حرب الشعب الثورية إرادة تحررية شعبية لأجل الوجود

حرب الشعب الثورية إرادة تحررية شعبية لأجل الوجود

هيئة التحرير

الشعوب المتمسكة بمبادئها الوطنية تكون بتلك القدرة على حماية قيمها المجتمعية. المقاومة لا تنحصر في المسيرات والانتفاضات السلمية والديمقراطية فقط، بل تتجاوز هذه الأطر، هي أوسع من ذلك. على ذاك الشعب أو الشعوب الموجودة والمتعايشة سلمياً وثقافياً معاً أن تناضل وتكافح في سبيل حماية وجودها. فممارسة حرب الشعب الثورية هي من الضروريات الأكثر أهمية في هذه المرحلة.

العدد العاشر حافل بوضع رؤية المرأة للحرب الشعبية الثورية وكيفية طرح دورها الريادي والقيادي والطليعي والتنظيمي والاجتماعي كبصمة نجاح وانتصار للمرحلة. محور العدد العاشر يفرض علينا الكثير من المسؤوليات الحاسمة. هذا المنعطف التاريخي والذي يُظهر الأقنعة السوداء للكثير من القوى المحتلة والسلطوية من المهم فهمها واتخاذ التدابير اللازمة في مواجهة الكثير من التعديات البعيدة عن الحقوق الإنسانية.

أثبت التاريخ وعلى مر الكثير من الثورات التحررية بأنه ما من شعبٍ تحرر بدون مقاومة وحماية وحرب شعبية عارمة. الشعوب الضعيفة تنظيمياً وأيديولوجياً وسياسياً وجماهيرياً لن يكون لوجودها معنى. وصلت المرحلة الراهنة لتلك القناعة بأنه من الممكن أن تباد الشعوب ما لم تقاوم وتحارب لأجل وجودها ووطنها وقيمها.

فالحماية والدفاع الذاتي والجوهري من أكثر المهمات المصيرية. قبل كل شيء يتطلب من المرأة المثقفة والواعية والمدركة لخطورة الإبادات الثقافية، بأن يكون لها الدور البارز في طرح مفاهيم الحماية والدفاع بكل ما أوتيت من قواها الفكرية والمجتمعية.

العدد العاشر يطرح مرة أخرى الطاولة المستديرة والمحاورة على المواضيع المصيرية. على الأدباء والأديبات وكافة النخب الريادية للمجتمع بأن يوجهوا كافة قواهم إلى إيصال المجتمع ومن كافة التنوعات الثقافية والفكرية نحو التكاتف والاتحاد في قضية الحماية، وهنا نعني بالحماية المجتمعية لكافة أبناء البشرية. من خلال الحروب الموجودة يتأذى كافة الأفراد والشعوب والأقوام والبلدان. القضية لا تنحصر في إبادة شعب ما أو قومية ما، الحروب اليوم هي كارثة مروعة على كافة مبادئ وقيم المجتمعات. للمرأة المثقفة الدور البارز في أن تكون القيادية والريادية والطليعية في رفع مستوى الدفاع والحماية الشاملة.

نرى وأمام العيان الأمهات الفلسطينيات، والكرديات والأفغانيات والهنديات، كيف أنهن يحاربن ويطالبن بحقوقهن المشروعة في التعايش ضمن حياة مسالمة وديمقراطية وحرية تحوي وجود المرأة – الأم.

هذا العدد غنيّ بكافة التفرعات القيّمة؛ نتمنى أن يكون محور العدد العاشر “حرب الشعب الثورية” وسيلة يقظة تاريخية وبداية تشكيل قوة دفاعية جوهرية لكافة الشعوب. كما للوردة أشواكٌ تحميها، فالمرحلة تفرض على المجتمعات بأن تكون لديها الآلاف من الأشواك كي تحمي وجودها الإنساني والمجتمعي.