مكتب المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي TEV.DEM

 

مكتب المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي TEV.DEM

“مكتب المرأة وخلال عام 2023

قد قامت بتنفيذ أغلب البرامج والخطط

التي كانت قد وضعتها أمامها في العمل

على الرغم من الظروف الصعبة”

زينب زكريا حسن

إدارية مكتب المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي TEV.DEM

شهدت مكتب المرأة خلال عام 2023 الكثير من الأعمال والمشاريع والخطط من أجل الارتقاء بعمل المكتب بشكل عام ودفع المرأة لتأخذ موقعها الطبيعي في كافة المجالات السياسية والثقافية والمجتمعية والريادة في قيادة المجتمع.  كون المرأة صاحبة الثورة الحقيقية في إقليم شمال وشرق سوريا، أي ثورة المرأة الحرة التي أصبحت مثالاً لكل نساء العالم وملهمة للقوى الساعية إلى الحرية والديمقراطية.

 وعلى الرغم  من  كل  الصعوبات التي واجهتنا خلال  عام  2023 وعلى الأخص الهجمات التركية التي لم تتوقف على إقليم  شمال وشرق سوريا، وسعي القوى المرتبطة  بالاحتلال التركي والنظام السوري وإيران  وروسيا لخلق الفتنة والفوضى في عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، غير أن  مكتب المرأة استمر في انشطته وساهم  بفعالية في كل  المناسبات وحملات التواقيع والهاشتاغات عن مواضيع مختلفة وهي (كسر العزلة المفروضة على القائد والمطالبة بحريته جسدياً والعنف ضد المرأة، وفضح جرائم الاحتلال التركي، ويوم المرأة العالمي وغيرها).

 وعملت على توحيد نضال المرأة في كل مكان.  فقد تبين ومن خلال العمل والأنشطة ومتابعة أوضاع المرأة حول العالم بأن المسالة أي مسالة حرية المرأة ورفع الغبن والظلم عنها لا تقتصر على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وإنما في عموم العالم وذلك لأن العقبة الأساسية أمام تحرر المرأة ونيل حقوقها إنما تكمن في الذهنية الذكورية في المجتمعات ووقوفها بالضد من كل ما يسهم في ممارسة العنف والظلم وسلب حقوق المرأة وتهميش دورها في المجتمع، كونها عنصر أساسي في المجتمع والعمل على تحرير المرأة من الذهنية الذكورية.

 لذلك عملنا خلال عام 2023 على توعية المرأة من الناحية الأيديولوجية وتقوية دورها كإدارية وتكثيف نضالها وتوحيد قواها في كل مكان لأجل بناء مجتمع ديمقراطي بقيادة المرأة الحرة. لذلك كثفنا النضال في إقليم شمال وشرق سوريا لإعداد المرأة وعياً وإرادة، ومن كل المكونات عرباً وكرداً وشركس وأرمن، ومن مختلف المذاهب والديانات لتكون مثالاً لكل نساء العالم قيادة وريادة.

 ففي إقليم شمال وشرق سوريا أصبحت المرأة قيادية سياسية ومجتمعية تساهم بشكل فعال في اتخاذ القرارات التي تخدم المجتمع وبالأخص النساء كمبدأ الرئاسة المشتركة ونسعى لأن تتحول تجربة المرأة في روجآفا (إقليم شمال وشرق سوريا) لتجربة لكل نساء العالم في الحصول على حريتها وحقوقها الكاملة.

إن أهم ما يميز اي نشاط منتج ومثمر هو قوة التنظيم سواء في الثورة أو في الحركات والتنظيمات والمجتمع أيضاً، لذلك فقد ركز مكتب المرأة على تقوية المرأة من الناحية التنظيمية وعلى العمل المنظم داخل كل الاتحادات في حركة المجتمع الديمقراطي.

 فقد واظب مكتب المرأة على عقد الاجتماعات الشهرية والدورية والاجتماعات الخاصة سواء مع الإداريات أو العضوات في الاتحادات المختلفة ضمن حركة المجتمع الديمقراطي، والوقوف على الشؤون التنظيمية والسلبيات والعوائق التي تواجههن في العمل، ووضع الخطط والبرامج التي من شأنها تقوية العمل التنظيمي والرفع من سوية المرأة مهنياً وفكرياً، إلى جانب المتابعة بشكل شبه دائم لسوية العمل ودور المرأة في الاتحادات ومتابعة العوائق التي تسبب عدم الارتقاء بعمل المرأة ضمن الاتحادات والمجتمع.

ولأننا ندرك بأن أفضل السبل في الارتقاء بشخصية المرأة هي توعيتها إلى جانب اطلاعها على تاريخها ودورها في المجتمعات عبر التاريخ، أي أن تدرك المرأة حقيقتها التي سلبت منها نتيجة آلاف السنين من التهميش والظلم والإجحاف بحقها.

 لذلك فقد تم تدريب العضوات من الناحية الفكرية وذلك من خلال إخضاعهن لدورات تدريبية أيديولوجية، وقد ساهم ذلك في تحقيق التغيير في شخصياتهن بنسبة جيدة نوعاً ما، واستطعن بعد تلك الدورات من تقوية ارادتها لتتحمل مسؤوليات كثيرة في اتحادات مختلفة.

ومع ذلك وبالرغم من الجهود التنظيمية الكبيرة، إلا أن الأمر لم يخلوا من السلبيات التي بقيت مستمرة وذلك بسبب ترسخ الذهنية الذكورية في إدارات الاتحادات والتي ليست من السهولة التخلص منها.

 إلى جانب وجود بعض الضعف في شخصية المرأة في الاتحادات من الناحية التنظيمية ولكن في الكثير من الاتحادات المرأة تلعب دورها بشكل فعال وصاحبة قرار. أما السبب الأساسي الذي ساهم في ضعف شخصية المرأة هي؛ مرتبطة بالتراكم الحاصل منذ آلاف السنين، وليس من السهل التخلص منها وكل ذلك لا نستطيع تعميمها وإنما هي ظاهرة موجودة وتبين ذلك من خلال الأسلوب والممارسة التي كانت تتم في الرئاسات المشتركة.

  حيث كان يسعى الرجال دائما إلى الظهور بمظهر صاحب القرار، في الوقت الذي كانت المرأة تجد نفسها ثانوية، تابعة أو مكملة، ولكن تم الوقوف عليها خلال عام 2023 وهناك تغييرات وسوف نستمر في العمل للمزيد من تقوية وتفعيل دور المرأة في اتحادات حركة المجتمع الديمقراطي.

وإلى جانب العمل التنظيمي والوقوف على أوضاع المرأة ضمن الاتحادات فإننا عملنا على ترسيخ وتقوية تنظيم المرأة لتدير نفسها بنفسها أي تنظيم المرأة الحرة كما أكد عليها المفكر عبد الله أوجلان بشكل دائم والتنظيم المستقل للمرأة هي من الضروريات الأساسية التي من خلالها تستطيع المرأة أن تعبر عن نفسها وتخطط لنفسها وتقود نضالها لأجل الحرية.

 فاعتماداً على تجارب التاريخ فإن مساهمات المرأة في الثورات والأحداث والنضال السياسي قد انتهت بشكل عام إلى استمرار بقاء الظلم والعنف والتهميش بحق المرأة، رغم الشعارات الرنانة والمطالبة بالديمقراطية وغيرها. إلى أن كل القوانيين التي صدرت في الدساتير وقوانين الدول والمنظمات الإنسانية وغيرها لأجل المرأة، فإنها بقيت أيضاً شكلية، ولم تنصف المرأة لأنها في النهاية كانت قوانيين تضم حقوقا يمنحها الرجل للمرأة.

  والقوانيين التي يتم كتابتها من قبل الرجال والأنظمة التي تسيّدها الذهنية الذكورية، وأغلب هذه الحقوق من السهل سلبها من المرأة بجرة قلم، لأنها ممنوحة وليست من صميم نضال المرأة. فالحقوق تؤخذ ولا تمنح، فالذي يمنح يستطيع سلب ما منحه أيضاً.

  لذلك إصرار القائد عبد الله أوجلان على التنظيم الخاص للمرأة ينبع من أن ما تناله المرأة من حقوق بنضالها لن يستطيع أحد سلبها منها.  لذلك نجد اليوم بأن المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، المرأة الحرة المرتبطة بفكر وفلسفة القائد أوجلان قد تحولت إلى ملهمة وقدوة لكل النساء الطموحات للحرية في العالم.

لذلك ولأجل ترسيخ التنظيم الخاص للمرأة ورغم ما واجهتنا من صعوبات سواء من المجتمع الذكوري أو من القوى الإرهابية المرتبطة بالأنظمة الدكتاتورية كالنظام التركي الذي أول من حارب المرأة في المناطق المحتلة في عفرين وگري سبي وسري كانية، من خلال استهداف الرفيقات بارين كوباني وآرين ميركان، وهفرين خلف وزينب ساروخان والعشرات من النساء المناضلات اللواتي كانوا يسعون إلى السلام وضمان حرية المرأة.

  ورغم الفكر الظلامي لداعش في المناطق التي تم تحريرها من بطشهم، غير أن مكتب المرأة استطاعت أن تخطو خطوات جيدة في ترسيخ تنظيم المرأة في عموم إقليم شمال وشرق سوريا.  لذلك تم الوقوف على الإدارة في المكاتب وضمن الاتحادات ومتابعتها بشكل دوري وتجاوز نواقصها لأن الإدارة كفن وكواجب ضمن الاتحادات ضرورية جدا للعمل التنظيمي. وخلال عام 2023 كان هناك تحسن في هذا الإطار، وسوف نستمر في الوقوف عليها للوصول إلى الهدف الحقيقي من مسائل الإدارة.

كما أن مكتب المرأة ولإدراكها بأنها من الشعب ولا بد أن تكون بين الشعب فإنها استمرت في متابعة شؤون الشعب الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب قضايا المرأة وتقديم الاقتراحات والحلول بدت بإبداء ملاحظاتهم حول أوضاع الشعب وخاصة في ظل ظروف الحرب والهجمات التركية وضرورة حمايتهم من الفساد في بعض الجوانب الخدمية والمعيشية وغيرها.

فمكتب المرأة وخلال عام 2023 وبالرغم من النواقص الموجودة أو التي ظهرت من خلال العمل غير أنها كانت فعالة بنسبة جيدة في مهامها، لذلك فقد كان هناك أعمال كثيرة قامت بها مكتب المرأة خلال عام 2023 بهدف ترسيخ تنظيم المرأة وتقوية نضال المرأة ومنها:

  • فتح المجال أمام المرأة في كل الاتحادات لتكون إدارية وقيادية والعمل على إزالة العقبات من أمامها.
  • إعطاء محاضرات دورية وشهرية بغض النظر عن الدورات في الأكاديميات أو الدورات الأسبوعية حيث شملت محاضرات للجنسين معاً وذلك لأن المجتمع وحتى النضال لا يتم إلا من خلال التناغم والتفاهم ووعي الجنسين معاً لحقيقة المرأة وضرورة تحررها من الظلم بأشكاله.
  • تم الاهتمام بزيارة بيوت العضوات والإداريات ضمن الاتحادات لتقوية العلاقات والتواصل والاطلاع عن قرب على أوضاعهن.
  • الاحتفال وإحياء المناسبات الخاصة بالمرأة كيوم المرأة العالمي ويوم العنف ضد المرأة وغيرها.
  • اطلاع العضوات على تاريخ المرأة وتاريخ أبرز الشخصيات من المناضلات اللواتي ضحين لأجل حرية المرأة والمجتمع كالشهيدة زيلان، ساكنة جانسيز وهفرين خلف وغيرهم من الرفيقات.
  • القيام بأنشطة إعلامية كثيرة من خلال البلاتفورمات والمقابلات التلفزيونية وغيرها للوقوف على ما يخص عمل المرأة وحريتها والمواضيع المتعلقة بها إلى جانب النضال السياسي العام.
  • التنديد بالاحتلال التركي وإصدار البيانات ضد الانتهاكات بحق المرأة.
  • التواصل مع النساء والمنظمات النسائية في العالم بقدر الإمكان.

إلى جانب الأنشطة المختلفة ومن ضمنها الوقفات الاحتجاجية والمشاركة في كل المناسبات الوطنية والخاصة بالمرأة.

وبعد كل الأنشطة والفعاليات التي قامت بها مكتب المرأة خلال عام 2023، فإنها كانت تخضع هذه الأعمال والأنشطة لمبدأ النقد والنقد الذاتي، لأجل تصويب الأخطاء وتجاوزها.  وكان للنقد والنقد الذاتي دوراً كبيراً في التعرف على الشخصيات الضعيفة ضمن التنظيم وتأثيرهن السلبي على العمل وبالتالي تم تكليفهن بتطوير الذات أو بالمهام الأبسط وفي أصعب الأحوال استبدالهن. وإلى جانب أن النقد والنقد الذاتي رسخت لدى العضوات والشخصيات القادرة على تقبل الذات وتقبل الأخرين والنقد والتصويب. لذلك هناك محاضرات من مكتب المرأة للعضوات حول ذلك وهي ضرورة ملحة.

كما إن مكتب المرأة وخلال عام 2023 قد قامت بتنفيذ أغلب البرامج والخطط التي كانت قد وضعتها أمامها في العمل على الرغم من الظروف الصعبة والعوائق والهجمات التركية وغيرها. وإن لم تكن بشكل كامل غير أن وجود الخطط والبرامج الشهرية والأسبوعية والسنوية قد أغنت عمل مكتب المرأة وجعلت أوقاتها مليئة بالأنشطة والفعاليات.

  وعلى الرغم من كل ذلك فإن النواقص والتجارب التي مرت علينا في عام 2023 سوف تكون حافزاً لنا في عام 2024 لنكون أكثر قوة وتنظيماً وعطاءاً، بما يخدم المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، والمرأة في عموم سوريا والعالم وفق مبدأ الأمة الديمقراطية والمجتمع الحر الديمقراطي. ومؤخراً كان لمكتب المرأة دوراً فعالاً في التحضير والمساهمة في بناء كونفدرالية تنظيمات المجتمع الديمقراطي في إقليم شمال وشرق سوريا.