تنظيم مؤتمر ستار في أوروبا هي هوية المرأة المغتربة
تنظيم مؤتمر ستار في أوروبا هي هوية المرأة المغتربة
“ثقافتنا هي عدم ترك أي امرأة بدون تنظيم،
لأن المرأة في أوروبا تفقد كل أنواع تماسكها التنظيمي والفكري”
روجين رمو
عضوة منسقية كونكرا ستار- أوروبا
نحن حين نكتب عن المرأة وعن نضالها وما وصلت إليه الآن من إنجازات، نتذكر معاناتها منذ عصور، وما مرت به من عنصرية وسلطوية ضد كينونتها. رغم الظروف القاسية التي تمر بها أمهاتنا والمرأة الكردية بشكل خاص في شمال وشرق سوريا، إلا أنهن يتحدون ظروفهم ويتكابرن على نزف جرحهن. وبدأت المرأة تسجل حضورها في كل مجالات الحياة والعمل على تطوير أيديولوجيتها.
كانت بداية عمل المرأة في الحارات حين كان العمل الجبهوي هو الأساس تقوم من خلاله بزيارة العائلات وحل المشاكل التي تمر بها النساء في تلك الفترة. وكانت تقوم به بشكل سري للغاية في تلك الفترة، خوفاً من النظام وأعوانه الخونة. في تلك الفترة كان النظام السوري يضيق الخناق حول الشعب الكردي وبالأخص المرأة الكردية. في تلك المرحلة وقبل الثورة كانت مراكز الأمن السوري لا يخلو من النساء الكرديات المعتقلات، حيث كانت قد زرعت عيون الخيانة ذو النفوس الضعيفة وكثرة عناصرها الاستخباراتية في المنطقة وعيونها كانت تترصد المرأة الكردية لما تراه في قوة إرادتها وعدم وقوفها مكتوفة الأيدي لما تراه من ظلم ينال شعبها وأمتها حتى أصبحت المرأة تشكل عنصراً هاماً في القضية.
وأصبح لوجودها معنى لأنها بعد كل تلك المعاناة وتحديها ومقاومتها أصبح العالم كله ينظر إلى نضال المرأة الكردية الذي أصبح مثالاً للشجاعة تقتدي بها نساء كل العالم. فهي التي أخذت تسير على نهج الفلسفة التي نورت لها طريقها فلسفة القائد عبد الله أوجلان، الفلسفة المليئة بكل تعاليم الحياة وأساسيات النضال من أجل العيش بكرامة والنضال ضد كل أنواع الظلم والاضطهاد.
ففي ١٥/١/٢٠٠٥ قام التنظيم بتأسيس اتحاد ستار للمرأة وأخذت نشاطها يزيد وعملت بجانب في مجالات عدة سياسياً وعسكرياً واجتماعيا وتنظيمياً، رغم صعوبة الظروف. وأثناء الثورة أخذت المرأة تترأس النضال ضد الظلم ملأت الساحات الأمامية للقتال بالمرأة المقاتلة التي سجلت التاريخ ببطولاتها وروت أرض الوطن بدمائها وأصبحت منبراً تقتدي بها الأجيال وينظر العالم إليها وإلى نضالها نظرة فخر واعتزاز.
وفي هذه الأثناء والوطن يمر بمرحلة صعبة والتضحيات التي كانت تقدمها المرأة كانت هناك نفوس ضعيفة لم تتحمل ظروف الحرب واختارت الهجرة بدلاً من الصمود. نحن ضد الهجرة من الوطن ولكن ما حدث أنها كثرت الهجرة، لذلك كان لا بد أن تكون للمرأة الكردية دورها في حماية المهاجرات رغم أن الكردية كانت تعمل مع الرجل تنظيماً سياسياً، ولكن رأينا أنه لا يكفي ذلك للعمل في حماية المرأة التي جاءت إلى بلاد تعتبر حرية المرأة هي حرية جسدية تباع المرأة وتشتري ولديها قوانين ذات مفهوم يشكل خطورة على المرأة المهاجرة.
وتبدأ تناقضات كثيرة تدور في ذهنها وتفقد سيطرتها ورأيها على بيتها وأولادها. لذلك رأينا أنه من الضروري أن تأخذ المرأة دورها تنظيمياً، لتدرك نساؤنا لقيمها ومبادئها، فمنذ عامين قامت الحركة بتأسيس المؤتمر الأول بشكل سريع لأنها من متطلبات المرحلة.
وقد أخذنا على عاتقنا حماية منمل السلبيات التي تتعرض حياتها للخطر. نعم واجهتنا صعوبات كثيرة من ناحية اللغة وتضاريس البلاد وبعد المناطق عن بعضها، رغم ذلك قامت المرأة منذ تأسيس المؤتمر الأول بإقامة دورات تدريبية؛ الدورة الأولى في اسكندنافية بحضور عدد كبير من النساء والدورة الثانية في ألمانيا.
فثقافتنا هي عدم ترك أي امرأة بدون تنظيم قدر الإمكان، لأن المرأة في أوروبا تفقد كل أنواع تماسكها وتصاب بأمراض نفسية. لذلك يحتم على حركة المرأة أن تكثف مهامها بشكل أوسع لتساعد النساء على تخطي ما تمر به من صعوبات الحياة. المجتمع الغربي وخاصة الأوربي المحمل بالتناقضات المضادة في أخذ مفهوم حرية المرأة والتقيد بنظرة بعيدة كل البعد عن مبادئنا وأخلاقنا معروفة. نريد عن طريق تنظيم المرأة بأن نجعلها لا تنسى بأن ما قدمته نساؤنا المناضلات في الوطن من تضحيات. ووجودها هنا؛ لا يعني بأنها ستكون بعيدة عن تنظيمها وإظهار طاقتها الفكرية والمجتمعية والتنظيمية.
منذ عامين ومؤتمر ستار لم يتوقف عن العمل الدؤوب فقد شاركت المرأة في أوروبا في مسيرات عدة في كل دولة من أوروبا رغم الظروف والصعوبات التي كانت تتعرض لها إلا أنها لم تتوقف حتى إقامة الكونفراس الثاني في٢٠٢٣ بحضور عدد كبير من النساء من كل الفئات وبروح عالية من الحماس والأمل.
وأهمية هذا الكونفراس كان بحضور نساء أوربيات وأيضاً نساء عربيات ونخبة من الشابات كان من الجميل وجودهن. ففي الكونفراس انتخبت عضوات في تشكيل إدارة لإدارة المهام في أوروبا، ومجالس إدارية ودبلوماسية، تمثل كل دولة في أوروبا.
وكان لا بد من تمثيل كل بلد أوربي على حدا لبعد المسافة بين المقاطعات وتقوم المجالس بالاجتماع كل شهرين لتقييم ما قامت به من مهام وتحديد ما تقوم به في الأشهر القادمة، وقامت الحركة بإنشاء قسم للإعلام لأن عمل الصحافة ضعيفاً في مجال حركة المرأة، لذلك كان لابد من وجود قسم للإعلام الخاص بالمرأة.
خاصة لتدوّن ما تقوم به الحركة في أوروبا وتكون مرآة لصورة المرأة الحرة التي لا تقبل أي نوع من أنواع العبودية وحرية المرأة الحرة، بمفهوم أيديولوجية المرأة الحرة، وحرية الرأي والثقافة دون المس من كرامتها وتقوم برسم صورة المرأة الكادحة اينما كانت، ومهما كانت ظروفها سوف تناضل.
وأعطيت المهام لكل عضوة من المجلس وحثت العضوات على زيارة مكثفة لكل بيوت المغتربين وأيضاً وبعد القسم انتهى الكونفراس بنتائج جيدة للمرأة الكردية في أوروبا. الآن في هذا الوقت لم يقتصر الحديث ومناقشة الوضع مع النساء الكرديات فقط، بل شملت النساء الأوربيات أيضاً.
نحن نجتمع بنساء أوربيات بين فترة وأخرى ونتحدث عما يتعلق بقضية الشعب الكردي. ففي كل مناسبة أو مسيرة تحضر نساء اوربيات وتناقش معنا مواضيع عن المرأة الكردية وعن نضالها وما وصلت إليه الآن من إنجازات وكيف قامت بالتصدي لتنظيم داعش وجميع محاولات العدو في طمس هويتنا.
وأصبح لنا تنظيمنا الخاص دون الاستناد على أحد، تنظيم مؤتمر ستار للمرأة الكادحة فكل ساحات أوروبا أصبحت تعرفنا من لوننا، وقوفنا، وهتافاتنا.
رمزنا هو؛ رمز مؤتمر ستار بألوانه التي ترفرف في سماء أوروبا حين نخرج ونهتف بأعلى صوتنا وننادي بلغتنا الأم وبحرية قائدنا ووطننا لوقف الهجمات الفاشية على أمتنا، ونحن كحركة المرأة في أوروبا قمنا بالوصول إلى الدول التي لم نصل إليها من قبل. وقمنا بزيارة الجامعات الشبابية في الدول الأوروبية، وحضرنا المؤتمرات التي تخص هذه الدول وكان لنا دور إيجابي فيها. قمنا منذ سنتين بتأسيس مؤتمر ستار بشكل عاجل لأنه كانت تمر فترة كورونا في أوروبا وكان لابد أن نقوم بمهامنا بشكل عاجل.
كنا تحدثنا سابقاً؛ بسبب زيادة عدد المهاجرات إلى أوروبا فنحن لسنا مؤيدين للهجرة من الوطن ولكننا مجبورين ان نحمي نساءنا ونكون صوت ولون المرأة التنظيمية التي تستطيع أن تخدم وطنها وشعبها ولا ننسى اننا يجب ان نقاوم كل اساليب الإغراء التي تجعل من المرأة سلعة تباع وتشترى دون أن تشعر أن ما وصلت إليه من بيع لشخصيتها وأمانها واستقرار حياتها.
لذلك نقسم، ونتعهد بدماء شهدائنا، التي روت وفدت وطنها؛ أن نكون عند حسن ظن شعبنا وأمتنا وأن نساند كل امرأة من أي فئة كانت أو اي ديانة، وأن نكون صوت المرأة الكردية الحرة والتي ستنادي بفلسفة؛
المرأة
الحياة
الحرية
Jin, Jiyan, Azadî