الجنولوجيا والتعريف الصحيح لمفهوم الحياة النِديّة الحرة

 

الجنولوجيا والتعريف الصحيح لمفهوم الحياة النِديّة الحرة

 

بقدر هجوم الذهنية الظلامية

توجد حاجة لتنوير ذهنية المرأة

فالجنولوجيا هي تنوير حقيقة المرأة

بيريفان حسن

 

تمثل المرأة عموداً فقرياً لا يمكن إغفاله في بناء المجتمع. إن تحديد هوية المرأة بشكل صحيح وتحريرها من القيود التي تعيق تقدمها وتطورها أمر ضروري للغاية. يعود التاريخ بنا إلى فترات طويلة حيث تعرضت المرأة للتهميش والظلم الاجتماعي، حيث كانت محدودة في حقوقها ومكانتها. على الرغم من التقديم الهائل الذي شهدته مراحل التاريخ الأولى في هذا الصدد، فإن ثمة حاجة ماسة إلى تحديد هوية المرأة بشكل صحيح وتحريرها بالكامل. حيث يعتبر تعريف هوية المرأة وتحريرها من القيود أمراً حيوياً للمجتمع بأكمله.

المرأة ليست مجرد مخلوق متبع لإرادة الرجل، أو مجرد رمز للجمال والنعمة، بل هي إنسانة بكامل حقوقها وواجباتها. إن تحديد الهوية الصحيحة للمرأة يجب أن يشمل فهمها كفرد مستقل، متسلحاً بحقوقها القانونية والاجتماعية، وليس فقط كشريكة للرجل في الحياة. ينبغي أن يدرك الكل أن قدرة المرأة لا تقتصر على الأعمال التقليدية المتعلقة بالأسرة والمنزل، بل تمتلك قدرات ومواهب تمكنها من التألق في كافة الميادين.

حيث تمثل المرأة جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، وهي تملك قدرات ومواهب تجعلها قادرة على المساهمة بشكل فعال في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. إلا أن الكثير من المجتمعات لا تزال تعاني من تشويه الصورة الحقيقية للمرأة، حيث يعتبرها البعض مجرد كائن ثانوي يجب أن يخضع لإرادة الرجل أو يتبع أدواراً محددة مسبقاً دون اعتبار الأهمية لقدراتها ومواهبها.

تعد عملية تحديد الهوية الحقيقية للمرأة مهمة لإعطائها الاعتراف الذي تستحقه كشريكة في بناء المجتمع. يجب أن يكون التعريف الصحيح للمرأة يشمل فهمها كشخص مستقل بحقوقها ومسؤولياتها وليس كمجرد مرافقة للرجل او كأداة للخدمة.

تعاني العديد من النساء حول العالم من الظلم والقيود التي تفرض عليهن بسبب جنسهن. تتمثل هذه القيود في العديد من الأشكال، بما في ذلك القيود القانونية والقيود الاجتماعية والتمييز والعنف وغيرها الكثير. لذلك فإن قضية تحرير المرأة تظل من أهم القضايا التي ينبغي التركيز عليها لضمان تحقيق المساواة والعدالة والحرية. وعن طريقها نستطيع أن نحل كل القضايا لأن قضية المرأة تعتبر أم القضايا وأهمها. إن نجاح أي مجتمع مرتبط بنجاح المرأة وإدراك قيمة المرأة ودورها الأساسي في بناء مستقبل مزهر. وأيضاً قضية تحرير المرأة ليست مسؤولية فردية بل هي مسؤولية جماعية ويجب على الجميع المساهمة فيها.

إن تقييم القائد عبد الله أوجلان الذي حلل في الكثير من كرّاساته حيث قال: “المرأة تشكل الجزء الأوسع من الطبيعة الاجتماعية من جميع النواحي. حينها، لِما لا يكون لهذا الجزء من الطبيعة الاجتماعية موضوعاً للعلم؟” من هذا المبدئ فإن إبقاء طبيعة المرأة في الظلمة سيبقى كامل الطبيعة الاجتماعية بلا تنوير. لذلك إن التنوير الحقيقي والواسع للطبيعة الاجتماعية ممكن فقط بالتنوير الواسع والحقيقي لطبيعة المرأة. قبل كل شي فالجنولوجيا هي تنوير حقيقة المرأة. فحقيقة المرأة هي ميدان تم تعتيمها كثيراً وإبقاؤها في الظلمة. ولتنوير هذا الميدان فإن الأضواء الخافتة المجزأة والمشتتة لا تكفي أمام استمرارية وإصرار الظلام المنظم المفروض على حقيقة المرأة.

وبقدر هجوم هذا الظلام توجد حاجة لتنوير المرأة لإخراجها من هذا الظلام. في القرن الحادي والعشرين، لمواجهة الظلام الذي يتم فرضه على المرأة والتعتيم حول هوية المرأة وحياتها توجد الحاجة لنور وإشراقة ذهنية. لذلك يجب أن يتم التعريف الصحيح للمرأة، وهذا التعريف سوف يتم عبر نهج الجنولوجيا. لأن الجنولوجيا هي علم المرأة وعلم تحرير المرأة.

التعريف الصحيح للمرأة

عندما نعطي التعريف الصحيح للمرأة ولقضية المرأة فوقتها نستطيع أن نُعرف المجتمع بأكمله. لأن المرأة هي المجتمع بأكمله. لذلك قضية المرأة ذات أهمية كبيرة وهي أم كل القضايا. فكيف يمكننا القول بأننا سوف نحل قضية معينة ولا زلنا لم نجد الحل لأم القضايا ألا وهي “قضية المرأة”.

لذلك يجب علينا أن نسعى بكل جهدنا لكي نعرف المرأة بالشكل الصحيح من دون ذلك لا نستطيع أن نصل إلى الهدف الذي نريده. منذ آلاف السنين والمرأة مبتعدة عن ذاتها الحرة ولم تُعرف طبيعتها. كل من عَرف المرأة أيضاً عرفها بشكل خاطئ أو عرفها حسب نظامه وذهنيته. لذلك نرى بأن المرأة قد اغتُربت عن تاريخها وحاضرها ومستقبلها. لأن من ليس لديه تاريخ صحيح لا يكون لديه حاضر ومستقبل صحيح أيضاً.

لذلك قبل كل شي وأول وأهم خطة يجب أن نبدأ بها هي الرجوع إلى الذات والتعريف الصحيح لحقيقة المرأة. لأننا إذا لم نرجع إلى ذاتنا الحرة فإننا لا نستطيع أن نُعرف أنفسنا أيضاً. لكي نعرف أنفسنا يجب أن نرجع إلى تاريخنا ونبحث في خفايا وجودنا. بذلك نستطيع أن نحقق ذاتنا ونصل إلى جوهرنا. المسار الصحيح الذي سوف يودينا إلى ذاتنا هي الجنولوجيا. لأن الجنولوجيا هي علم المرأة وعلم الحياة وعلم الحياة التشاركية وعلم الوجود وعلم الرجوع إلى جوهر الذات. بنهج الجنولوجيا نستطيع أن نحقق العودة إلى ذاتنا الحقيقي الذي لم يتم كتابته بقلم المرأة بعد. ونُعرف أنفسنا، وبتعريف أنفسنا، نستطيع الوصول إلى تعريف صحيح للرجل وللمجتمع أيضاً.

لماذا الحياة النِدّيِة الحرة أو الحياة التشاركية؟

الحياة، طبيعة المجتمع، الكون متناقض. أحد وجوه هذه التناقضات هي المرأة والوجه الآخر هو الرجل. إذا بقي هذان الوجهان واستمرا بعلاقة ذو معنى، على أساس الحرية، متساوية وخلاّقة، فستسير وتستمر الطبيعة الاجتماعية بطريقة صحيحة. لكن إذا استمر هذان الوجهان بحجج مختلفة ومتنوعة يحاولان إنكار بعضهما الآخر كما فعلو منذ آلاف السنين، بعداوة بعضهم، والاغتراب والابتعاد عن بعضهما مما سيجعل الطبيعة الاجتماعية تعاني دائماً من الأزمات والكوارث والموت أيضاً.

طبيعة المرأة والرجل التي تكملان بعضهما البعض، بجب أن ترجع إلى جوهرها لأننا نرى بأن المرأة والرجل مغتربان عن ذاتهما ويعيشان على أساس إنكار بعضهم البعض. لذلك؛ نرى اليوم بأن جميع المشاكل التي تحدث في المجتمع هي نتيجة هذه الخلافات والاغتراب التي يعيشها كلا الجنسين.

الحياة النِدّية الحرة؛ هي أول خطوة تاريخية لتوجيه المجتمع البشري نحو درب الحياة الصحيحة. إحدى تحريفات علم الاجتماع هي بناء الحياة على أساس الاقتصاد – الدولة، لكن النظرة السليمة هي رؤية الاقتصاد – الدولة وكافة مجالات الحياة وسيلة للوصول للحياة النِديّة الحرة.

إن العلاقة بين الجنسين هشّة ولا يمكن العيش معها، ولا تترك أمام البشرية سوى خيارين، إما الاستمرار في الوضع الحالي أو القيام بانطلاقات جديدة وتحمل الجماليات والأخلاق مع نهج الحياة النِديّة الحرة.

عند النظر إلى الوضع الحالي نعلم بأن هناك حاجة ماسة إلى مصطلحِ الحياة النِديّة الحرة، والاشتراكية لن تبنى إلا على أرضية الحياة الحرة مع المرأة. طبعاً وبلا شك لا يمكن تحقيق تلك الحياة من دون القضاء على حياة الجنسوية الاجتماعية، ورفض المُلكية المفروضة على المرأة، إضافة إلى التخلي عن النظر للمرأة كأداة استمرار النسل والعاطلة عن العمل. طبعاً ننبه هنا بأن بناء الشراكة الحرة مع (المرأة – الحياة)، لا يتحقق بين شخصين فقط، بل بمشاركة الجميع في خطو خطوات لازمة لأجل بناء المجتمع الديمقراطي، من خلال الوصول إلى مستوى الحرية في الحياة النِديّة الحرة.

العلاقة المتحررة ذهنياً

نمط العلاقة بين الرجل والمرأة في الحياة النِديةّ الحرة لابد أن تتميز بمستوى عالي علمياً وفنياً وفلسفياً. أما النظر إلى الحياة النِديّة على أنها علاقة بين شخصين فقط، فهو خطأ، فعيش الحياة النِديّة لا تتجسد في العلاقات بين الجنسين أو وضعها في ذاك المستوى، بل حياة تعاش بقوة المعنى والجمالية العليا والأخلاق النبيلة. أما أشكال الزواج والعلاقات الحالية في كنف المدنية هي إنكار للكونية والجماعية.

على المرأة الاستيعاب أن هدف الحداثة الرأسمالية هي استعباد المرأة، سواء بالأساليب القاسية كقوة المال والسلطة، أو بالأساليب المرنة كالفنون والأدب، وإما بوعود العشق التي لا تنتهي. كلها أساليب لكي تبعد المرأة عن وجهتها التي تطمح للحرية.

بالأخص عن طريق العشق والحياة الخيالية التي توعدها بها كما يسميها القائد عبد الله أوجلان ” مثل الدخول إلى قفص النمر” أي أن القفص الزوجي الموعودة بِها هو قفص “النمر الجائع”. هذا بالنسبة للمرأة والرجل أيضاً. فكما أن المرأة تدخل قفص النمر الذكر فإن الرجل أيضاً يدخل قفص النمرة الأنثى.

لذلك على كلا الجنسين أن يعرفا هذه الأمور وبهذا الشكل يتقدمان إلى هذه الخطوة. لأنه كما حل الكثير من التغييرات على الرجل فقد حلت على المرأة أيضاً. لذلك القفص يكون لكلا الجنسين. يجب التعمق والتفكير جيداً في هذا القفص قبل الدخول إليه.

وطبعاً على الرجل أن يعلم أن نضال الرجل الحر ضروري بقدر نضال المرأة الحرة في سبيل ترسيخ الحياة النِديّة الحرة، فالرجولة الحرة غير ممكنة إلا بتخطي شخصية الرجل المستعبد على يد المجتمع الرجولي الحاكم، فالولد لا يولد رجولياً وإنما يصبح رجلاً سلطوياً ومتحكماً، ولذلك بمقدوره أن يصبح رجلاً حراً، لذلك لا يمكن تحقيق المجتمع الحر والاشتراكي في وجه ثقافة الاغتصاب إلا من خلال الشخصيات المفعمة بالفلسفة والعلم والأخلاقيات والجماليات، فالشراكة النِديّة الحرة ستخلق معها الجمال والمساواة والحرية للفرد والمجتمع.

لدى رصدنا للحياة المعاشة حالياً نصل لهذه النتيجة ” إن البشرية عاشت كل شيء باسم الحياة ماعدا الحياة ذاتها، كل ما هو متطور على درب الحياة ليس سوى خيانة للحياة “. إن العشق يعني الحظي بوطن حر واكتساب الهوية المفقودة، أي الوصول إلى حياة حرة حينئذ ستتوج جميع مساعي الإنسانية في الوصول للحقيقة المطلقة بالنجاح.  إن الحياة النِديّة الحرة تعني السير بفانوس الحقيقة للوصول إلى الطبيعة والرجوع إلى ثقافة الإلهة – الأم. عن طريق الكفاح الذي تعلمناه من النساء المكافحات، ومن خلالهن نستطيع أن ننير دربنا ونصل إلى أهدافنا.

العلاقة الصحيحة بين المرأة والرجل

 في كل أرجاء العالم، إذا قمنا بتقييم قصير في مجال علاقات المرأة والرجل بالعموم فهي مشكلة كبيرة وستوصل إلى نفس النتيجة في كل الأماكن. فإن بناء أساس حياة ذات معنى، هي حياة حرة وديمقراطية وهو مرتبط بالحصول على الذهنية والأخلاق والثقافة والحصول على هذا مرتبط بالتفكير في عمق هذه المشكلة وبمستوى وجود المجتمع وتأثيره على الحياة.

من الواضح بأن العلوم الاجتماعية الحالية لا تستطيع أن تحلل هذه المشكلة ولا أن تجد لها حلاً. على كل رجل وامرأة يقولان: “بأننا نمشي على درب الحرية” عليهما أن يكونا مسؤولان عن حل هذه القضية وأن يبنيا أنفسهما بالعلم والفلسفة والأخلاق. بهذا الشكل نستطيع أن نقدم تحليلات صحيحة ونسير على درب الحرية.

الرجل الذي لا يستطيع أن يرى المرأة كإنسانة، كصديقة، كزوجة، وكشريكة حياة الروح، لن يكون هو أيضاً يمثل العيش كإنسان حقيقي. بسبب السلطة وثقافة العصر الذكوري وبتأثير القمع والتحكم اللامحدود، فهو يرى المرأة كضلعه القاصر، مستعمرتُه، عشيقتُه ومُلكه. فهو يرى المرأة كشيء جامد لتلبية كافة رغباته. مع هذه الذهنية الفوقية وعندما يزداد فرض مفهوم العادات والتقاليد البالية أيضاً، فإن المرأة أمام خصوصيات الرجل، والرجل أمام خصوصيات المرأة المنشئة في هذا النظام، يصبح كل منهما صياداً للآخر.

هذه الحقيقة بالطبيعة الحية أيضاً تُعاش معها كوارث بيئية أيضاً. تفاقم مشاكل المرأة والرجل التي تمثل الحياة الحية، فهي تضرب مباشرة الحياة الحية. الحياة التشاركية التي لا يتم فهمها وتعريفها جيداً على حقيقتها فلا يمكن معرفتها ولا العيش بها، بل وفي كل تفصيل منها تصبح بلاءً ووباءً على الحياة. نرى بأم أعيننا بأن القوة الاستعمارية تضرب الحياة عن طريق كسر المرأة والرجل. علاقة المرأة والرجل التي يُحكى عنها بهذا القدر، فهي فاقدة لمعناها، لا يمكنه بدونها ولا بها، أي أنها على حافة الهاوية. لذلك نقول، إن الحياة التشاركية قد تم ضربها، وإخراجها من مسارها.

 دور علم المرأة “الجنولوجيا”

نحن قيّمنا الحياة التشاركية الحرة بشكل مختصر. لكي نصل إلى سؤال لماذا على علم المرأة الجنولوجيا أن تقوم بتعريف صحيح للحياة التشاركية النِديّةِ ولماذا عليها أن تجدد حلولا لهذا الميدان؟

فالجواب؛ إن الجنولوجيا تعمل لاكتساب النظرة الفلسفية – العلمية والفنية التي هي حاجة الحياة التشاركية. أحد الأهداف الأساسية للجنولوجيا هي إزالة فرض الجاهلية العمياء على الحياة التشاركية. هذه الجاهلية اليوم تضرب في مركز الحياة الاجتماعية. مثلما لا تكفي إبادة الدولة، فكل يوم بيد الرجل تحصل إبادات المرأة وقد وصل المجتمع إلى مستوى لا يطاق ويتجاوز من داخله مستوى الإبادة. عبر التاريخ ولوقت طويل قد تم إثبات أن الحياة التشاركية لا تُبيد المجتمع، بالعكس هي القوة التي تبني المجتمع وتكبره وتجعله منتجاً. ولكن إذا نظرنا إلى واقعنا نرى بأن الحياة الاجتماعية لا تسير في طريقها الطبيعي.

الجنولوجيا هي مستوى الاستيعاب والفهم والميراث الذي يجب أن يكسبه كل إنسان. علم المرأة الذي هو هدفنا، هو قبل كل شيء سيكون حياتياً بإدراك وإكساب طبيعة المرأة والرجل معنييهما في نظرية الحياة التشاركية الحرة. وهذا الميدان هو ميدان أساسي للجنولوجيا.

الجنولوجيا تقوم بتطوير هذا الميدان ضمن الكثير من ثقافات الشعوب، تبحث في علاقات المرأة والرجل وتستكشفها برقة وشفافية كبيرة جداً. التوحش الذي يفرضه نظام الرأسمالية على الحياة اليومية هي ليست من حقيقة الطبيعة الاجتماعية. في العديد من ثقافات الشعوب ومهما يكون منسياً وتأثيرها يكون قد نقص في يومنا هذا، لكن هناك الكثير من العلاقات التشاركية ضمن التقاليد المتجذرة التي نستطيع الاستفادة منها واستخلاص الدروس المهمة منها.

فإن الجنولوجيا؛ لكي تعيد للحياة معناها وتعيد للعلاقات قيمتها الأساسية وعلى أساس الحرية والعدالة والمساواة تناضل وتقدم الكثير من الدورات التدريبية والتوعوية العميقة المستوى في كافة الساحات. وأيضاً تعيد علاقة المرأة والرجل على أساس الحب الأفلاطوني.

وكما تم شرحه كالتالي؛ “معنى الحب الأفلاطوني هو عندما يكون للرجل والمرأة علاقة تقوم على الصداقة البحتة، دون تدخل جنسي، أي أنها علاقة لا يوجد فيها جاذبية جنسية من أي جانب، ولا توقعات بالمعنى الرومانسي أو الغيرة أو المطالب أو التعقيدات التي يمكن أن تأتي أحيانًا مع علاقات الحب العاطفية، وهي علاقة قائمة على الصدق والدعم وفيها الخصائص الطبيعية الهامة للصداقة الجيدة، فقط مع الجنس الآخر، كما أنه لا يوجد ضغط فيها لأنه لا يوجد لدى أي شخص أي نوايا جسدية أو جنسية، وبدلاً من ذلك يشعر الطرفان بالقدرة على التحدث عن علاقات الحب الخاصة بهما مع بعضهما البعض، وربما يحصلان على نصيحة جيدة من شخص من نفس الجنس” لأنه فقط عن طريق الحب الأفلاطوني، نستطيع أن نسير على درب الحياة النِديّةِ الحرة. هذا العشق الخالي من المصالح الشخصية والأنانية هو الذي يعيد ارتباطنا بطبيعة الحياة المجتمعية.

الحياة النِديِّةِ التشاركية

لذلك نقول؛ بأن للجنولوجيا دوراً ريادياً في تعريف وإعطاء المعنى الصحيح للحياة النِديِّةِ التشاركية في جميع نواحيها. من السياسة إلى العلم، ومن الدين إلى الفلسفة، وكل النواحي يجب أن تعمل من أجل الحياة النِديِّةِ وتدخل في خدمتها.

هدف الجنولوجيا هو إرجاع الحياة النِديِّةِ إلى جوهرها الأساسي وإدخالها في جميع ميادين الحياة. لأن الجنولوجيا هو علم الحياة النِديِّةِ أيضاً. لذلك إنشاء هذه الحياة والعودة إلى معنى الحياة الحرة هو واجب علينا جميعاً. لكي نعيش بحرية ومساواة وأمان يجب أن نطفئ على حياتنا المعنى والجمالية والأخلاق ونعلم لماذا ومن أجل ماذا نعيش؟

بنهج الجنولوجيا والأمة الديمقراطية نستطيع أن نحقق مبتغانا في الحياة. عن طريق المرأة الحرة والرجل الحر نستطيع أن نؤمن مجتمع حر – أخلاقي وجميل ونطفي المعنى على كل الميادين في الحياة. إن تحقيق الحياة النِديِّةِ الحرة يعزز العدالة والسلام والمساواة والازدهار في المجتمعات ويساهم في بناء عالم أفضل للجميع.