من النسوية إلى الجنولوجيا، مسيرة معرفة لا تنضب

 

من النسوية إلى الجنولوجيا، مسيرة معرفة لا تنضب

“رفع كفاءة المرأة المعلمة مهم جداً

لتعمل هي أيضاً بدورها على غرس القيم النبيلة

في نفوس طلابها وتوعية الأجيال من الخطر

الذي يهدد نسيج المجتمع ويهدف إلى تفككه”

 

سميرة حج علي

 

مفهوم الحركة النسوية

الحركة النسوية هي مجموعة من التصورات الفكرية والفلسفية التي تسعى لفهم جذور وأسباب التفرقة بين الرجال والنساء وذلك بهدف تحسين أوضاع النساء وزيادة فرصهن في كافة المجالات وبمعنى آخر هي منظومة فكرية أو مسلكية مدافعة عن مصالح النساء وتدعي إلى توسيع حقوقهن. لا يمكننا اعتبار النسوية فقط أفكار نظرية وتصورات فكرية مؤسِسة في الفراغ بل هي تقوم على حقائق وإحصائيات حول أوضاع النساء في العالم وأيضا ترصد التمييز المُطبق عليهن سواء ًمن حيث المناصب أو الفرص أحياناً ووصولاً إلى احتياجات الحياة الأساسية من مسكن ومأكل وتعليم.

 نشأة الحركة النسوية:

بدأت الحركة النسوية في الفكر الغربي في القرن التاسع عشر، حيث صيغ مصطلح النسوية feminism لأول مرة العام 1895م ليعبر عن تيار ترفده اتجاهات عِدة وتشعب إلى فروع متعددة. وقد كان ظهورها بفضل جهود الحركات المقاوِمة لتبعية النساء للرجال التي ظهرت في انجلترا في القرن السابع عشر، ثم امتدت في كل من فرنسا والولايات المتحدة.

 وقد حدثت في هذه الفترة تغيرات اقتصادية وسياسية أدت إلى تغيرات في العلاقات التقليدية التي حددت المجتمع ما قبل الصناعي من تطور الرأسمالية الصناعية في إنجلترا وتبنّي كل من فرنسا والولايات المتحدة أنظمة سياسية على أساس الديمقراطية التمثيلية مما أدى إلى تغير المعنى السياسي والاقتصادي للعائلة. وقد انقسم تاريخ الحركة النسوية إلى ثلاث فترات أو موجات.

الموجة النسوية الأولى: ناضلت النساء من أجل المساواة بين الجنسين في العقود والملكيات وممارسة العمل والحياة والحقوق السياسية والتي ضمنها حق التصويت. بدايات هذه المرحلة كانت بصدور كتاب ماري ولستونكروفت دفاعاً عن حقوق المرأة سنة 1792.

الموجة النسوية الثانية: ركزت هذه الموجة على تحرير المرأة من حيث المساواة الاجتماعية والتوضيح في معايير الجندرة ودور النساء في المجتمع من مكانتها في العمل، العائلة وحقوق الإنجاب. لقد تميزت هذه المرحلة بالعمل على تحقيق الهدف جماعياً وليس فقط بجهود فردية عبر الكتابات الفردية كما كان في الموجة الأولى. لذلك تميزت بنشر المفاهيم النسوية جماهيرياً، وبالتالي بروز حقل الدراسات النسائية في المؤسسات الأكاديمية والجامعات.

الموجة النسوية الثالثة: جاءت هذه الموجة لتصحيح أفكار الموجة الثانية وتنقيح الطرح النسوي عالمياً بشكل عام، فضلاً عن تركيزها على فكرة التقاطع ما بين العرق والجندر وكنتيجة لهذا التقاطع بات هنالك الكثير من النسويات حول العالم ومن ذوات البشرة الملونة واللواتي اهتممن بفكرة تهميش النساء فيما سموه بدول العالم الثالث وفي المستعمرات الأوربية على عكس النساء فيما سموه دول العالم. كما وركزت هذه الموجة على القضايا المتعلقة بالجنس البشري والطبقة الاجتماعية ونوع الجنس ولقد تميزت بالتعدد.

إلى جانب الموجات الثلاث فهنالك الموجة الرابعة والتي ركزت بشكل رئيسي على قضايا التحرش الجنسي والاغتصاب بشتى أشكاله، وإجبار النساء على الجنس القسري فضلاً عن تعرضهن للأذى والقتل واتخذت طابعاً الكترونياً لتسليط الضوء على قضايا المرأة ومعالجتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

أهداف الحركة النسوية:

للحركة النسوية أهداف عدة؛ ومن أهدافها الكُبرى القضاء على النظام الأبوي البطريركي في مختلف المجتمعات والمساواة بين الرجل والمرأة وإنهاء حالة التهميش والإقصاء الذي تعيشه المرأة في مختلف المجتمعات الغربية والغير الغربية. لذا تشكلت للنسوية تيارات عِدة وكل تيار له وسائله في تحقيق أهدافه. ومن هذه التيارات؛ التيار الليبرالي وفكرته مرتكزة على أن البشر متساوون وبأن الذكر والأنثى يتمتعون بنفس الملكيات العقلية ويجب تحقيق المساواة بين الجنسين في المجال العام الاقتصادي والاجتماعي وأيضاً العسكري والسياسي ومنح المرأة حياتها الخاصة من زواج وطلاق وتربية الأطفال والإنجاب.

أما النسوية الماركسية فترى بأن تهميش المرأة في المجال العام من السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي هو نتيجة مرتبطة ببنية النظام الرأسمالي العالمي المبني على فكرة الاستغلال، ويعد هذا التيار الزواج والأسرة أولى اللبنات التي يُبنى عليه النظام الطبقي. فالزوجات والعبيد يمثلون الطبقة المضطهدة، لذلك يهدف هذا التيار لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وإنهاء حالة التهميش التي تعيشها المرأة والسعي لإنهاء النظام الرأسمالي.

وبخصوص النسوية الراديكالية فترى هذه النظرية، إن الجذور العميقة لعدم المساواة ما بين الرجل والمرأة وبالتالي الهيمنة الاجتماعية للرجال على النساء، ليست علتها الرجال بحد ذاته إنما علتها النظام الأبوي البطريركي الذي قسم الحقوق على أساس الجنس. أُثيرت ردة فعل تجاه النسوية الراديكالية لأنها باتت تُطالب النساء حول العالم بضرورة التخلي عن الأنوثة بوصفها السبب الرئيسي لهيمنة الرجل وجعلها تابع له من خلال الزواج والإنجاب والأمومة وتكوين أسرة تجبر المرأة فيها على أن تكون ربة منزل تابعة للرجل.

ترى نسوية ما بعد الحداثة بأن قضية النوع الاجتماعي الجندر ناجمة عن قضية الثنائيات بين الرجل والمرأة، ولا سيما في موضوع تشكل قضية الذكورة والأنوثة التي ترسخت في السياسة الدولية وفي المجال العام اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً. لذلك ترفض نسوية ما بعد الحداثة ذلك التقسيم لكونه تقسيم مصطنع ويشكل عدم تكافؤ بين الرجل والمرأة ويُحافظ على المفهوم الذكوري الذي يضيق الخناق على المرأة ويبقيها على الهامش السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي.

مصدر مفهوم الفامينية

كانت هناك العديد من النساء اللواتي لعبن دوراً هاماً في التاريخ المحلي والعالمي. ولكن ليس كلهن بالضرورة نسويات. تتكون الحركة النسوية الفامينية من النساء والرجال الذين عملوا وكافحوا لتحقيق المساواة بين الجنسيين ولتحسين حياة المرأة كمجموعة اجتماعية. وقد لعبت العديد من النساء عبر التاريخ دوراً مهماً في الحياة الثقافية والسياسية وجميع جوانب الحياة أيضاً. لذا بدأت بالفعل حركة نسائية منظمة في القرن التاسع عشر. مع العلم أن الناشطات النسويات والنضال من أجل المساواة كانا دائماً جزءً من نضال جميع المجتمعات البشرية.

فمن أوائل الرواد الذين فكروا وكتبوا عن النساء الكاتبة الإيطالية (كريستين دي بيزان) * التي نشرت كتاباً عن مكانة المرأة في المجتمع ودافعت فيه عن النساء في وجه طبقة من الأدباء ورجال الدين الذين لهم سمعة وشهرة مرموقة وقد سمت هذه الطبقة المرأة بالدونية بشكل عام. لذلك كان رد كريستين في كتابها “مدينة النساء” بأن تخيلت مدينة مثالية تسكنها نساء فاضلات من العصور القديمة والحديثة فكان عمل كريستين هذا يُقدم مثالاً جيداً للمراحل الأولى من النضال، من أجل تحقيق المساواة للمرأة.

منذ بداية الثورة الفرنسية فقد شاركت النساء في المظاهرات التي أدت إلى الثورة وانضمت مجموعات كبيرة من النساء العاملات إلى مسيرة فيرساي*، للمطالبة بالتغيير السياسي وليس فقط بالطعام لإطعام أسرهن. ينظر الكثيرون إلى ماري ولستونكرافت على أنها مؤسسة النسوية وذلك بسبب كتاب لها بعنوان “دفاعاً عن حقوق المرأة” والذي تنادي فيه بتعليم المرأة.

كما ويُنسب إلى شارل فورييه كأول شخص قام بصياغة كلمة الفامينية. ظهرت كلمة الفامينية لأول مرة في فرنسا وهولندا عام 1872 وفي المملكة المتحدة عام 1890 وفي الولايات المتحدة عام 1910. كان للنسويات حول العالم قضايا وأهداف مختلفة وذلك اعتماداً على المراحل التاريخية والثقافية والدولية، لذلك يؤكد معظم المؤرخين النسويين الغربيين على أن كل حركة تهدف للحصول على حقوق المرأة يجب اعتبارها حركة نسوية حتى لو لم تستخدم الحركة نفس المصطلح.

 الفرق بين النسوية وحقوق المرأة

إن الفرق بين النسوية وحقوق المرأة هو أن الحركة النسوية حركة تدعو إلى الإيمان بحقوق المرأة والمساواة بينها وبين الرجل في تكافؤ الفرص والإمكانيات، وحصول المرأة على حقوقها المنصوص عليها في وثيقة حقوق الإنسان مثال حق عدم التمييز، حق الحياة، الحق في التحرر من العنف الأسري والحق في الخصوصية، الصحة، التعليم والحق في الأمان والحرية …الخ من الحقوق والتي يجب أن تعُطى للمرأة في جميع أنحاء العالم. لقد شكلت هذه الحقوق أساس الحركات النسوية في بعض البلدان على مر القرن التاسع عشر والعشرون والحادي والعشرون، حيث تم دعم هذه الحقوق من خلال القانون المحلي والأعراف والسلوك. ولكن بالمقابل في بعض البلدان الأخرى فقد تم تجاهلها وقمعها ومازالت ثورات النسوية مستمرة ضد جميع أشكال العنف والتمييز ولازالت تناضل من أجل حقوقها وحريتها.

مطالب وطموح النسوية

طالبت الحركة النسوية ومازالت بحقوق المرأة كحق التصويت والعمل والمساواة في الأجور، شغل المناصب، حق الملكية، التعليم، الدمج الاجتماعي، تحديد النسل، حق الحماية من التحرش والعنف الأسري والاغتصاب والقتل تحت مسمى الشرف ومحاربة الصورة النمطية الجندرية.

ظهور الحركات النسوية

يعدُ السبب الرئيسي في ظهور الحركة النسوية هو النظام البطريركي الأبوي الذي يحكم العلاقات بين الرجل والمرأة، فهو النظام الذي جعل من المرأة مجرد تابعة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحتى فكرياً وعلمياً. فكان هذا النظام سبباً لمعاناة المرأة في المجتمعات الأوربية والتقليل من شأنها وقيمتها أمام الرجل. عقلية هذا النظام أثر سلباً أيضاً في أراء الفلاسفة في التاريخ الأوروبي. إذ يرى أفلاطون المرأة كائناً ناقصاً، ليؤكد بأن الأنثى هي أنثى بسبب نقص في الصفات.

ومع ظهور الرأسمالية رسخ النظام الأبوي الفوارق الطبقية أكثر من ذي قبل واتسعت رقعة هذه الفوارق وتعمقت. فلم تسعى الرأسمالية لتحرير المرأة في الغرب بل على العكس لجأت إلى استعمار الكثير من المناطق حول العالم لتكون النتيجة استعباد المرأة الأوربية من قبل الرجل في أوربا، أما النساء في المستعمرات فكن تحت وطأة التمييز والطبقية في آن معاً. فهي أولاً تابعة للرجل في مجتمعها وبنفس الوقت تُضطهد من قِبل الاستعمار الغربي والأوربي.

أما في الشرق الأوسط عانت المرأة من أنظمة الدولة القومية فكانت مضطهدة الحقوق. تعمق هذا الاضطهاد في الديانات السماوية التي خنقت المرأة في بوتقة العادات والتقاليد. لذلك نرى الحركات النسوية سواءً على مستوى العالم الغربي أو العربي أو من أي قومية كانت فلتكن، فإنها كافحت وناضلت ومازالت من أجل نيل حقوقها وحريتها.

نضال الحركة النسوية

مما لا شك فيه أن الحركات النسوية منذ البداية وإلى يومنا هذا تسعى إلى التحرر من العبودية بكافة أشكالها مع اختلاف في أهدافها، فالحركة النسوية الفامينية تعرضت لمشكلة أساسية والتي لم تخولها لتكون حركة ناجحة كلياً في وضع حلول جذرية لقضية تحرر المرأة وتمثلت تلك الإشكالية في عدم وصولها إلى البنية النسوية والتعمق في تحليل القضية.

 فبقي عملها يتمثل في أن يكون هناك جنس على حساب جنس آخر لذلك لم تصل الفامينية إلى التشاركية بين الجنسين، حيث كانت تنادي بالمساواة بين الجنسين ولكن رغم التفاوت في الأهداف نجد بأن الحركات النسوية من خلال الاتحادات والمنظمات والجمعيات النسوية أعطت للمرأة قوة وإرادة للمطالبة بحقوقها بدءً من حق الانتخاب والمساواة مع الرجل في العمل والتعليم …الخ، لتتحول اليوم إلى حركة عالمية ضخمة تصر على تغيير النظام الاجتماعي البشري بأفكارها الثورية.

من كل تلك الجهود الجبارة والعِبر المستخلصة من النضال النسوي، كان نموذج المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا هو الأمثل في سد الثغرات التي تركتها الحركة النسوية ولا سيما بعد تشتتها في عدة جوانب جعلتها تبقى ناقصة بالرغم من أن نضالها شكل ميراثاً غنياً للكثير من النساء المناضلات.

 فنموذج الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا أصبح نموذجاً لكل نساء العالم متمثلاً بحركاتها النسائية مؤتمر ستار وتجمع زنوبيا والاتحاد النسائي السرياني والكثير من المنظمات والمراكز النسوية. وتحت مظلة هذه الحركات أصبحت النساء قياديات عسكرية وسياسية واجتماعية ونظمت نفسها في كافة المؤسسات الاجتماعية والإدارية وحاربت القوة الإرهابية من جبهة النصرة وداعش وحررت النساء من براثن العقلية الشوفيينية والتقاليد البالية، وقاومت وناضلت لتحرير هذه الجغرافية كقوة حماية نسوية.

ومنهن من ارتقت إلى مرتبة الشهادة ليصبحن نبراساً ينير درب كافة النساء في العالم مهما اختلفت الجغرافيات التي يعشن فيها. ولكن واعتماداً على تجارب المرأة التاريخية وعلى الأخص التجربة النسوية فإن المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا لم تكتفي فقط بإثبات حضورها على المستوى العملي بل عملت على ضمان استمرارية مكاسبها التي حققتها من خلال التنظيم المبني على فلسفة وأيديولوجية تتجذر في العمق المجتمعي والذي كان من نتاجه تحقيق نظام الرئاسة المشتركة في كافة مفاصل الإدارة الذاتية الديمقراطية بدءً من الكومين وحتى الوصول إلى الهيئات والمجالس.

كل هذا هيأت أرضية للمرأة بأن تصبح قوة للحل والقرار، وبالتالي تحطيم عروش الذهنية الذكورية من خلال انعكاس منطق الرئاسة المشتركة على الحياة الاجتماعية وذلك بترسيخ الحياة التشاركية. لقد لعبت هيئات المرأة دوراً بارزاً في تحقيق العدالة وصون قوانين وآليات عمل تضمن حق وحرية المرأة كقانون الأسرة والعقد الاجتماعي الخاص بالمرأة الذي سيتم إعداده لاحقا. نضال المرأة مستمر في القضاء على الممارسات اللإ نسانية بحق المرأة وذلك من قتل تحت مسمى الشرف وزواج القاصرات والتحرش وقيود العادات المجتمعية البالية.

دور المعرفة النسوية في مجال التربية والتعليم

المرأة هي المربية والطبيبة، وقادت تطور المجتمع بجهودها وكدحها الذي هو الأساس في ظهور كافة القيم والتطورات التي تعود بالنفع على الإنسانية والمجتمع من الحياة الاجتماعية والفكر والمعرفة والثقافة والفن. لذا فإننا نقولها وبكل تأكيد بأن تطور الحركات النسوية على كافة الأصعدة لها التأثير الإيجابي على المجتمع والمرأة. فالمرأة التي أرضعت المجتمع كل القيم التي كونتها نتيجة جهدها وتعبها كانت تضع اللبنات الأولى للتربية المجتمعية. ولقيمه الأخلاقية، قادت المجتمع إلى يومنا هذا بتلك القيم.

 لهذا نرى بأنه مهما توسعت العلوم وتقدمت يبقى ما علمته المرأة – الأم هو الأساس فلا علم من دون تربية. لكل هذا فإن المرأة التي نهلت من نبع المعرفة وصاغت معرفتها على شكل علم ستكون هي من تحدد مستوى التطور العلمي. وهذا ما يجعلنا نلتفت إلى ما تقوم به المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا من تقدم معرفي علمي، هذه المعرفة المرتكزة على ميراث تاريخي عميق جداً.

نعم لقد رسخت المرأة تنظيمها المجتمعي على أسس علمية متمثلة بعلم الجنولوجيا، لتحقق من خلاله الوصول لمجتمع أخلاقي وسياسي يرتقي بوعي أبنائه بعلوم تنبع من حقيقته. لذا عملت المرأة ضمن السلك التعليمي والتربوي لشمال وشرق سوريا على أن تكون المحور في العملية التعليمية. وأقبلت على العمل ضمن هذا القطاع بكل شغف ونظمت ذاتها ضمنه. من خلال آلية عمل تكون قادرة عبرها عن التعبير أكثر عن طريقتها في تربية المجتمع والنهوض به. لقد ركزت المرأة المعلمة على استخدام كافة الطرائق التدريسية ومن ضمنها الندوات والمحاضرات وورشات العمل والتي توصل عبرها فكرها بطريقة علمية للأجيال القادمة والقادرة على بناء مجتمع يسوده العدل. إن رفع كفاءة المرأة المعلمة مهم جداً لتعمل هي أيضاً بدورها على غرس القيم النبيلة في نفوس طلابها وتوعية الأجيال من الخطر الذي يهدد نسيج المجتمع ويهدف إلى تفككه، وهذه هي الرسالة التي تحملها المرأة المعلمة اليوم على كاهلها في السلك التربوي في إقليم شمال وشرق سوريا.