دور نساء ساهمن في تفعيل الحركة النسوية عبر التاريخ

 

دور نساء ساهمن في تفعيل الحركة النسوية عبر التاريخ

 

“تأخذ المرأة مكانتها على مسرح التاريخ

كقوة ريادية للمجتمع وخلق قيم حضارية جديدة

فهي التي سترجع هويتها التاريخية المسلوبة”

 

 لمعان محمد شيخو

 

حفلت كتب التاريخ وعبر صفحاته الكثيرة التي عبرت عن كفاح المرأة في شتى الحضارات السابقة وصولاً إلى عالمنا المعاصر، لكنها بقيت طي الكتمان، فمن تلك الحقائق ما تم محوها ومنها ما تم تحريفها من سيرتها الأولى ومنها من ضاع ذكرها واندثرت.

 ورغم وجود علم الآثار والأساطير وأثبتت أنه قبل 11000عام كان هناك نظام اجتماعي متمركز حول المرأة، وكانت للأمومة دورها الهام في ذاك العصر وكونها المسؤولة الأولى عن حماية الأطفال من كافة النواحي. فكانت مضطرة إلى التفكير بشكل دائم والإبداع بشكل كبير لأن الذكاء العاطفي والتحليلي كانا متوازنان، حيث أدت اكتشافاتها إلى مرحلة جديدة في حياة الانسان، وتشكيل القرى بإدارة المرأة واختراعاتها في العصر الحجري كانت أعظم ثورة تعيشها البشرية آنذاك.

فالذهنية الذكورية السلطوية التي أصبحت بلاءً ليس على المرأة فقط وإنما على الرجل والمجتمع جمعاء، التي جعلت النظر إلى المرأة نظرة دونية، ومُورس بحقها شتى أنواع التعذيب والتهميش. وذلك للنيل من إرادتها وتركها في قاع البئر مستعبدة مضطهدة، وكان الهدف هو إنهاء حياة المرأة الاجتماعية المكونة من العدالة والمساواة والأخلاق والسياسة المجتمعية.

ولكنهم لم يدركوا أن المرأة هي القوة الخلاّقة في المجتمع، وثنائيات؛ (المرأة – الوطن/ المجتمع – السياسة/ الحرية – الديمقراطية/ الأخلاق – الجمال)، كلها ثنائيات تتمحور حول طاقات المرأة الكونية الكامنة والمتجددة باستمرار وهي التي تجعل الحياة ذات معان سامية. فعندما نبحث عن حقائق التاريخ وأسباب نشوء الثورات ونحلل الوقائع التاريخية والمعطيات نستنتج بأنه؛ أساس نجاح الثورات والمعطيات كانت بلمسات المرأة، وثورة فيتنام والجزائر …الخ خير مثال شاهد على ذلك.

فكم من النساء المناضلات المبدعات اللواتي أضفن طابعهن النسوي الحضاري على الواقع من خلال قيامهن بالمظاهرات والمطالبة بحريتهن المصبوغة بدم الاضطهاد والعنف والتمييز العنصري الجنسوي، راغبات في ركوب موجة التغيير الاجتماعي ورافضات الجمود وداعيات إلى الحياة الحرة الكريمة.

فلم يكن نضالهن بالسهل بل كان شاقاً واستطعن أن يحدثن تغيراً كبيراً في العالم من خلال إطلاق حملات وحركات عدة وأهمها الحركات النسوية التي عملت لصالح حقوق المرأة بهدف المساواة بين الجنسين على عدة أصعدة، منها السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية. تبنت النسوية موقف المجتمعات التي تعطي الأولية للذكور. والنساء يعاملن بشكل غير عادل في هذه المجتمعات، وتشمل المحاولات تغيير ذلك من خلال محاربة الصورة النمطية الجندرية وإنشاء فرص ونتائج تعليمية ومهنية وشخصية للمرأة مساوية للرجل، المطالبة بحقوق المرأة منها التصويت وإشغال مناصب عامة والمساواة في كافة المجالات.

أبرز النساء الرائدات في التاريخ

ففي كل مرحلة تاريخية هناك نساء رائدات في مجال التمرد ضد كل أنواع القمع والاستعباد، ومن أبرز الشخصيات النسائية البارزة اللواتي لعبن دوراً هاماً وفعالاً في الحركات النسوية للتحرر والتخلص من قيود العبودية، وحاولن نيل حريتهن دائماً بدفعهن باستمرار والثورة على القوانين والأنظمة التي تحط من شأنهن.

كلارا زيتكن (1857 -1933):

سياسية ألمانية يسارية ومدافعة عن حقوق المرأة شاركت منذ 1875في أوائل المجموعات النسوية وساهمت في رفع الوعي السياسي والطبقي لدى مئات العاملات الألمانيات، نشطت في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني حتى عام 1917ومن ثم انضمت للحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني المستقل في جناحيه اليساري، وأسست صحيفة “المساواة” وأسست بجانب كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ رابطة سبارتاكوس (نسبة إلى سبارتاكوس محرر العبيد).

وفي عام 1910 اقترحت على السكرتيرية الدولية للنساء الاشتراكيات، الاحتفال بالمرأة المناضلة من أجل حقوقها السياسية والاجتماعية كل 8 آذار في 3/ اغسطس/ 1932. كانت آنذاك نائبة في البرلمان الألماني، ألقت خطاباً أصبح وثيقة تاريخية تحث فيه الشعب الألماني على مقاومة الفاشية، وقد كرمتها ألمانيا الشرقية بوضع صورتها على عملتها.

روزا لوكسمبورغ (1871م) زاموسك/ بولندا – الوفاة (1919م) برلين:

منظّرة سياسية ماركسية اشتراكية وفيلسوفة وثورية من أصل بولندي (يهودي)ومنذ ريعان شبابها أدت نشاطاً ملحوظاً في الحركة الاشتراكية وانتسبت إلى حزب ثوري يدعى “البروليتارية”.

 وكانت ناقدة لاذعة ومؤثرة بكل ما يتعلق بالرأسمالية واستنباط ممارسة ثورية من خلال النقد وانتقلت إلى ألمانيا عقب زواج ظاهري للحٍصول على الجنسية كمواطنة ألمانية، وسرعان ما بدأت تناضل من أجل الديمقراطية الاشتراكية في ألمانيا من خلال مؤتمرات الحزب والمؤتمرات الدولية وأكدت من خلال هذه المؤتمرات على أهمية العمل الفعلي ضد الإمبريالية والنزاعات العسكرية والسياسات الكولونيالية من خلال نشرها لكتاباتها ومقالات وكتب في عام 1900م.

لوسي ستون (ولدت بروكفيلد 13/أغسطس/ 1818/19 أكتوبر 1893) عن عمر يناهز 75 عاماً:

ناشطة أمريكية بارزة وعضوة في كل من منظمة سوفرجت لحقوق المرأة، وحركة الإلغانية (التحرير من العبودية). كانت من أشد المناصرين والمنظمين لدعم حقوق المرأة في عام 1847أصبحت أول امرأة تحصل على الشهادة الجامعية من ولاية ماساتشوستس، ناصرت حقوق المرأة وناهضت العبودية في الوقت الذي كانت فيها المرأة منبوذة ولا يحق لها الخطابة أمام الجمهور وعُرفت ستون باستخدامها للقبها حتى بعد الزواج رغم أنها كانت من العادات أن تلقب المرأة بلقب زوجها بعد الزواج.

ساهمت في الشروع في اتفاقية حقوق المرأة الوطنية الأولى ودعمتها، بالإضافة إلى عدد من الاتفاقات الناشطة الأخرى المحلية، والحكومية، والإقليمية، تحدثت أمام عدد من الهيئات التشريعية لتعزيز قوانين تتيح المزيد من الحقوق للمرأة ، إلغاء الرق ساعدت في تشكيل جمعية لمعاناة النساء الأمريكيات التي أنشأت التعديل الدستوري بشأن حق المرأة في الاقتراع على المستوى المحلي وعلى مستوى الولاية، كتبت على نطاق واسع حول حقوق المرأة وقامت بنشر وتوزيع الخطب بنفسها وبمساعدة أخرين بالإضافة إلى اجراءات الاتفاقية في “مجلة المرأة” نشرت فيها آرائها الخاصة والخلاقة حول حقوق المرأة تسمى /الداعية/ نجمة الصباح/ القلب والروح/ لـ حركة حقوق المرأة.

اليزابيث كادي ستانتون (ولدت في مدينة جونستاون في 12/ نوفبر/ 1815—توفيت/26 أكتوبر/1902):

 شخصية أمريكية بارزة وكانت وراء تمكين المرأة في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، مؤسسة الجمعية الوطنية للمطالبة بحق المرأة في الاقتراع، التي كسبت للنساء الأميركيات حق التصويت في عام 1930وقيادة أول مؤتمر لحقوق المرأة في الولايات المتحدة وهو مؤتمر سينيكا فولز، وقد طالب المؤتمر من بين عدة أمور أخرى بمنح المرأة حق التصويت وأوجدت برنامجاً وطنياً لمساواة النساء التي تحققت بعد ذلك في العقود التالية.

 ماتيلدا جوسلين غيج:

 بدأت غيج مسيرتها العامة كمحاضر في مؤتمر حقوق المرأة في سيراكيوز وهي أصغر حاضرة متحدثة ساهمت بالعديد من المقالات في مؤتمرات الجمهوريين والعملة الامريكية في شيكاغو والمؤتمر الديمقراطي في سينسيناتي، أوهايو مع اليزابيث كادي ستاتتون وسوزان بي أنتوني، كانت لسنوات في طليعة الحركة، وتعاونت معهم في كتابة تاريخ المرأة وحقها في الاقتراع (1881-1887) مؤلفة كتاب تعليم حقوق المرأة (1868)، المرأة كمخترع (1870)، والذي خطط لحملة تينيسي (1880) وامرأة بين الكنيسة والدولة (1893).

شغلت غيج منصب رئيس جمعية حق الاقتراع لولاية نيويورك لمدة خمس سنوات ورئيس الجمعية الوطنية لحق المرأة في التصويت خلال الفترة (1875-1876) والتي كانت واحدة من جمعيات التابعة التي تشكل جمعية الاقتراع الوطنية، كما شغلت منصب النائب الثاني للرئيس ونائب الرئيس المتجول ورئيس اللجنة التنفيذية للجمعية الوطنية لحق المرأة في الاقتراع.

اعتبرت آراء غيج حول الاقتراع والحركة النسائية متطرفة للغاية من قبل العديد من أعضاء رابطة حق الاقتراع، ونتيجة لذلك نظمت في عام 1890 الاتحاد الوطني الليبرالي للمرأة، وكانت أهدافه تأكيد حق المرأة الطبيعي في الحكم الذاتي لإظهار سبب التأخير في الاعتراف بطلبها للحفاظ على مبادئ الحرية المدنية والدينية، لإثارة الرأي العام لخطر اتحاد الكنيسة والدولة من خلال تعديل الدستور وإدانة مبدأ الدونية للمرأة. عملت كرئيس لهذا الاتحاد منذ بدايتها وحتى وفاتها في شيكاغو في عام 1898.

سوزان برونيل أنتوني (15 فبراير1820-13 مارس 1906):

 مصلحة اجتماعية وناشطة في مجال حقوق المرأة ولعبت دوراً محورياً في حركة حصول المرأة على حق الاقتراع ،جمعت عرائض مناهضة للرق وكانت في 17 من عمرها 1856 أصبحت وكيلة ولاية نيويورك للجمعية الأمريكية لمكافحة الرق ،هدفها تحرير المرأة ،وكانت أول امرأة تصوت في الانتخابات وتم تغريمها غرامة 100دولار أمريكي وهي أول امرأة توضع صورتها على العملة الأمريكية، وكانت من مؤسسي حركة الاعتدال النسائي مع اليزابيث كادي ستانتون، وأسست مجلة في مجال حقوق المرأة ، جابت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا في مدة تزيد عن 45 عاماً والقت  75-100 خطبة في السنة تهدف إلى تحرير المرأة.

هند نوفل الاسكندرية:

صحفية لبنانية تنتمي لأسرة شامية ولدت في عام 1875وجاءت إلى مصر واستقرت في الاسكندرية حيث كانت النشر والطباعة تشهد ازدهارا في تلك الفترة.

أصدرت مجلة (الفتاة) أول مجلة متخصصة تتناول كل ما يخص شؤون المرأة وكانت تلك التجربة أول أشكال الصحافة اللبنانية في مصر، واعتبرها المؤرخون من أهم الصحافيات العربيات.

لم تيأس هند وكان امامها خيارين لإنقاذ المرأة من الواقع المتردي، ومن التقاليد الجامدة وأثار الاستعمار الغربي وذلك للنهوض بالمرأة الشرقية وتطورها، عملت من خلال مجلتها إلى عملية التنوير والتعليم والنهوض بالمرأة بخطوات جريئة.

 نازك العابد:

 أدبية وناشطة سياسية سورية تتقن اللغة العربية والتركية، الانكليزية والفرنسية والالمانية. بدأت بالكتابة في عدة صحف مثل لسان العرب والعروس، ترأست جمعية “نور الحق” لمساعدة ضحايا الثورة السورية الكبرى، كما شجعت على حق المرأة على الانتخاب، كل ذلك في مرحلة زمنية باكرة حين كانت سوريا ماتزال ترزح تحت وطأة تأثير الحكم العثماني الظلامي.

بدأت بتنظيم المظاهرات للفتيات السوريات تنديداً بالانتداب الفرنسي، وجاهدت سراً وجهراً. وضيق الخناق عليها من قبل فرنسا وتم إغلاق مجلتها ومنعها من القاء المحاضرات وإقامة الندوات. فاتجهت للمقاومة السرية بلباس عسكري وشقت طريقها وسط الجنود منشأة المشفى لمداواة الجرحى، بعد زواجها انتقلت إلى بيروت وتابعت عملها التنويري في مؤسسة وعدة جمعيات مثل “ميتم ابناء الشهداء لبنان “وجمعية المرأة العاملة، توفيت عن عمر يناهز72عام.

 توكل كرمان:

صحفية يمنية “أكثر نساء التاريخ ثورية وتم اختيارها كإحدى سبع نساء احدثنَ تغيراً في العالم من قبل منظمة “مراسلون بلا حدود” وهي أول امرأة تفوز بجائزة نوبل للسلام وتقاسمت الجائزة مع الرئيسة الليبرالية ليما غوبري، وكرمان هي رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود وهي من اهم الشخصيات المدافعة عن حقوق الانسان وحرية الصحافة في العالم العالمي.

عرفت توكل بقيادة المظاهرات والاعتصامات في اليمن والمطالبة بحرية الصحافة عامي 2009- 2010قادت أكثر من 80 اعتصاماً حول العديد من الموضوعات عن حرية التعبير وحقوق المرأة ومكافحة الفساد وتم اعتقالها في 2011 بتهمة اقامة تجمعات ومسيرات وتم الإفراج عنها بيوم واحد من اعتقالها لما تسبب من ازدياد موجة الاحتجاجات في العاصمة اليمنية صنعاء.

ملالا بوسفزي (بشتو: ملاله يوسفزي، مواليد 12يوليو 1997):

 ناشطة باكستانية في مجال تعليم الإناث وأصغر حاصلة على جائزة نوبل على الاطلاق. اشتهرت بدفاعها عن حقوق الإنسان وخاصة التعليم وحقوق المرأة مقاطعة خيبر شمال غرب باكستان، حيث كانت تعاني منطقتها من حظر حركة طالبان للفتيات من الذهاب إلى المدارس، وحصلت حملات ملالا على دعم دولي منذ ذلك الحين انتشر صيت ملالا ورشحت لجائزة السلام الدولي للأطفال من قبل ناشط الجنوب الإفريقي ديز موند توتو.

وبعد محاولة اغتيال ملالا اثارت موجة من الدعم الوطني والدولي لها، حيث كتبت قناة دويتشه فيله 2013 أن ملالا “المراهقة الأكثر شهرة في العالم

فقام مبعوث الأمم المتحدة                                                                                                                                                        الخاص بالتعليم العالمي جوردان بروان بأطلاق عريضة في الأمم المتحدة باسم (أنا ملالا)تطالب بالا يحرم أي طفل بالعالم من المدارس، بحلول 2015 ساعد ذلك بمصادقة باكستان للمرة الأولى على قانون حق التعليم الدولي.

روزا باركس: (1913- بلدة توسكيج في الاباما –توفيت 24 أكتوبر 2005):

 من أصول إفريقية أمريكية، شيروكية (من قبائل الهنود الحمر) أسكتلندية إيرلندية. هي احدى الناشطات في مجال الحقوق المدنية ومكافحة التميز العنصري والتي استطاعت إطلاق شرارة حملة احتجاجية كانت بداية للإلغاء التمييز بين المواطنين الأمريكيين على أساس اللون.

في عام 1943 أصبحت روزا عضواً ناشطاً في منظمة الاتحاد الوطني للدفاع عن حقوق السود وانتخبت كسكرتيرة متطوعة، ثم كرئيسة للمنظمة، وفي 1940عملت لفترة قصيرة في قاعدة ماكسويل للقوات الجوية وهي منشأة فيدرالية لم يكن الفصل العنصري مسموحاً فيها حتى ضمن وسائل النقل.

كانت في الثانية والأربعون وتعمل خياطة عندما أسهمت في صنع تاريخ الولايات المتحدة عندما كانت جالسة في حافلة عمومية في بلدة مونتجري بولاية ألاباما وطلب منها اخلاء مقعدها لرجل أبيض .رفضت وعصيت بذلك أوامر سائق الحافلة وتمردت على القواعد وقوانين الفصل العنصري في أمريكا التي تفرض على السود بإخلاء مقاعدهم للركاب  للبيض وانتهى الأمر بضربها ورميها خارج الحافلة والقبض عليها و تغريمها 14 دولار اًو اعتقالها أدى إلى بد 381 يوماً من الاضراب عن ركوب الحافلات وكان هذا الموقف مثابة الشرارة التي اشعلت حملة ضخمة من السود لمقاطعة الحافلات وكانت بداية لإلغاء التميز بين المواطنين على أساس اللون.

وفي عام 1964 صدر قانون الحريات المدنية الذي حرم التمييز على أساس العرق في الولايات المتحدة. مقولتها عن الاحتجاج الشهير: “السبب الحقيقي وراء عدم وقوفي في الحافلة وتركي مقعدي هو أنني شعرت بأن لدي الحق أن أعامل كأي راكب أخر على متن الحافلة، فقد عانينا من تلك المعاملة الغير عادلة لسنوات عديدة طويلة”.

وحصلت السيدة باركس على الوسام الرئاسي للحرية عام 1996والوسام الذهبي للكونغرس وهو أعلى تكريم مدني في البلاد آنذاك.

آنا كأميل:

 المعروفة أيضاً باسم هيلين كيريوكس (مواليد 1991-15مارس 2018) كانت ناشطة نسوية في مجال حقوق المرأة البريطانية، ناشطة لإلغاء السجون ولدت في لويس المملكة المتحدة وهاجرت إلى منطقة الغدارة الكردية في شمال سوريا، كانت أول إمرة بريطانية تقتل في إحدى معارك القوات الكردية في روجافا، شمال سوريا. شاركت في العديد من الحركات السياسية، بما في ذلك الاحتجاجات الطلابية في المملكة المتحدة عام 2010 وجمعية مطاردة المخربين وجمعية الصليب الأسود الاناركية وغيرها من المنظمات الفوضوية ومنظمان إلغاء العبودية، وقاتلت مع وحدات حماية المرأة YPJ في هجومها على معقل داعش في دير الزور.

وبشكل عام إن تاريخ المرأة الكردية حافل أيضاً بالنماذج النسائية الثورية، فقد شهد التاريخ على تميزها عن غيرها من نساء العالم، فهي الأم والمقاتلة والثورية والسياسية والحقوقية والأديبة والناشطة والبرلمانية.

بطلات كرديات

وفي واقعنا الحالي نجد الأنظار كيف تتجه جميعها نحو المرأة الكردية وتقف نساء العالم مذهولات من إنجازاتها وخاصة في محاربتها للإرهاب وفي كسرها لقوالب العبودية والذهنية الذكورية المتعطشة في الشرق الأوسط ففي نموذج المرأة المدافعة عن الحق والحرية والمساواة سنقوم بسرد بعض النماذج عن بطولات المرأة الكردية وانجازاتها:

 كولناز قارتاش (بريتان 1972-1992):

 تعرفت خلال الفترة الجامعية على الأفكار اليسارية والثورة لتنبش وتبحث عن الحقائق وتعرفت على الحركة التحررية الكردستانية وكان لها دوراً مهماً في تجيش المرأة وانضمت للكثير من العمليات مع رفيقاتها وأثبتت أن المرأة قادرة على استخدام السلاح وأن تكون بجانب الرجل في كل الميادين وتحمي ذاتها. رمت نفسها من أعلى جبل خاكوركي لتصرخ بصرخة الحرية ولتثبت خيانة العدو وشجاعة المرأة الحرة ورفضها الوقوع في أيدي الأعداء.

ليلى قاسم (1953 قرية بانميل – بغداد 13-5-1947):

 انتسبت إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني 1970 وكان لها إيمان عميق بقضية شعبها وكل الشعوب المظلومة وهي التي أحسنت بتوقها للحرية والعدالة رغم صغر سنها، وبزيادة نشاطها وحيويتها زاد قلق السلطات قلقاً وخوفاً من نشاطها فألقي القبض عليها في بغداد باتهامها بأدائها لمهمة نضالية.

وصيتها لأمها: “أنا عروس كردستان، وأريد أن تلقبوني بعروس كردستان وعندما تتسلمون جثتي، لا أريد منكم بكاء وعويل، بل أطلقوا حناجركم بهتافات المجد والخلود”.

فتاة كردية أرادت ان تضيف الى تاريخ المرأة عموماً والكردية على وجه الخصوص صفحات خالدة. نسجتها أنامل عواطفها بكل ما تحمل من مشاعر وأحاسيس، اعتلت منصة الاعدام وتقدمت بكل أناقتها مرفوعة الرأس وتهتف بنشيد EY REQÎB.

محطمة كل الادعاءات التي كانت تنادي: ما نفع البنات؟ وصفعت صراخ كل من كان يدعي أن المرأة ضلع قاصر، أو عقل ناقص، أو خضوع وخنوع، وإن الانسان مرتبط بعقيدته ومبادئه لا يهم إن كان ذكراً او انثى؟ وأكدت بالبرهان القاطع على ان المرأة قادرة على ان تبدع وتثبت ذاتها في أي مجال تشارك فيه.

قدم خير امير:

من عشائر اللورد الكردية من إيران اعلنت الثورة والطغيان على رضا شاه البهلوي الاستبدادي بعد قتل اخيها، انتفضت انتقاماً له حاملة لواء الثورة والتمرد. وعزمت على تحرير شعبها وأرضها من حياة الذل والاضطهاد السائدة عهد ذاك وأرسلت رسالة لشيخ محمود الحفيد عارضة عليه توحيد جهودهما بهدف تخليص الكورد من مظالم واحتلال الاجنبي، وجاء في النص انها تحارب في كردستان إيران وترفض التعسف والاستبداد والخضوع لنير العبودية وان تتحول بلادها إلى لقمة سائغة للأعداء وبمقتل اخيها غدراً، دعت لتوحيد وحداتهما وإمكاناتهما المتاحة في جبهة واحدة من أجل تحرر العراق وإيران ووافق الشيخ على طلبها.

الأميرة زيرينا اميدي:

تعتبر أول امرأة كردية تُشكل حكومة وتأسس جيشاً وتوحد الإمارات الكردية في الشمال والجنوب بالتعاون مع الأمير سبنكي تدافع عن حدود كردستان ببسالة لمواجهة الزحف الاسلامي.

 ياشار خانم:

 برز اسمها في ثورة آرارات 1930إلى جانب أسماء عديدة من البطلات في ثورة آرارات وفي انتفاضة ساسون 1935 -1936برز بين الشعب الكردي اسما البلطتين (زرايا خانم على ورقية خانم) وفي عام 1946 كان للسيدة (مينا خانم) زوجة الشهيد قاضي محمد دور لا يستهان به في ترسيخ بنيان جمهورية مهاباد الديمقراطية وذلك عبر تأسيسها لاتحاد النساء الديمقراطي الكردستاني في مدينة مهاباد وحثها لزميلاتها على نشر الوعي والاطلاع بين النساء الكرديات في عهد الجمهورية الفتية وما بعدها.

روشان بدرخان:

 كان لها دور القوي والفعال بين الاوساط الكردية في دمشق ويعود لها الشهرة ولقب أول امرأة تقرأ وتكتب باللغة الكردية – الابجدية اللاتينية وذلك عبر مجلة “هاوار” وكانت من المؤسسات لجمعية (إحياء الثقافة الكردية في دمشق 1954-1955).

 مارغريت كوركبس:

 البطلة الآشورية التي رافقت ثورة ايلول عام1961ةكان لها صدى وشهرة واسعة وبانضمامها للثورة الكردية مع الكثيرين من الطائفة الأشورية. شكلت وحدة وطنية للأخوة الكوردية والأشورية ضد الطغاة، ولعبت دورا في الحياة الاجتماعية والنضالية والثقافية.

 سكينة جانسيز (1958من مدينة ديرسم، باكور- شمال كردستان):

 اسم يعرف كل منابع شؤون المرأة ونضال الحرية انتقمت لمدينتها العلوية من الذهنية الطورانية الغاشمة لمعرفة هذه المدينة لمجازر مروعة، وهذا ما جعلها أن تكون مع المظلومين والمقهورين والتشبث بفكر الحرية والديمقراطية المستندة على فلسفة حرية المرأة، وتم استهدافها في فرنسا مع رفيقاتها المناضلات.

وهناك الآلاف من النساء كانت لهن بصمتهن في تاريخ المرأة وفي ثورة روجآفا:

 بارين كوباني (1992 – 2018 ):

لقد استشهدت على يد الفصائل المسلحة التابعة للدولة المحتلة التركية 2018 ومن مقولتها: “لم أكن أعرف شيئاً عن عالم السياسة أو النضال العسكري قبل انضمامي إلى وحدات حماية المرأة، لكنني أدركت لاحقاً أن حريتي تبدأ بدفاعي جنباً إلى جنب مع أبناء بلدي على أرضي وعن شعبي ومفاهيم الحرية الديمقراطية التي نسعى إلى تحقيقها في سوريا“.

 آرين ميركان:

 

 

تلك الأسطورة التي ستبقى اسمها على صفحات التاريخ وسيذكر نضالها ومقاومتها وعمليتها الفدائية ضد داعش كرمز للتضحية والفداء، امرأة قدمت كل ما تملك ثمناً لحرية الفرد والمجتمع.

 

 

 

 أفيستا خابور (1998- 2018):

البطولات التي سطروها ابناء وبنات الوطن على مدار 58 يوماً ملاحم بطولية في عفرين ضد طغاة العصر وإرهابيه، ففي الليلة السابعة من المقاومة وبعملية فدائية وتاريخية ارتقت المقاتلة من أرض السلام عفرين إلى سماء الحرية. كانت من صفوف وحدات حماية المرأة وكانت نظرتها مختلفة عن باقي الشابات وقررت أن تعيش حياة حرة.

فالمرأة قادرة اليوم بإصرارها وعزيمتها ومقاومتها وبنضالها وكفاحها على أن تعيد للحياة انبعاثها واستمراريتها وإنعاش القيم والمفاهيم الأخلاقية في المجتمع، وهي مؤمنة بقضايا تحرر المرأة ودورها الفعال في بناء مجتمع ديمقراطي حر، ومؤمنة بأن فرصة بلوغ المجتمع الجوهري والحر يعتمد على حرية المرأة وأن نضال المرأة الحرة يشكل مضمون المساواة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان.