مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD

 

مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD

 

” مجلس المرأة له دور هام في الميدان السياسي والتنظيمي،

لترسيخ أيديولوجية تحرير المرأة بالسياسة الديمقراطية”

زهرة سمعو

الناطقة باسم مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD

 

لعبت المرأة دوراً بارزاً في المؤسسات الديمقراطية المجتمعية، وتحررت من القيود التي فرضتها السلطة وأدوات الدولة السلطوية، من هنا؛ فقد شكلت هذه المؤسسات الركيزة التي ستجد المرأة فيها دورها البارز وتخلصها من الظلم والقيود العائلية التي كانت تتعرض لها، وهذا الأمر يتطلب منا مفاهيم تمس حقيقة المرأة معناً ومضموناً. وبالتحليل والنقد العميق وعبر نضال منظم وحده يمكن فهم حقيقة المرأة وكسر كل القيود التي كبلتها.

إن الهدف الأساسي من السياسة الديمقراطية هو بناء المجتمع الديمقراطي والمرأة الحرة، وهنا؛ فإن المرأة استطاعت في كل الميادين منها السياسية، والثقافية، والتنظيمية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعسكرية، من خلال الحوارات والنقاشات التشاركية، أن تصل إلى مستوى رفيع في التثقيف والتقدم الفكري من أجل تأسيس مجتمع ديمقراطي. وبالإرادة الحرة المشتركة التي أسهمت في صدور قراراتها المصيرية والمشتركة، وبتنظيمها السياسي، قد مكّنتها من أن تُبدع لذاتها فُرص الكفاحِ والقوة المستدامة.

إن المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي بمعرفتها تجاه هذه المسؤوليات التاريخية بشكلٍ موسعٍ وشاملٍ، عملت من أجل عملية البناءِ لمرحلةٍ جديدةٍ، كما أن الشهور والسنوات، والفترات التاريخية القائمة أمامها سترسم لشعوب الشرق الأوسط قَدَرَ السنين القادمة.

يسعى مجلس المرأة في الحزب لتبني السياسة الديمقراطية، ونشرها بين كافة الجهات والأطراف السياسية. ويؤكد بأن السياسة بدون المرأة هي سياسة حرب واحتلال، ومناهضة للديمقراطية لذا نسعى من خلال مجلس المرأة إلى محاربة تلك الذهنيات عبر تفعيل مجلس المرأة في الحزب السياسي، لأن السياسة بحاجة للديمقراطية وإن لم يكن الحزب ديمقراطياً بداخله، فهو لن يتمكن من تشكيل حلف سياسي ديمقراطي.

الإنجازات التي حققتها المرأة في ثورة روجآفا بتنظيمها ومقاومتها والتي سميت بثورة التغيير والديمقراطية، استطاعت المرأة أن تصل إلى كافة الميادين؛ السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية وأن تؤكد على أن المرأة الحرة هي السبيل لمجتمع حر.

وعلى هذا الأساس فإن مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي؛ كان له دور هام وكبير في الميدان السياسي والتنظيمي، ولهذا عمل وفق آلية عمل جديدة، لتقوية نضاله وترسيخ أيديولوجية تحرير المرأة بالسياسة الديمقراطية.

نضالنا في حزب الاتحاد الديمقراطي من أجل حرية المرأة. منذ تأسيس الحزب ويعتبر حرية المرأة والمجتمع مبدأ أساسي للتطور التنظيمي من الأدنى إلى الأعلى، بالإضافة إلى أن المرأة تنظم أمورها بشكل ذاتي، وتمثل إرادتها دون تدخل. وقد سار ولا يزال يسير على أساس تطوير التنظيمات الخاصة.

 إن ثورة روجآفا قد أبدت للمرأة انضماماً مبنياً على الوعي الجماهيري، والإرادة القوية في الساحة السياسية، وكافة ميادين الحياة. لذلك يصبح نظام الرئاسة المشتركة في جوهر المرأة شعلةً من أجل خلق حرية المجتمع وتوسيع ساحة نضالها في غاية الأهمية.

ولأن حزبنا “حزب الشهداء” قدّم العشرات من الشهيدات اللواتي كان لهن الفضل في وصول الثورة إلى هذا المستوى، فمن خلال عظمة الشهيدات نكون اقوياء أكثر. حتى وإن الممارسات الجائرة للدولة التركية هدفها الرئيسي هي كسر إرادة المرأة الحرة الواعية، والتي تحققت بفضل الآلاف من الشهيدات، اللواتي كانوا يسيرن على خطى وفلسفة المرأة الحرة، ولكن روح المقاومة والتحدي الذي اتخذناه منهن يجعلنا مستمرين أقوياء وإثبات كياننا السياسي أكثر.

 وقد قامت الدولة التركية باستهدافها المتكرر للمناضلات والقياديات، كالرفيقة زينب صاروخان، يسرى درويش وريحان شويش، وهند وسعدة، والرفيقة زلال زاغروس، كل هذا من أجل نشر الخوف بين النساء وإفشال مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، ومشروع الأمة الديمقراطية. لكن؛ على عكس ذلك كانت وستكون مجلس المرأة في الحزب الديمقراطي مقاومة بفعالياتها وتنظيمها الواسع، وتستمد قوتها من شهيداتها العظام، وستواصل نضالها على أساس فكر وفلسفة تلك الرياديات.

 ينظم مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي نفسه بشكل خاص، إضافة إلى المجلس العام، ويتم انتخاب المجلس خلال المؤتمر. كما أن من أهم أهدافه من خلال مسيرته النضالية نشر وتعميق الوعي لدى المرأة، وتعريفها بحقوقها وواجباتها وقضاياها، ومناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة، بما فيها الذهنية الذكورية المتجذرة في المجتمع   والنضال، من أجل تنظيم المرأة لممارسة دورها الريادي في السياسة الديمقراطية وفق فلسفة الأمة الديمقراطية، التي كانت أساساً في تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية.

إن تاريخ المرأة حافل بالبطولات والنضال، وبنفس الوقت مليء بتضحيات النساء اللواتي كان لنضالهن الفضل في ارتقاء ثورتنا إلى هذا المستوى، في حين أن المرأة ارتقت في ثورة روجآفا إلى جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والدبلوماسية، وأعطت شرارة الحرية والأمل لنساء العالم أجمع. إلا أنه مع كل هذا فإن ظاهرة العنف على المرأة مازالت مستمرة وبكل أنواعها من قبل القوى المهيمنة، والذهنية الذكورية والتي تهدف دائماً لكسر إرادة المرأة الحرة، حيث تتعرض المرأة يومياً إلى أشد أنواع الظلم والعنف والقتل ضمن مجتمعاتنا.

إننا كـ مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وانطلاقاً من المبادئ التي نعمل عليها كـ حزب وكـ مجلس في النضال التحرري، إننا نناضل من أجل إزالة كافة أشكال العنف الممارس على المرأة ضمن المجتمع من خلال قيامنا بالعديد من الحملات والنشاطات للحد من هذه الظاهرة.

كما عمل مجلس المرأة في الحزب بإطلاق عدة حملات توعوية من أجل مناهضة كافة أشكال الظلم والشدة الممارسة بحق المرأة من خلال عقد ندوات حوارية ومنتديات للمؤسسات الإعلامية. وذلك بهدف لعب دورهم إعلامياً للحد من هذه الجرائم، ولدعم حقوق المرأة وتوزيع بروشورات – كرّاسات توعوية، والقيام بإعطاء محاضرات على مستوى الخلايا الحزبية والنواحي.

فإن المهمة الأساسية تقع على كاهل المرأة والشبيبة، ولأننا بذاك التعمق التاريخي والفكري نسير على نهج فلسفة القائد والمفكر عبد الله أوجلان، فكان من أهم الأعمال؛ النضال من أجل الحرية الجسدية القائد عبد الله أوجلان. فكان العمل على مستوى عقد ندوات حوارية وورشات عمل والقيام بفعاليات عديدة، سواء التوعية ضمن المجتمع أو الزيارات والاجتماعات، التي تنص على رفض العزلة المفروضة على القائد، وضرورة قيام المنظمات الإنسانية والحقوقية بدورهم تجاه قائد الإنسانية.

كما كان من أهم المهام هي؛ العمل من أجل تحرير المناطق المحتلة كـ عفرين، سري كانيه، گري سبي. لذلك تم القيام بالعديد من الفعاليات ضمن مخيمات النزوح وبين الأهالي، ونشر مفهوم أهمية الإرادة القوية وأمل العودة. وعلى هذا الأساس كان لفعالياتنا دوراً كبيراً من ناحية نشر التوعية اللازمة بين النساء وعدم الإنجرار وراء الحروب الخاصة التي تحاك ضد المرأة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام من قبل المحتل التركي، والأنظمة المهيمنة والتأكيد على العودة الآمنة للأهالي دون الاحتلال.

كان عام 2023 عاماً مليئاً بالفعاليات والأنشطة، سواء التنظيمية والإدارية أو الفعاليات العامة، ومن الناحية الأيديولوجية فكان أغلب الأعمال التي نقوم بها ضمن القاعدة الجماهيرية ونشر التوعية الأيديولوجية، بين كافة الشرائح والفئات المجتمعية والتركيز على أيديولوجية تحرير المرأة من ناحية الفكر الحر وتنظيم الذات وأهمية أن يكن النساء في الساحات السياسية، من أجل تثقيف الذات حيث كانت الفروقات بين العام 2022 و2023 كبيراً جداً، فقد تم العمل على انضمام عدد كبير من النساء إلى صفوف الحزب، وفتح دورات تدريبية على كافة المستويات.

بالإضافة إلى أنه كان أغلب الأعمال بين الفئات المجتمعية وزيارة الاحزاب السياسية وتوطيد العلاقات فيما بيننا والقيام بالأعمال المشتركة من الناحية الدبلوماسية وأهمية التكاتف فيما بيننا من جميع النواحي.

عمل مجلس المرأة وفق آلية عمل للمرأة والنظام الداخلي للحزب، بالرغم من جميع الأعمال التي تم القيام بها، إلا أننا واجهنا صعوبات كثيرة في الأعمال والنضال التي قمنا بها من قبل الذهنية الذكورية، ولكن ظهور بعض العوائق من قبل الذهنية الذكورية وعدم رؤية إرادة المرأة إلا أنه لم يكن عائقاً كبيراً أمام عملنا النضالي.

واستطعنا تخطي العقوبات التي واجهتنا من قبل الأنظمة المهيمنة، وأيضاً حياكة الحرب الخاصة ضد النساء بشكل خاص، ولكن بتضافر الجهود استطاعت الإدارة تجاوز هذا الضعف من خلال النقاشات والتدريب بشكل دوري، وعلى هذا الأساس فإن تنظيمنا كان ذو بنية قوية بين صفوف النساء ضمن المجتمع.

كما كان لمجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD برامج وخطط عديدة تم القيام بها، ومن أهمها إطلاق العديد من الحملات التوعوية والأيديولوجية، والتركيز على القاعدة الجماهيرية. ومن أهم المنجزات التي حققتها المرأة في ظل مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD؛

 هي مواصلة النضال من أجل رفع العزلة على المفكر والقائد عبد الله أوجلان وتحريره جسدياً. والوصول إلى كافة نساء المجتمع بهدف تنظيمهن والعمل على تطوير المرأة دبلوماسياً، وتطوير العلاقات مع الأحزاب.

ولنا طموحات كبيرة وواسعة، وبدخولنا عام 2024 سنجدد عهدنا بالسير على خطى الشهيدات اللواتي ضحين بأرواحهن في سبيل تحقيق العدالة والمساواة بين المجتمع، وتحقيق الحرية للمرأة. وأن نكون لائقات بالمسيرة التي تركتها لنا شهيداتنا. وسنكون لائقات بفكر وفلسفة رفيق المرأة القائد الأممي عبد الله أوجلان، كونه كرّس حياته من أجل قضية تحرير المرأة، وبناء مجتمع ديمقراطي.