من غرفة إلى أخرى بحثاً عن ابنتها، وتسأل عنها لكن الجميع يصمت ويقف ساكناً، وتصرخ چيان بصوت عالٍ، وكأنما زئير أسد يزأر في الغابة، فقلبها أخبرها بما حدث، ولكنها لا تريد أن تصدقه: أين ابنتي أين أخذتموها؟ لتجاوب الأم مطأطأة الرأس: الأفضل أن تكون عندهم، ويتولون أمر الاهتمام بها.  تصرخ من جديد وتبكي بحزن، وكأنها فقدتها إلى الأبد… ستكبر ابنتها دون أن تراها.. هناك في تركيا، عند جدتها، بينما والدها في  هولير، يعيش حياته بالطول والعرض دونما مبالاة بأحد، بينما هي المطلقة، ويا لقساوة هذه الكلمة، في مجتمع الشرق، فمن ذا الذي سيرحمها؟

حملتها أقدامها إلى ذات الطريق الذي كانت تقطعه كل يوم ذهاباً وإياباً، تذكرت مشيتها واعتزازها بنفسها، والدموع تنهمر على وجنتيها، وكأنها سيل من الأمطار الغزيرة، وتعود بذاكرتها إلى تلك اللحظات التي كانت تبني فيها آمالها وأحلامها، وهي اليوم مكسورة الخاطر، محطمة القلب تجرّ أقدامها، وتخطو في حزن عميق، تشعر أن كلّ العيون تلاحقها وتشير إليها ..هذه زوجة الحلاق.. لقد طلقها وتزوج بأخرى… ويتهامسون في آذان بعضهم البعض: ربما هناك سبب لذلك ..

نعم فقد كانت تعيش بالعاصمة لوحدها، وهناك أقاويل كثيرة.. لا يهم.. لكن انظروا إنها مازالت جميلة.. ومغرية أليس كذلك؟

چيان: هل هكذا ستمضي أيامي، وهل سأسمع هذه الترهات السخيفة ؟

هكذا تحدثت مع ذاتها، حسناً.. عليّ أن أنهي دراستي وأن أتخرج هذا العام .

لم يبق لها سوى خيار إكمال دراستها، فالتجربة صقلت روحها وهذبت طريقة تحكمها بعواطفها، عادت لجامعتها، وعاد إليها مرحها وعادت ضحكتها المشرقة، وبدأت تحلم من جديد.

تناهى إلى سمعها بأن طليقها قد قتل في شجار في ملهى ليلي كان يعمل فيه، حول خلاف مع أحدهم على امرأة كانت ترتاد الملهى، وسافرت والدته إلى ألمانيا مصطحبة عائلتها والطفلة

 أصبحت چيان تدرك أن الحياة ليست طريقاً مستقيمة.. و أن الحياة تخبئ لنا دوما أموراً لا نعلم بها

لكن، ينبغي أن نستمر في الحياة، سواءً كانت الطريق مستقيمة، أم  متعرجة

المهم أن يعيش الإنسان حياته، بحيث لا يشعر بعدها بالندم.

 

كوثر مارديني/ مواليد الحسكة ١٩٧٣خريجة دبلوم عربي/ عضوة باتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة/ من أعضاء المجلس التشريعي/

مهتمة بكتابة المقالات ولها زاوية أسبوعية في جريدة روناهي/ وتم نشر عشرات من المقالات بالإضافة إلى كتابة القصة القصيرة/ نالت الجائزة الأولى في مهرجان القصة للمرأة في عام ٢٠١٦ بمدينة قامشلو/