أهداف واستراتيجية حرب الشعب الثورية – أفاشين مستو

أهداف واستراتيجية حرب الشعب الثورية

 “المرأة في حرب الشعب الثورية

هي أساس الإرادة ووحدة الشعب

وللمرأة الدور الأهم في دعم الثورة وتوحيد الشعوب

ففي ثقافتها وأسلوب حياتها تعمل على توحيد من حولها”

 

 

أفاشين مستو  

 

عندما نريد التحدث عن “حرب الشعب الثورية” لابد لنا من اتخاذ المسار والخيار الذي اتخذهُ الشعب الكردستاني أساساً له، معتمداً على فكر وفلسفة المفكر عبد الله أوجلان، فمنذ بداية التأسيس والقيام بالنضال السياسي والاجتماعي الثوري بين كافة فئات المجتمع، وحتى الوصول إلى تكوين وتشكيل منظومة المجتمع الكردستاني KCK.

ففي البداية لابد لنا من تعريف الكثير من المفردات والمصطلحات الأساسية التي نستخدمها في حياتنا اليومية والاجتماعية.

الحرب؛ تعرفيها كمصطلح؛ هو نزاع مسلح بين دولتين أو حكومتين أو قوتين أكثر من كيانات الغير منسجمة، حيث الهدف منها هو إعادة تنظيم تلك القوى وحسب مصالحهم.

الشعب؛ فهو مصطلح في علم الاجتماع والسياسة يشير إلى مجموعة من الأفراد والجماعات وأقوام متعددة يعيشون بين التنوع الثقافي والعادات والتقاليد المختلفة ضمن المجتمع، وعلى بقعة واحدة حيث تحتضن الكثير من القوميات والإثنيات والمذاهب والطوائف وتعدد الأديان والشعوب.

الثورة؛ هي الحركة السياسية في بلد ما حيث يحاول الشعب المطالبة بحقوقه المشروعة والتخلص من ترسبات السلطوية والمفاهيم المركزية الحاكمة على الشعب.

فمن هنا تأتي أهمية تعريف مفهوم “حرب الشعب الثورية”، فهدفها الأساسي هي حماية كينونة المجتمع والحصول على حريته وإنشاء نظام إدارة الشعب نفسه بنفسه بمعنى الاعتماد على ذاته في كافة المجالات. فحرب الشعب الثورية أخذت مجراها وأساسها منذ بدايتها بالظهور بفكر وفلسفة المفكر عبد الله أوجلان الذي أسس الحركة التحررية الوطنية الكردستانية على عدة استراتيجيات.

فمن أهم الاستراتيجيات وخاصة في أعوام ما بين 1973 – 1984 والتطورات التي حدثت مهمة جداً. فقد حلل المفكر عبد الله أوجلان في الكثير من تقييماته وكراساته لتلك المرحلة حيث قال: “يجب أن نعرف وجود الكرد في التاريخ وأن كردستان تحت الاستعمار“. لذلك في 15 آب عام 1984 العملية التي قام بها الشهيد عگيد “معصوم قورقماز” أثبتت قوة وجود الشعب الكردي ونضاله لأجل كافة الشعوب.

النظرة التاريخية

ظهر مفهوم حرب الشعب الثورية منذ القرن التاسع العشر في الصين وعُرفت على إنها حرب طويلة الأمد والاستراتيجية العسكرية تعتمد في أساسها على الدعم الشعبي للقوات المسلحة الشعبية والتي تعمل وفق النظرية الثورية، حيث تندمج المقاومة المسلحة – الكفاح المسلح مع جميع شرائح المجتمع وجوهرها يكمن في الدفاع عن قيم المجتمع والشعب وبكافة فئاته ضد كل أشكال الاحتلال والظلم والاستبداد، وأيضاً للمرأة الدور البارز في تطور حرب الشعب الثورية، وتوحيد إرادة الشعب. فللمرأة الدور الأهم في دعم الثورة وبكافة مراحلها، ليست من الناحية الدفاعية فقط، بل من جميع النواحي للمرأة إرادة حرة وقوة مجتمعية.

الحرب الكردستانية

ففي البداية لم نكن نشك بضرورة حرب الشعب الثورية، فقط كانت القوى الحاكمة على كردستان تقليدية بقدر مزاعمها في الاستناد على الحداثة، فكان لابد من البحث عن وسائل القوة والمقاومة لدى الشعب المعاصر، وكانت التجربتان الثوريتان للثورة الفيتنامية والإفريقية بصورة خاصة من أكثر الأمثلة المدروسة، وأيضاً كان هناك عدد كبير من الأمثلة التي تؤكد صحة نظرية التحرر الوطني أساساً من أجل القيام بالثورة الكردستانية التي كانت مستعمرة من قبل الكثير من العدوان والمحتلين.

لذلك كانت “حرب الشعب الثورية” تتصدر مواضيع البحث فكانت نظرية المفكر الأممي عبد الله أوجلان هي أنه بإمكان حرب الشعب الثورية انتزاع المبادرة الثورية لخطو الخطوة التاريخية في أوساط الصِدام الموجود، وإنها بسهولة قادرة على إنقاذ الشعب من الحكم المستبد الموجود والتوجيه نحو السير في مسيرة النضال والحرية.

استراتيجية حرب الشعب الثورية

فحرب الشعب الثورية تُشكل الاستراتيجية الوحيدة الصائبة في الحل لكافة القضايا، لذلك في حال عدم تطور الحل وفق السياسة الديمقراطية فمن الضرورة خوض تجربة “استراتيجية حرب الشعب الثورية” كوسيلة أساسية لكسب الهوية ونيل الحرية، وبإمكانية إنجاز الحل بالسياسة الديمقراطية والشرط الوحيد الذي يتوجب تحقيق ذلك هو قيام الدول المحتلة على كردستان كـ تركية وسوريا وإيران (القوى النافذة في السلطة) بإعداد الجرأة والإرادة في صياغة الحل على الصعيد السياسي وإلا فما سيجرى هي ممارسة حرب الشعب الثورية التي هي أرقى المستويات. تلك الممارسة إذ لا يمكن تصور فشلها أبداً، فحرب الشعب الثورية التي أثبتت جدارتها في الماضي لدى اختبارها بأبسط التكتيكات في إحراز النتائج المرجوة بعد هذا الزخم المتراكم من التجارب. فحرب الشعب الثورية هي حرب طويلة الأمد وتهيئتها للعيش المشترك المفعم بالمساواة والحرية مع الشعوب المجاورة.

أهداف حرب الشعب الثورية

حرب الشعب الثورية هي ضمان مكتسبات الشعب وتعتمد على الاستراتيجية العسكرية الطويلة الأمد، لذلك هذا النوع من الحرب لا تعتمد على حرب القتال وجهاً لوجه (حرب الجبهات) فقط، بل تعتمد على طرق وأساليب متعددة وهذه الحرب ليست فقط حرب بين جيشين يتقاتلان وجهاً لوجه بل هي حرب متعددة الأساليب والطرقات.

تأتي أولاً بالاعتماد على الذات وفهم مفهوم الوطنية وماذا تعني الأرض والتشبث بالأرض وحماية مبادئها ووطنها هي الواجب الأول والأخير والدفاع عن الشعب بكل قواته وبعد ذلك يتم تنظيم الشعب وترتيبه على عدة أمور من الناحية العلمية والعسكرية وإضافة إلى التعمق بالفكر ومفهوم الوطنية والتمسك بالأرض والحفاظ على وجودهم في مواجهة العدوان.

وأيضاً إنشاء النظام المجتمعي الديمقراطي على أساس منظومة المجتمع الديمقراطي KCK العقل الذي يدير وينظم المجتمع، بدءاً من الكومينات الذي يُنظم الحارات والقرى والمدن ووصولاً إلى المجالس والمقاطعات التي تأخذ القرارات المجتمعية والمطالبة بحقوقهم المشروعة في ممارسة حياتهم الاجتماعية بأكمل وجه.

وأيضاً للمرأة والشبيبة دوراً أساسي في هيكلية تنظيم المجتمع وتصعيد النضال فبقدر ما يكون المجتمع منظم بقدره يكون المجتمع تابع للإدارة الديمقراطية. فيقول القائد في هذا الصدد؛ “المجتمع المنظم هو كل شيء والمرأة والشبيبة هم أساس المجتمع وإنجاحه”. يعنى إنجاح النهج الثالث، فحرب الشعب الثورية أيضاً ترتكز على الاقتصاد والحقوق والصحة والدبلوماسية فلا بد في أي بلد كان وجود الدبلوماسية للنقاش والحصول على حق وحقوق المجتمع من خلال الدبلوماسية.

فالقائد يقول: “الدبلوماسية السليمة هي صدقك وإيمانك بنفسك وبشعبك وبجيشك”. فهذا هو الإيمان بحرب الشعب الثورية بأن تكون مؤمناً بشعبك وبنفسك وتكاتفهم في كل المراحل والظروف الثورية. وأيضاً الحوارات الديمقراطية تستطيع أن تكون الحل للقضية الكردية، فلا بد من وجود المقاييس الأخلاقية والثقافة واللغة. فالحرب لمدة زمنية طويلة كانت من أجل إنكار لغتنا وثقافتنا ولكن بتنظيمنا واعتمادنا على النظام الديمقراطي هو وجود هويتنا ولغتنا لكي نتدرب ونتعلمها ونحمي ثقافتنا.

حرب الشعب الثورية تهدف إلى تكاتف الشعوب والوقوف إلى جانب قوات الحماية وتقوم بحماية مناطقها وتنظيم الشعب بين الكومينات والمؤسسات الخدمية بين كل فرد ومجموعة وأسرة ومؤسسة تستطيع المحاربة مع القوات العسكرية بمهنته وبأسلوبه وبأن “واجب الدفاع الذاتي” مفروضا على الجميع، وإن الخدمة بسيطة تخدم الوطن وقواتنا بأن نوقف جنباً إلى جنب ونتكاتف، والتكاتف هو الحل الوحيد لانتصار حرب الشعب الثورية.

البنود الأساسية في حرب الشعب الثورية

تطبيق حرب الشعب الثورية على أرض الواقع لا بد من الارتكاز على أربعة بنود أساسية وهي:

1 – القوة العسكرية المتخصصة والمتدربة.

2 – الشعب المنظم.

4 – الحماية الجوهرية (أي الشعب الذي في النهار يكون عامل مدني في عمله وفي الليل أن يكون حارس وحامي لبيته ووطنه وأن يكون سنداً لجيشه).

5 – المدن (الحرب في المدن الكبيرة استراتيجيتها تعادل نسبة النجاح الكبير في حرب الشعب الثورية مع تنظيم المجتمع بمكوناته الموجودة).

تجربة ثورة 19 تموز

فخير مثال على ذلك في حرب الشعب الثورية في روجآفا، بدأت من ثورة 19 تموز عام 2012 فقد اندلعت شرارتها الأولى من مدينة المقاومة كوباني وانتشرت في كافة مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.

فبمقاومة الشعب في عام 2012 تم إخراج مؤسسات السلطة الحاكمة والواحدة، التي كانت حاكمة منذ سنوات فالسلطة الحاكمة (نظام البعث) الذي كان يسيطر على المنطقة وينظم نفسه على أساس إنكار الهوية والثقافة واللغة الكردية، فالمنطقة كانت تعيش بهذه الظروف ولكن تكاتف الشعب جنباً إلى جنب مع القوة العسكرية للنضال في استراتيجية حرب الشعب الثورية استطاعت هزم هذه القوة السلطوية وإخراجهم من المنطقة.

فالشعلة التي اشتعلت في “تونس” أنارت في سوريا فالبعض قاموا بتسميتها بـ “الربيع العربي” ولكن رفيق المرأة عبد الله أوجلان قدم تحليلاته وتقييماته التاريخية وأسماها بـ “ربيع الشعوب”. فالحقيقة هي نفسها بإنها مروراً من تونس إلى مصر وليبيا ووصولاً إلى سوريا كان هدف الدول المهيمنة هي القضاء على النظام الحالي واستبداله بنظام يتكاتف مع سلطته حيث لم يكن في حسبانهم شيء آخر، فالدولة التركية استغلت الوضع الراهن والفوضى العارمة في سوريا. من أجل أن تأخذ مكانة في التغييرات التي تندرج على الشعب في سوريا وبالأخص الشعب الكردي وأن تكون صاحبة الحق وأن تضع سوريا تحت سلطتها وسيطرتها فلذلك قبل إن تدخلت ووضعت نفسها ضمن الميدان، فجبهة النصرة وداعش نشأت بيد الدولة التركية لكي تسيطر على سوريا وثورة روجآفا.

لذلك فحركة الحرية ونضال الشعب في روجآفا باستراتيجية حرب الشعب الثورية غير مسار الشعب والعالم بأسره بأنه بهذه الاستراتيجية تم إفشال تنظيم داعش التي لم تتمكن أي دولة من إفشاله، وأن يكون الربيع العربي هو ربيع الشعوب للخلاص من السلطة الحاكمة واستبداله بنظام ديمقراطي يسوده العدل والمساواة والحرية والتوافق الاجتماعي. ففي بداية الثورة لم يكن هناك قوة متخصصة، فالشعب بأكمله انضم إلى الحرب من نساء ورجال والفئة الشابة اللواتي حاربن جنباً إلى جنب لضمان حرية الشعب لذلك سميت بـ حرب الشعب الثورية.

ففي هذه الحرب والنضال في إقليم شمال وشرق سوريا كل من قوات YPG-YPJ-QSD كان له دوراً ريادياً في حماية الوطن وتحريره وبشكل خاص، ولعبت المرأة دورها الريادي في صفوف الـ YPJ كانت الساطر الأول في الصفوف الأولى في الحرب ضد العدوان وبعزيمتها وإرادتها على تجييشها وقوة إرادتها استطاعت هزم العدوان.

فالقوة والإرادة الحرة التي صبغت بروح المرأة في قوات حماية المرأة YPJ لعبتها في الحرب الثورية كانت مستوحات من روح وإرادة المرأة المناضلة في تاريخ الحزب التي أخذتها أساساً من عزيمة شخصيات مثل: الشهيدة ساكينة جانسيز في بداية الحركة، والشهيدة زيلان – زينب كناجي التي قامت بالعملية الفدائية وبيريتان التي بنضالها وبمقاومتها استطاعت تجييش المرأة ضمن صفوف الحركة.

المرأة المناضلة ساكينة جانسيز كانت من إحدى العضوات المؤسسات لحزب العمال الكردستاني، فقط كانت صاحبة فكرة تشكيل الوحدات النسائية وتنظيمهن، وكانت على إيمان كامل بأن المرأة تستطيع أن تشارك بين صفوف النضال والكفاح وتكون انطلاقة فعالة في مسيرة التحرر الوطني الكردستاني، لذلك ومن خلال شخصيتها القيادية استطاعت أن تكون مثالاً لجميع النساء.

وأيضاً شخصية الشهيدة بيريتان التي حاربت وناضلت بكل روح قوية وريادية من أجل الحرية والتي بقوتها وشجاعتها ونضالها واستشهادها في هذا الطريق أصبحت في الحزب، التي شكلت النهج العسكري والفدائي وتجييش المرأة، وأصبحت بيريتان رمز المقاومة والنضال للمرأة الكردية وانتشرت مقاومة المرأة المناضلة بين العالم وشكلت أحداث وتأثيرات على جميع نساء العالم وفتحت أبواب انضمام المرأة إلى الحركة الثورية.

لذلك بروحهن وإرادتهن استطاعت أيضاً الشهيدة آرين ميركان وريفان بالقيام بالعملية الفدائية ضد العدوان في حرب المقاومة لكوباني منذ بداية ثورة روجآفا، وأيضاً هناك العديد من النساء اللواتي ناضلن وحاربن في هذه الثورة ضمن استراتيجية حرب الشعب الثورية.

لطالما كانت المرأة ركيزة في ثورة الحرية، ففي ثورة 19 تموز التي عُرفت باسم ثورة المرأة لدورها البارز في جميع الميادين السياسية والاجتماعية والعسكرية. فمن النساء اللواتي ناضلن ضمن هذه الثورة من أجل الإنسانية، المناضلة والشهيدة زينب صاروخان التي انضمت إلى ثورة 19 تموز المعروفة بـ ثورة المرأة تاركة مهنة التدريس لدى حكومة دمشق لتنضم إلى الثورة فكان هدفها وعملها ضمن الثورة هي قولها: “عملي الآن لأجل وطني وثورتي وشعبي وهذا أهم من كل شيء”. فالشهيدة زينب منذ بدايات مسيرتها النضالية حملت الكثير من مسؤوليات الثورة حيث كانت الانطلاقة من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD متولية فيها مهام عضوة المجلس العام ثم استلمت أعمال وكيلة هيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الجزيرة ومؤتمر ستار.

وكانت تعمل مهام الرئيسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح في الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم الجزيرة حتى لحظة استشهادها إثر هجوم طائرة مسيرة للاحتلال التركي. فالشهيدة زينب كانت تتحلى بروح الإرادة الحرة والعزيمة وفى مبدئها لا يوجد العمل الشاق – المتعب أو الخطر، بل هناك عمل يجب القيام به على أكمل وجه.

وأيضاً الشهيدة يسرى درويش رائدة الأوقات واللحظات الصعبة التي لم تخشى قسوة الحياة، إحدى أعمدة بناء التعليم الناجح فقد كانت الشهيدة يسرى المرأة الكردية المجتهدة والطموحة التي حاربت المجتمع وأصبحت قدوة للنساء اللاتي يبحثن عن العلم والمعرفة، فلم ترضخ للسياسات العنصرية.

باندلاع ثورة روجآفا اتخذت يسرى فرصة جديدة للانخراط في صفوف النضال والدفاع عن حقوقها ووجودها والتحقت بقافلة النضال ضمن الثورة، إذ لعبت دوراً ريادياً في تنظيم المجتمع فكرياً وأيضاً للعشرات من الشخصيات النسائية كـ مثال الأم عقيدة وكولي سلمو والعشرات من النساء اللواتي ساهمن في تطوير روح المقاومة بين صفوف الشعب.

فالمرأة في حرب الشعب الثورية أساس الإرادة ووحدة الشعب، وللمرأة الدور الأهم في دعم الثورة وتوحيد الشعوب، ففي ثقافتها وأسلوب حياتها تعمل على توحيد من حولها. فحرب الشعب الثورية تعتمد بالدرجة الأولى على مساندة وتعاون الشعب ووحدته مع القوات الدفاعية وهذا يتحقق من فكر وقوة المرأة لكسر البنية الأساسية للعدو واستنزاف قواه ووصولاً إلى الحرية.

ربما لم يكن عدد كبير من أهالي إقليم شمال وشرق سوريا على دراية بحرب الشعب الثورية ولكن طبقوها على أرض الواقع. عندما تتكاتف جميع شرائح المجتمع نساءً ورجالاً كباراً وصغاراً والانضمام للقوات الدفاعية ودعمها لنجاح الثورة والتصدي للإرهاب والعدوان، حينها تتشكل القوة الفولاذية للمجتمعة بأن يكون بتلك القدرة لحماية قيمه المجتمعية والأخلاقية السياسية.

وأيضاً مقاومة شعبنا في سري كانية وكري سبي والشيخ مقصود وعفرين إلى جانب قواتها لمدة 58 يوم بدون أي دعم من أحد وبأن العدوان التركي قام بالهجوم العشوائي أرضياً وجوياً على شعبنا وتم تكاتف الشعب والقوات معاً وقاوموا ضد الطائرات الحربية لأيام عديدة. بمقاومة حرب الشعب الثورية استطاعت شعوب إقليم شمال وشرق سوريا التصدي لهجمات ومخططات مرتزقة داعش من جهة ودولة الاحتلال التركي من جهة ثانية.

إلى جانب إفشال مؤامرات كثيرة التي استهدفت لإفشال مشروع نظام الأمة الديمقراطية التي تبنتها تلك الشعوب بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، فالشعب في إقليم شمال وشرق سوريا اتخذ مفهوم حرب الشعب الثورية على النضال الشعبي بالدرجة الأولى ودعم القوات العسكرية وفق نظرية الأمة الديمقراطية والثورية للدفاع عن نفسها أمام كل أشكال الاحتلال والاستبداد والإبادات.

أهم الاستراتيجيات في حرب الشعب الثورية هي ارتباط الشعب بأرضه وكيفية الدفاع عنها، ومن أسسها الثقة بالنفس والإرادة القوية والوطنية والقدرة على الصمود والمقاومة، وعلى الشعب أن يكون مقاوماً وبذلك تكون الهزيمة مستحيلة والانتصار محقق. ويوجد العديد من الأمثلة عبر التاريخ القديم والحديث أثبتت تلك التجارب انتصار الشعوب الثورية والديمقراطية، وبذلك أصبحت ميراثاً للشعوب المقاومة وإن ما نراه اليوم من خلال ثورة الشعوب في إقليم شمال وشرق سوريا هي تجسيد لمبادئ حرب الشعب الثورية.