زهرة البنفسج الشرقية – الشاعرة: مرفت شيخ حمادة

كاتبة متواضعة وعفوية لا أجيد الكتابة ببحور الشعر الستة عشر

ولكن أكتب بكل ما يحرك مشاعري ويجعلني أطير حرة في رحاب

عفرين العزيزة

الشاعرة: مرفت شيخ حمادة

 

زهرة البنفسج الشرقية تعبّر عن فتاة

تريد حياةَ تشبه حياة الطيور

تحلّق في فضاءات الإرادة

حياة تشعر فيها بنفسها بطفولتها بشبابها بالحياة التي تطمح أليها

 

 

خاطرة

زهرة البنفسج الشرقية

 

أستقي من العمر أقداراً كالمفارق تنهل من قِدرِ الأيام، تلك التنهدات الطويلة المدى نزعتها من أنفاسي وسط شهيقٍ وزفيره. ثم أنتظر برهةُ لأدع أحجية المطارف وسط خيام الزحام. أقدارنا المبعثرة كأنها تقص حكاية ألف ليلة وليلة، كي يصمت الجلاد ثم تزأر أرواحنا المهمشة زئير الأسود لأنها لا تريد أن تضل الطريق.

بل لم أكن أدرك! بأن الليالي الوردية ستزول وتأتي صباحات هرمة، مؤرقة بسوط جلاد لتلتحف ذلك العمر وتبقى تلك المسافات الماضية وردية. ذكريات وأحلام لتناديني أمي فجأة!

  • استيقظي عندنا ضيوف

أنظر في وجوهم، ملامحهم، حركاتهم…

لقد أتوا ليخفوني خلف الستار…

ولكن ماذا أفعل بصندوق أحلامي؟

قلتُ لها: سأذهب إلى المدرسة

فقالت: لا.. والضيوف؟

  • أمي استقبليهم أنتِ

وركضتُ وهرولت وكأنني سأعود إلى ذلك الماضي الوردي. سأرحل يا أمي. نحو غدي…نحو حلمي…. سأرحل نحوي لأملأ الأجواء ضحكاتي وأقفز بين الجبال والتلال أقطف الأزهار، كالباشق أحلق في ميادين العلا زهرة شرقية…

ثم عدتُ إلى منزلي لتوي بعد انتهاء الدوام الدراسي.

الأجواء داكنة شاحبة، وجه أمي مُحمر كما لو أنه جمرة ملتهبة، هي منزعجة لأنني لم أرحب بالضيوف وأبي يجلس على الكرسي يتمتم خلفها.

الأم: ابنتي لماذا فعلتِ هكذا؟

سمعتُ هذه الكلمات واضطربتُ قليلاً…لا بد من أن أمي جاهزةٌ تماماً، مستعدة للنقاش معي، أمي تريدين ترتيب حياتي نحو عادات بالية.

الأم: أي عادات إنها سنة الحياة

أجبتها والنفور يكاد يشتاط فيني

  • إنني أدرس يا أمي وقريباً سأنهي دراستي وأحقق أحلامي وطموحاتي يا الله هما ذه المشاحنة

كنت أصارع وأفكر مراراً وتكراراً لأجد لها حلاً لم يبدر مني سوى أن نظرتُ في وجه أمي وقلت لها كقرار نهائي.. أنا لا أريد أي زواج سأدرس وانتهى.

نظرت أمي إلى والدي عندها ابتسم والدي وقال: عزيزتي دعي الفتاه وشأنها.

بعد مرور وقت أمضيته بالدراسة كانت الساعة التاسعة صباحاً

وصراخ أمي…

بيلسان انهضي تأخرتِ عن حفل التخرج

  • آه… يا إلهي

نهضتُ مسرعة نحو المغسلة ورشفتُ بعضاً من الماء البارد على وجهي وركضتُ نحو خزانتي وارتديتُ ثوبي المفضل لدي. وفي منتصف الحفلة وأمي وأبي يحدقان بي مبتهجون ومرفوعين الرأس، هذا ما كنتُ أطمح إليه فالإرادة تصنع المستحيلات… يا لسعادتي ونجاحي.

مرفت شيخ حمادة/ مكان وتاريخ الولادة: الثورة ١٩٨٣/١/١مقيمة في مخيم المقاومة بمقاطعة عفرين – الشهباء جراء النزوح القسري من عفرين المحتلة/ تعمل في ديوان وأرشيف لدى هيئة الإدارة المحلية بمقاطعة عفرين – الشهباء/ عضوة لدى اتحاد مثقفي عفرين/