بريادة حركة المرأة الحرة  سيصل القرن الواحد والعشرون للنجاح

 

بريادة حركة المرأة الحرة

 سيصل القرن الواحد والعشرون للنجاح

 

حركة حرية المرأة الكردستانية PAJK أصبحت أمل لكافة النساء،

وليس هناك شك بأن القرن الحادي والعشرون

سينجح بقيادة المرأة الواعية وسيصبح قرن حرية المرأة”

 

أمارا أرجين

 

عندما نتحدث عن القرن الحادي والعشرون، فإننا نعرفه بأنه “قرن حرية المرأة“، ومستوى نضال المرأة يوضح هذه الحقيقة أمام العيان وبشكل يومي. بالطبع تم تحقيق ذلك من خلال كفاح ونضالات النساء. إن مقاومة المرأة وعدم خضوعها للنظام السلطوي، رغم استبداد تلك الذهنية منذ 5000 سنة ولكن انتصار المرأة لحد الآن يرجع إلى ثقافة الإلهة (المرأة – الأم). حتى وأنهم استعبدوا المرأة، ولكن من جانب أخرى كانت المرأة دائماً مقاومة ومحاربة بلا حدود.

وإذا أردنا قول الحقيقة؛ فإن استمرارية مقاومة المرأة تمت جنباَ إلى جنب. وفي جميع أنحاء العالم واجهت كافة النساء أساليب القتل والتعذيب، ولكنهن لم يستسلمن وقد قدموا الكثير من التضحيات. ولاستمرار هذا الإرث النضالي، فقد ناضلت المرأة الكردية طوال 200 عام الأخيرة، وقدمت الكثير من التضحيات، ومتوازياً معها كفاح حركة حرية المرأة طوال 50 عام لهو نتاج ثورة عظيمة لحقيقة المرأة المقاومة.

من غير الممكن تحليل نضال المرأة في كردستان، بدون التطرق إلى نضال وفلسفة المفكر عبد الله أوجلان لأجل تطوير وتنظيم حركة المرأة الحرة. ومنذ يوم اتخاذ قرار تأسيس حزب العمال الكردستاني وحتى يومنا الراهن، والآن أيضاً، وهو بين أربعة جدران، ناضل دون توقف لأجل توعية المرأة ضمن مسيرة الحرية وإيصالها إلى المستوى الريادي والقيادي والطليعي والإداري.

المرأة الواعية والحرة

كي تكتسب المرأة الإرادة والشخصية، فقد انضمت الكثير من النساء لدورات الأكاديميات الاحترافية، والقائد بذاته توقف على تلك التدريبات. ومن المنظمة النسائية التي تسمى YJWK ومن ثم YAJK والوصول إلى تكوين الجيش النسائي الذي عرف باسم YJA-STAR وأيضاً الحزب النسائي الذي يقودها PAJK تحت مظلة نظام الأمة الديمقراطية لـ KJK وبقيادة فكر وفلسفة المرأة، فالمرأة مرت بالكثير من المراحل الصعبة.

إن حركة المرأة في المراحل التنظيمية الثلاثة؛ “الهيكلية التنظيمية والتجييش والتحول الحزبي“، قد واجهت وبجدارة الذهنية الذكورية المتسلطة وكسر القيود المتخلفة وتقديم الكثير من التضحيات الثمينة للتعبير عن إرادتها الحرة وكينونتها المستقلة. ففي مرحلة من المراحل التي لم يكن للمرأة أي اعتبار ملموس ضمن المجتمع، فلم يكن بتلك السهولة جعل المرأة تنضم للحزب وتحارب الذهنية الرجولية وتتخطى الكثير من العقبات. فالفضل الكبير يرجع إلى الجهود الرصينة لرفيق المرأة القائد عبد الله أوجلان بقيامه بالتدريبات المكثفة للنساء والفتيات وشباب الكريلا لسنوات عديدة.

ولن ننسى بأنه وفي المجتمع الإقطاعي – المحافظ لم تكن المرأة بمستطاعها الخروج من المنزل، وينظر لها كأداة للإنجاب فقط، وحتى انضمامها لصفوف الكريلا في الجبال والقتال بجانب رفيقها الرجل، لم يكن بتلك السهولة، بعيداً عن اعتقاد المجتمع بأن تعايش الرجل والمرأة على الجبال لربما يخلق تقربات خاطئة.

 ورغم ذلك فإن انضمامها كانت خطوة تاريخية وعظيمة في تاريخ المرأة الكردية. بدون شك لم يكن بتلك السهولة بأن تثبت المرأة هويتها الحرة بين صفوف الكريلا والاعتماد على ذاتها الحرة، وأن تشارك في ساحات المعارك وأن تكون قيادية وتنظم نفسها بنفسها. وأصبحت هذه التضحية وتنظيم المرأة نموذجاً يحتذى به المجتمع والأصدقاء والأعداء. وهكذا ظهرت الكثير من القياديات من أمثال الرفيقة عزيمة وشيلان كوباني.. والخ، قد لعبن دورهن التاريخي العظيم.

نستطيع القول؛ بأن تطوير حزب حرية المرأة الكردستانية تمت على هذه الأسس. لم يتطور PAJK ضمن أطر ضيقة أو مفاهيم قوموية ضيقة، بل أصبحت أملاً لكافة نساء العالم. وكما حلل المفكر والقائد عبد الله أوجلان: “المرأة التي لن تُنظم ذاتها ولا تملك حزباً، لا تستطيع حماية ذاتها ومصيرها الانتهاء”. ربما التطور التدريجي لـ PAJK ولأول مرة كان في جبال كردستان، ولكنها وبتلك الوتيرة أصبحت قيادية فكرية، وسياسية واجتماعية بالنسبة للنساء الكردستانيات والشرق الأوسط أيضاً.

فإن تلك النساء اللواتي كانوا مستعبدات حتى أعمق أفكارهن، بريادة جيش المرأة استطاعت الخروج من منزلها، وتحولت إلى شخصية ذو قرار تاريخي وصاحبة كلمتها وفكرها. هذه الحقيقة التي يجب توضحيها وهي؛ بأنه وقبل بدأ نضال حزب العمال الكردستاني وتشكيل حزب حرية المرأة الكردستانية، بالطبع كان هناك أيضاً الكثير من الحركات والمنظمات والمؤسسات النسوية، ولكنها لم تكن بتلك القدرة لإخراج المرأة من المنزل وأن تتعدى إطار العائلة المحافظة وتلك العادات والتقاليد البالية التي حبست من أنفاسها.

حزب حرية المرأة الكردستانية PAJK

 ولكننا نرى اليوم بأن حزب حرية المرأة الكردستانية PAJK استطاعت تفعيل المرأة في كافة مجالات المجتمع من خلال التعليم والتنظيم والعمل الفكري وأصبح لها دور كبير. فهي وصلت لذاك المستوى بأن تحلل الذهنية الذكورية لـ 5000 عام، وتُطور ذهنية جديدة مبنية على الأسس والمبادئ الديمقراطية وتفعيل مفهوم (المرأة الحرة – الرجل الحر)، في المجتمع. لقد رأوا بأعينهم بأن المرأة لم تعد تلك الشخصية المهمشة والضعيفة، وأنها قيادية وإدارية وتلعب دوراً مهماً في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والتعليمية وغيرها.

بالأخص على أساس هذا الميراث القيم التي طورتها PAJK لجميع النساء، فقد خلقت تلك القوة والإرادة العظيمة للنساء الموجودات في روجآفا وإقليم شمال وشرق سوريا، ليقاتلوا ويهزموا أكبر تنظيم إرهابي على مستوى العالم تنظيم داعش الوحشي الذي أرعب العالم.

وحتى هذه المرحلة، ورغم استمرارية ذهنية الرجل الكلاسيكي الذي لم يتجاوز المفاهيم الكلاسيكية البالية، حيث يتم قتل النساء، وتهميش دورهن ضمن الأسرة، والقتل العمد باسم الشرف والناموس، وزواج القاصرات بشكل معنف، ولكن يمكن للمرأة أن تقاوم وتطالب بحقوقها وتواجه كافة هذه المفاهيم والتقربات البالية.

 في الحقيقة إننا نرى بأن بعض الرجال يتدربون ويتثقفون على “أيديولوجية المرأة الحرة”، لتغيير ذهنيتهم الرجولية، وذلك يعود بالفضل لتضحيات وبطولات قدمتها الآلاف من الشهيدات. وأيضاً اللواتي يناضلن في الساحات التنظيمية والسياسية.

بمستطاعنا القول؛ بأن من غير الممكن أن نتحدث عن المرأة والرجل الحر بدون وجود منهاج تنظيمي ومجتمعي متجانس فكرياً وسياسياً واجتماعياً. وقامت PAJK بتمثيل هذا المستوى الريادي. فقد استشهدت الكثير من الرياديات والمناضلات والقياديات أمثال: الشهيدة سارة (ساكينة جانسيز)، وزيلان، وبيريتان، وسما يوجا، وشيلان كوباني، وفيان سوران، وشيرين الامهولي، وآرين ميركان ..الخ.

تلك النساء اللواتي لم يكن لهن أي اعتبار ضمن المجتمع ومنذ بدايات التأسيس للحزب، فقد تحولن إلى إرادة وقوة وأساس بناء الحزب. فإن الرفيقة الشهيدة سارة ومنذ بداية تأسيس الحزب ومرحلة مقاومة سجن آمد والوصول إلى تشكيل جيش المرأة وتأسيس حزب المرأة الكردستانية أيضاً، ناضلت وبشكل مستمر وفي كافة الساحات في كردستان وخارجها وأيضاً قادت الكثير من الحركات النسائية.

فقد اهتم القائد عبد الله أوجلان بنضال المقاتلات والشهيدات اللواتي عززن مقاومة المرأة، فمن خلال شخصية الشهيدة بيريتان تم تشكيل جيش المرأة، وفي شخص الشهيدة زيلان (زينب كناجي) تم تأسيس النهج الريادي والقيادي للمرأة، وفي شخصية الشهيدة سما يوجا تم تطوير الحزب وأيديولوجية تحرير المرأة. ففي ذكرى تلك الشهيدات، طوّرت المرأة نفسها في جميع أنحاء كردستان والشرق الأوسط والعالم بفكر وفلسفة المرأة الحرة وأصبحن طريقاً ليعبر فيها جميع النساء إلى قمة الحرية.

لم يعد حزب PAJK يتجاوز حدود الدول والأمم والمعتقدات فقط، بل إنهن بنوا الأساس النضالي للمرأة في جميع أنحاء العالم. حيث تم عقد العديد من المؤتمرات في كردستان وخارجها، مثل المؤتمر العالمي للمرأة الكردية، الذي عُقد في شمال وجنوب / باکور وباشور كردستان، وأيضاً تم تنفيذ العمل المشترك لنساء جميع الأمم على مستوى الشرق الأوسط وجنوب إفريقيا وأوروبا.

فإن هذا المفهوم تم تطويره بين كافة النساء وعلى أساس اقتراح القائد عبد الله أوجلان، بأن على كافة النساء القيام بالأعمال التشاركية وتقوية نضالهن ومقاومتهن. وعلى هذا الأساس تم تطوير نظام الرئاسة المشتركة، كي تصبح المرأة صاحبة قرار وإرادة حرة ولتتمكن من تمثيل فكر المرأة في المجتمع، بدلاً من أن تكون دوماً تابعة للرجل وأوامره. لقد وصلت جميع نساء العالم إلى نتيجة واحدة؛ بأن قضية المرأة هي قضية مشتركة بغض النظر عن اختلافات اللغة والثقافة والقومية والدينية والمذهبية، فالقضية الأساسية هي حرية المرأة أينما تكون.

الذهنية الذكورية

النظام الأبوي والذهنية الذكورية لا يختلفان سواء إن كانت في أوروبا أو في الشرق الأوسط، فقط أساليب التطبيق تتغير. لذلك ومن أجل التغلب على هذه القضايا، هناك حاجة إلى الفكر والإرادة المشتركة لدى النساء والمنظمات النسوية، وهناك حاجة ماسة إلى حزب تستطيع فيه المرأة أن تضع أساس نهج أيديولوجيتها وتسير على خطاها.

إن حزب PAJK يمثل القِوة الأيديولوجية والسياسية للمرأة. عندما نتحدث عن الأيديولوجية، فهي لا تُعرف بـ إطار ضيق، بل تشمل جميع جوانب المجتمع. النظام الأبوي السلطوي هو نظام أيديولوجي لـ 5000 عام، وقد فرض هذه الأيديولوجية بشكل منهجي على المجتمع وخاصةً على النساء، لهذا السبب هناك حاجة إلى تشكيل حزب أيديولوجي للنساء ضد هذا النظام. وإلا فإن المقاومة وحماية ثقافة المرأة – الأم لن يكون سهلاً أو ممكناً ضد هذا النظام.

عاشت المرأة عبر التاريخ الكثير من النضالات، ودفعت الكثير من التضحيات ولكنها لم تستطع تحقيق أهدافها ومبتغاها، والسبب الأساسي هو غياب التحول الحزبي وتشكيل الهيكلية التنظيمية. وهذا يدل على أن التحول الحزبي والتنظيم ضرورية للنساء أكثر من الخبز والماء. إن النظام الأبوي أوصل النساء إلى مستوى لم يعد يتقبلن بعضهن البعض ويشعرن بالغيرة من بعضهن، ولكن اليوم وبفضل فلسفة القائد عبد الله أوجلان وحركة حرية المرأة، تنضم النساء إلى ساحات القتال معاً ويناضلن في جميع ساحات الانتفاضة والدبلوماسية والثقافية والاجتماعية.

بسبب رفع مستوى وتيرة قدرات النساء على التنظيم الذاتي، فقد خلق الرعب والخوف في النظام الأبوي ولا يستطيع المقاومة ضدها. وكما يوضح القائد عبد الله أوجلان أيضاً: “إذا لم يكن للنساء تنظيمهن الخاص بهن، فإن الرجال مثل الذئاب سوف يجزئهن قطعة قطعة”. وقد حاول حزب حرية المرأة الكردستانية PAJK أيضاً إنهاء هذه المفاهيم خلال عدة سنوات من نضاله.

أيديولوجية تحرير المرأة لا تقبل أربع أيدولوجيات وهي: 1 – القوموية 2 – التعصب الجنسي 3 – العلمانية 4 – الدينوية، وكل هذه القضايا الأربعة التي مصدرها النظام السلطوي، هي التي أخرجت المبادئ والقواعد، والأمة، والدين والعلم من مضمونها، وبذهنيته السلطوية باءت تلك المفاهيم في خدمة مصالح السلطة. هذه هي القضايا التي يواجهها الرجال والنساء والأديان والأمم والتيارات العلمية. وبعيداً عن كل هذا فإن حزب حرية المرأة PAJK هي أيديولوجية مفتوحة لكل أمة ودين ولغة ومتنوعة في تسيير منهاجها المتحرر.

والموضوع الأخر الذي علينا لفت الانتباه له هو؛ قيام حزب حرية المرأة PAJK بتقييم “علم الاجتماع” الذي أتى أساسه من الذهنية الذكورية بشكل عميق ومكثف. ففي مفهوم علم الاجتماع الموجود لا يتواجد أي اعتبار لكينونة المرأة وحقيقتها أو مكانتها، بل على العكس يتم تعريفها على أنها كيان ناقص وضعيف وأقل ذكاءً من الرجل.

والنتيجة؛ فإن هذا العلم لا ينتمي إلى حقيقة المرأة أبداً، فهي مختصة بفئة من المجتمع فقط والذي هو الرجل والشعوب الأوروبية والبيض والأغنياء. لذلك قام حزب PAJK بتفسير وتصحيح علم الاجتماع – السيسيولوجيا في سياق نهج “علم المرأة – الجنولوجيا“. إن في علم المرأة هناك مكان لكافة مجالات وشرائح المجتمع وإعادة القيمة لتلك القيم التي تم ضياعها. فدور المرأة الذي ضاع منذ آلاف السنين فقد أعطاها الجنولوجيا الدور من جديد، وبحسب الحق والحقيقة يتم تعريف السوسيولوجيا من جديد وبنهج وفلسفة المرأة المتحررة.

الجنولوجيا

 المرأة هي الرائدة في هذا العلم وعلم الاجتماع وترتقي إلى مستوى أن تلعب دورها التاريخي. كل القيم التي سُرقت من المرأة في التاريخ، قامت الجنولوجيا بإخراجها أمام الأنظار من خلال دراساتها الأكاديمية، وهذه المرة أعطت التاريخ تعريفاً ودوراً صحيحاً لهذه الحقيقة. واليوم في جميع أنحاء العالم، تعمل العديد من النساء الباحثات، الصحفيات، الأكاديميات والناشطات من أجل النساء باسم الجنولوجيا.

الأمة الديمقراطية هي الهدف الرئيسي لنضال حزب حرية المرأة الكردستانية PAJK وفلسفتها. وفي نظام الأمة الديمقراطية تستطيع جميع النساء تنظيم أنفسهن، بعيداً عن الفاشية والقوموية والدينوية، وبناء وحدة الروح والقلب والفكر معاً. وفي هذا الوقت، ومع هذا الفكر والفلسفة هناك حاجة إلى مقاومة أكبر لأجل بناء عائلة ديمقراطية وتطوير التعايش الحر والمشترك في جميع مجالات الحياة.

بهذا الفكر والفلسفة، يمكننا كـ نساء تأكيد نظام الدفاع الذاتي للمرأة. وأن شعار (المرأة، الحياة، الحرية)، لم يترك بصماته على صفحات هذا القرن الحادي والعشرون عبثاً. وبهذا الشعار الذي يرتكز على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وحركة حرية المرأة، نهضت جميع نساء الشرق – روجهلاتي كردستان وإيران والعالم أجمع على اقدامهن وبصوت واحد. وهذا ما أوضح بأن المرأة واضحة في طرح أهدافها، وعندما يتم بناء الأساس للمرأة الواعية فإنها لا تعرف أي عوائق من قبل الذهنية السلطوية الذكورية. إن حركة حرية المرأة الكردستانية أصبحت أملاً لجميع النساء، وليس هناك شك بأن القرن الحادي والعشرون سينجع بقيادة المرأة وسيصبح قرن حرية المرأة، وسيتم تدمير نظام سلطة الرجل على أيدي النساء، ومهما حدث فلن تتراجع المرأة خطوة إلى الوراء وستحقق النجاح.