مؤتمر ستار مظلة تحوي كافة النساء المناضلات
مؤتمر ستار مظلة تحوي كافة النساء المناضلات
“كللنا عام 2023 بمستوى تنظيمي نسوي راقي
وسنكللها بنجاحات تاريخية جديدة
تضمن تاريخ المرأة المقاومة والمناضلة في عام 2024 “
ريحان لوقو
منسقيه مؤتمر ستار في إقليم شمال وشرق سوريا
منذ مطلع الثورة في روجآفا وإقليم شمال وشرق سوريا، لم تكف الدولة التركية الاحتلالية من سياساتها المعادية وهجماتها العسكرية تجاه نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية، والتي ركزت مؤخراً باستهداف البنى التحتية والمرافق الخدمية خاصة، في محاولة منها ضرب المجتمع وإضعاف إرادتهم ولقمة عيشهم، وبالتالي السعي بكل ما أتت من قوى من أجل أفشال المقاومة والنضال الذي تبديه كافة النساء المناضلات والرياديات للثورة في إقليم شمال وشرق سوريا.
لذلك فإن تنظيم مؤتمر ستار واستناداً إلى أهدافه يغذي الثورة بالنضال والمقاومة والتي هي من جُلّ أساسيات عمله، من أجل تحرير المجتمع من الأفكار والعقائد البالية التي تقيده وتكبله، وتجعل من الأطفال والنساء عبيد مقيدين بسلاسل الذهنية الذكورية السلطوية وبالتالي الوصول بالنساء لأعلى مستويات الوعي والادراك الذاتي، إلا أن الاستهداف والهجمات التي تتعرض لها الثورة في كل يوم رفعت من مستوى النضال لمناهضة الاحتلال والعنف الممارس على المشروع الجديد الذي تقوده المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا.
لذلك عند الحديث عن السنوات التي مضت يمكننا القول؛ بأنها تكللت بمستويات مهيبة من المقاومة التي أبدتها النساء حيال ما تعرضت له من عنف وإرهاب. كانت أعوام حافلة بالنجاح في ميادين “ثورة المرأة” لا سيما العام المنصرم، كون المرأة في كل لحظة قد جسّدت ملاحم من التفوق واكتساب مكتسبات جديدة من خلال الإصرار في موقفها الراديكالي ضد انتهاكات الدولة التركية المحتلة، والتي تهاجم بشكل يومي منازل المدنيين، الأطفال والنساء وبالتالي تستهدف منجزات الثورة. من جهة أخرى تستهدف الرياديات ومهندسات ثورة المرأة من خلال الطائرات المسيرة، من أجل ذلك في كل لحظة من إصرار المرأة على البقاء في أرضها والتمسك بقيمها هو الانتصار الأعظم لنضالنا.
في بداية عام 2023 قمنا بعقد مؤتمرنا التاسع بيوم تاريخي كون المؤتمر تم عقده في الذكرى الـثامنة عشر لتأسيسه، وهذا ما زاد من عزمنا من أجل تجديد عهدنا في الاستمرار بالنضال إلى تحقيق النصر وضمان مكتسباتنا، عليه تم أخذ العديد من القرارات والتي تم تنفيذ العديد منها خلال العام، حيث تم القيام بالعديد من الفعاليات المختلفة والمتعددة بريادة مؤتمر ستار، وكان من أهم الأهداف التي تم التركيز عليها في هذه الفعاليات وهي تحقيق وضمان الحرية الجسدية للمفكر والقائد عبد الله أوجلان، وبالتالي إعادة النظر في تنظيم دور المرأة من خلال عقد كونفرانسها كأحد أهم أركان ومكتسبات ثورتنا التي تمثل نموذج العائلة الديمقراطية، حيث تم تنظيم نحو 62 دار للمرأة على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، لنتمكن من خلالها وبشكل أفضل لتنظيم المجتمع وحل قضاياه العائلية، من أجل تحقيق شكل الحياة الندِيّة بين الأفراد بالاعتماد على قوانين الأسرة الديمقراطية وبأساليب مختلفة، كونه يتم من خلاله حل القضايا العائلية، التي تمثل لب المشاكل الاجتماعية الأساسية بين المرأة والرجل، لا سيما العلاقات التي وصلت إلى مستويات عقيمة نتيجة الذهنية السلطوية التي لا تتقبل وجود امرأة ورجل حر. لذا ومن خلال الكونفرانس تم مناقشة آلية الحل لهذه القضايا حسب المقاييس الأساسية التي يمكن من خلالها الوصول إلى كافة العوائل، وتدريبهم على هذه المبادئ التي تم التصديق عليها من قبل مجلس الشعوب.
ونحن بدورنا نسعى من أجل تطبيقها في كافة المناطق والمقاطعات مثل: مقاطعة الرقة، مقاطعة الطبقة، مقاطعة منبج ومقاطعة دير الزور ومقاطعة الفرات والجزيرة وعفرين وشهباء …وغيرها. ولتسهيل هذه الآلية تم فتح العديد من الدورات التوعوية وتقديم الدروس من أجل التعريف بها وترسيخها في المجتمع، إلى جانب عقد العديد من الكونفرانسات الأخرى والاجتماعات الموسعة والمنصات التي ناقشت الأمور التنظيمية والسياسية والاقتصادية التي تخص بأوضاع المرأة والمنطقة بشكل عام.
لذلك يمكننا القول؛ بأن عام 2023 كان منعطفاً لـ نقطة تحول جديدة في تاريخ تنظيمنا النسائي، حيث توسعت جغرافية نضالنا وازداد الانضمام النسائي وبالتالي تم أخذ العديد من القرارات الحاسمة في المجالات السياسية، الدبلوماسية، البيئية، الاقتصادية، الثقافية والحياتية ضد كافة أنواع العنف، الحرب، الهجمات وانتهاكات الحرب الخاصة تم تنظيم حملات خاصة من أجل إنهاء الاحتلال وحماية الأرض وهوية المرأة.
ومن القرارات الأساسية التي تكلل بها نضالنا؛ تنظيم وإنشاء لجنة خاصة باسم لجنة حرية القائد عبد الله أوجلان الجسدية، وفي نفس الوقت العمل على عقد كونفرانس حول براديغما الأمة الديمقراطية بريادة المرأة، وأيضاً حول العزلة الممارسة على القائد. وفي هذا الإطار أيضاً تم الانضمام إلى الكونفرانس الذي نظم في شمال أفريقيا حول فكر وفلسفة المفكر عبد الله أوجلان، بهدف نشر أطروحاته في حل كافة الأزمات الخانقة، وأيضاً إعطاء الدور البارز للمرأة في ريادة المجتمع.
كما وتم الانضمام إلى كونفرانس الشرق الأوسط الذي عقد في لبنان حول تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان وذلك بحضور العديد من البلدان التي أيدت فلسفته وأطروحاته، وناشدت لتطبيقها كما وتم النقاش من خلاله حول آلية لعب الدور الريادي من قبل المرأة، وكان من الأعمال المهمة التي تم تنفيذها هو جمع أكثر من 12000 رسالة تم كتابتها بعواطف المحبة والشوق وأنامل الأطفال للقائد عبد الله أوجلان ضمن كتاب باسم (إلى بحر قلوبنا – Ji Deriyaya Dilê Me Re ).
كوننا نشدد دائما بأن التغيير الذهني والفكري من شأنه الارتقاء بشأن المرأة والمجتمع إلى مستويات أعلى من الحرية والديمقراطية، ومن أجل ذلك من الضروري أن يقوم المجتمع بتنظيم وتدريب نفسه للتخلص من الذهنيات التي تحولُ دون تغييره وتطويره، لذا تم إعطاء العديد من التدريبات والمئات من المحاضرات بهدف نشر فكر القائد في المجالات المختلفة، وفي كافة الساحات التنظيمية والاجتماعية وضمن الكومينات في القرى والبلدات والنواحي.
كما وتم اعتماد أسلوب التخصص في تدريب النساء من خلال فتح أكاديمية الشهيدة (زينب صاروخان للعلوم التخصصية)، وأيضا توسيع عدد أكاديميات المرأة وإعادة تسميتها بأسامي الشهيدات المناضلات أمثال الشهيدة ليلى اگري التي تمثل روح المقاومة النسائية. وقد تضمنت هذه الدورات التدريبية التعمق في تحليل العلوم الاجتماعية من خلال التركيز على البحث في سوسيولوجيا الحرية للقائد عبد الله أوجلان.
وأيضا تاريخ المرأة والقضايا الجنسوية التي يعاني منها النسيج الاجتماعي وكيفية التخلص من أمراض السلطة والبيروقراطية التي تعرقل آلية التغيير الذهني وطعن جهود النساء لذلك تأتي أهمية هذه التدريبات من أجل بناء وإنشاء الكوادر الرياديات للثورة بهدف تحقيق قيادة مرحلية جديرة في كافة الساحات من الناحية التاريخية، الفلسفية، الأيديولوجية، والعلمية ويأتي ذلك نظراً للمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق المرأة في تحقيق فلسفة تحرير المرأة وحتى الرجل.
حيث تم فتح دورات خاصة للتغيير الذهني، خاصة دورات للرفاق الرجال، إلى جانب فتح أكاديمية خاصة لهم وتدريبهم المستمر والتي تتضمن الدروس ضمن برنامجها التوعوي. حيث قام مؤتمر ستار ضمن هذه الأطر بالنقاش مع الإداريين، المدراء والرئاسات المشتركة /الرجال/ بهدف بناء نظام منصف بين المرأة والرجل. كما وتم من الناحية التنظيمية النقاش مع المئات من الرئاسات المشتركة وعقد العديد من الاجتماعات التي كان من شأنها التعريف الصحيح لجوهر نظام الرئاسة المشتركة وآلية لعب الدور الأساسي من قبل المرأة في سيرها وتنظيم ذاتها على أساسها في كافة الساحات والميادين. من خلال الممثليات التي تم تنظيمها ضمن ثمانية مدن في أوروبا، ألمانيا، بلجيكا، يونان، هولندا، دانيمارك، سويد، سويسرا، بريطانيا/ والشرق الأوسط.
تمكّنا من التواصل مع النساء من التنظيمات المختلفة والتي زادت من دورها في إيصال معاناة النساء وما تتعرض لهن من عنف واحتلال، لا سيما في مناطقنا المحتلة إلى الجهات المعنية لذلك يمكننا القول بأن في هذه السنة كان الالتفاف حول معرفة نظام المرأة ونضالها ملفتاً للرأي العام العالمي، وذلك من خلال زيارة الهيئات والوفود لمراكزنا التي توجهت إليها على الرغم من ما تتعرض له مناطقنا من هجمات وحشية، إلا أن ما ثُبت هو صدى وصورة مقاومتنا التي أصبحت شعلة تنير درب الباحثين عن الحرية والسلام ، وبالتالي أصبحت صوتاً لكافة النساء المتطلعات للتحرر من قيود العبودية والظلم.
لم يتوقف تنظيمنا بتوسيع نضاله في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، بل توسع دبلوماسياً أيضاً بأهمية كبيرة بين صفوف النساء السياسيات والدبلوماسيات والمثقفات والكاتبات من مختلف الدول العربية والأوربية، لتؤكد بأن النصر والنجاح يكمن في التواصل والارتباط وبناء صداقات استراتيجية مع النساء اللواتي لهن نفس الأهداف التحررية. لذلك تأتي أهمية العلاقات مع الغير من خلال التعريف بثورة المرأة وإدخال التجربة التي تم اكتسابها لتنظيماتهم أيضاً، وذلك من أجل التواصل مع النساء والأمهات ورص صفوف النضال خارج حدود الثورة.
من جهة أخرى كوننا ندعم كافة الانتفاضات والثورات التي تقودها النساء وعليه في العام المنصرم ودعما للنساء الأفغانيات والشنگاليات والباكستانيات، تم الإعلان عن حملات تضمنت العديد من الفعاليات المساندة وتقديم الدعم لهن، كوننا في أرض ثورة المرأة أصبحنا صوت كافة النساء التي توحدت بها آمالنا.
من الجانب الاقتصادي أيضاً وبعد عقد الاجتماع السنوي لـجنة المالية والاقتصاد، تم أخذ العديد من القرارات التي ناقشت بطالة النساء وآلية توفير فرص عمل لهن من أجل تحقيق الاستقلال والاكتفاء الذاتي للنساء من خلال المشاريع والتعاونيات النسائية المختلفة التي تم إعدادها خلال السنة بشكل أوسع وأعمق. ارتباطاً بالفكر والذهنية الأيكولوجية التي تمنع الربح والسعي للفائدة التي تهلك البيئة والمجتمع وتأزمه اقتصادياً، كان من أهم الأعمال التي تم السعي إلى ترسيخها أيضاً هي الوصول بالمجتمع إلى مجتمع أيديولوجي وأيكولوجي، في ظل الانتهاكات التي تعرضت لها منطقتنا لا سيما قطع المياه والأشجار واستخدام الأسلحة الكيمياوية واستهداف المنشآت والبنى التحتية التي شلّت الأوردة الأساسية للحياة المجتمعية وازدادت من التلوث البيئي لذلك من أجل مواجهة هذه التحديات البيئية التي خلفها العدوان التركي وقبلها النظام السوري، تم القيام بالعديد من الحملات وبشعارات مختلفة، كان من شأنها أن تغيّر الأفكار المناهضة للبيئة وإزالة الاغتراب الحاصل بين الأفراد وبيئته.
وبالتالي من أجل تحقيق الصحة الديمقراطية الخالية من مظاهر الرأسمالية التي تجعل من النساء أدوات للمتعة وبالتالي تحولهم لـ دمى تتبع العمليات التجميلية واستخدام الأدوية والابتعاد عن الولادة الطبيعية والرضاعة، تم فتح عشرات الدورات التدريبية الصحية وفتح مراكز صحية خاصة بالنساء لا سيما في مقاطعة حلب والشهباء بهدف التخفيف من أعباء الهجرة والاحتلال الذي تعرضت له مناطقنا منذ أكثر من خمس سنوات. وبالتالي إنشاء الوعي والادراك الصحي للمرأة حيال جنسها وجسدها.
يمكننا القول؛ بأن المستوى التنظيمي الذي تكلل بنجاحات تاريخية جديدة في تاريخ المرأة المقاومة والمناضلة في عام 2023 ضمن ثورة روجآفا إقليم شمال وشرق سوريا، سوف تستمر بتلك الوتيرة في عام 2024 حتى الوصول إلى الحرية المجتمعية بكل معنى الكلمة. فالمرأة المناضلة والمكافحة والمنتظمة هي التي تمثل الأمل والجمال لكافة النساء في سوريا والشرق الأوسط. كما أننا نعاهد رفيقاتنا وشهيدات مسيرة النضال والحرية بأننا سنصل إلى الحرية التي لطالما سعينا إليها معاً