المبادرة السورية لحرية المفكر عبد الله أوجلان – نهى عمر

المبادرة السورية لحرية المفكر عبد الله أوجلان

 تجمع يضم شخصيات سورية ديمقراطية

“مساهمة المرأة في اللقاءات الإعلامية الخاصة المباشرة وغير المباشرة،

 والمرئية والمسموعة هي خطوة إيجابية،

 أهم أعمالنا خلال تواصلنا وعلاقاتنا الدبلوماسية

مع الشخصيات الاعتبارية المؤثرة هي

 تشكيل المبادرة الأمازيغية”

 

نهى عمر  

عضوة مركز البحوث والاستشارات الدبلوماسية

 

المبادرة السورية لحريّة المفكر عبد الله أوجلان؛ هي تجمع يضم شخصيات سورية ديمقراطية من كردٍ وعربٍ وسريان ومكونات أخرى. تأسست المبادرة بتاريخ9/10/2019. بهدف تحقيق الحرية للمفكر عبد الله أوجلان، والتي تُعتَبَرْ المدخل الحقوقي لتحقيق حرية شعوب المنطقة، ونشر السلم الأهلي وثقافة التآخي، وتكريس مبادئ الحقوق الديمقراطية التي تقتضيها الحياة الحرة علماً وعملاً. أسباب تأسيس المبادرة علينا أن نوضحها على الشكل التالي: المفكر عبد الله أوجلان هو ثائِر ضد كل أشكال الهيمنة واضطهاد الشعوب والأمم، ومبدع نظام الكونفدرالية الديمقراطية وصاحبها. اختُطِفُ بِمؤامرة دولية لا مثيل لها في التاريخ البشري المُعاصر، في انتهاك واضح لكافة القوانين والمواثيق المتعلقة بحقوق الإنسان والقانونين الدولي والإنساني.

المحاكمة الشكلية من جهة الدولة التركية للمفكر عبد الله أوجلان وانعدام المبرر، وخاصة العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية وتحديداً المادة /4/ منه، والميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب وتحديداً المادة /7/ منه، والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان وتحديداً المادة /6/ منها، والاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان وتحديداً المادة /8/ منها، وغيرها من الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية ولاسيما ميثاق الأمم المتحدة. ومنعه من رؤية أهله وذويه ومحاميه هو انعكاس ذلك. وهو لا يزال في العزلة والتجريد والتعذيب منذ 27 عاماً، ووضعه ينذر بخطر حقيقي. وضع سجن إمرالي استثنائي مخالف لكل القوانين والمواثيق الدولية إذ يعتمد على نظام العزلة والتعذيب غير القانوني. وحساسية وضع المفكر عبد الله أوجلان وأهميته وثِقَلُهُ لدى الشعب الكردي وكل الأشخاص الديمقراطيين في العالم تكمن في نداءات القائد الدائمة والمتكررة للسلام وقدرته لِلَعب دور راعي السلام انطلاقاً مِن كردستان وتركيا.

مكانته الخاصة في روجآفا ناتجة عن بقائه ما يقارب العشرين عاماً في سوريا، وإقامة علاقات متينة مع شعبنا الكردي في روجآفا وجميع مكونات سوريا من كرد وعرب وسريان وأرمن وغيرهم. الأهمية القصوى والاستراتيجية لفكر وفلسفة المفكر عبد الله أوجلان في اعتبار أنَّه الحل الأنسب للشعب الكردي وكل الشعوب التوّاقة لِلحُرّية والديمقراطية والحقوق الدستورية. وجود الضغط الشعبي الكبير في سوريا والعالم للمطالبة بحرية المفكر عبد الله أوجلان. ونداء الأحرار والمفكرين والأكاديميين والحقوقيين والمحامين والسّاسة ورجال الدّين والمشاهير في العالم، والشعور الذاتي والإنساني والأخلاقي إزاء أهمية أفكار وفلسفة المفكر عبد الله أوجلان في حل القضايا البشرية، لما لحريته من دور مصيري في استتباب السلم والأمن ونشر وتعميم ثقافة العيش المشترك وأخوة الشعوب في المنطقة.

وبالنسبة لنا كأعضاء وبالأحرى عضوات المبادرة قمنا بالكثير من الفعاليات والحملات البارزة في عام 2024، ومن تلك الحملات والفعاليات ما يلي: جميع الفعاليات والمناسبات التي أقيمت في عام 2024 تنضوي تحت شعار وسقف الحملة العالمية لحرية المفكر عبد الله أوجلان. حيث تمّ نشر أقواله – الفيديوهات – الأخبار – المقالات ومتابعة كل ما يتعلق به على موقع المبادرة بثلاث لغات وهي العربية والكردية والإنكليزية. وعملنا على تسويق حسابات التواصل الاجتماعي كافة والتي شهدت ما يزيد عن ٧٠%. ونسّقنا العلاقات مع مكتب العصر الحقوقي وأكاديمية القائد للعلوم الاجتماعية.

ومن أجل استنكار العقوبات الانضباطية على المفكر عبد الله أوجلان قمنا بإصدار وقراءة عدد من البيانات إلى الرأي العام العالمي.  وزيارة وفد من المبادرة لـ /33/ حزب من الأحزاب السياسية الكردية، والعربية، والسريانية ضمن إطار الحملة العالمية، كما تمّت زيارة شيوخ ووجهاء العشائر العربية ورجال الدين من أجل تفعيل دورهم في الحملة وإبداء آراءهم ومقترحاتهم من أجل حرية المفكر عبد الله أوجلان، ومن خلال النتائج والاقتراحات قام المجلس الاجتماعي الأرمني بعقد ندوة حوارية ضمن سياق الحملة، كما قام حزب الحداثة والديمقراطية لسورية بعقد ندوتين في مقاطعة منبج والشدّادي على مستوى شمال وشرق سوريا، وأيضاً على مستوى الوطن العربي قام /49/ شيخاً بتوجيه رسالة موحدة إلى الاتحاد الأوروبي ولجنة مناهضة التعذيب CPT من أجل لعب وتفعيل دورهم لتحقيق حرية  المفكر عبد الله أوجلان.

ومن أجل جمع توقيعات المحامين تمّ إعداد قائمة ببرنامج ورسالة إلى منظمة العفو الدولية بنتيجة وصلت إلى 1025 توقيعاً تمّ إرسالها إلى المنظمة. وتمّت كتابة بروشورات عن عدّة مواضيع مهمة من قبل لجان المبادرة والمواضيع كانت كالتالي: /الأمّة الديمقراطية – الكونفدرالية الديمقراطية – الإيكولوجية – المرأة – المؤامرة – عن حياة المفكر عبد الله أوجلان – المجتمع الأخلاقي والسياسي/. كما تمّت كتابة المجلدات على شكل بروشورات مختصرة.

وبالتنسيق مع مبادرة المحامين السوريين للدفاع عن المفكر عبد الله أوجلان تمّ تشكيل وفد من المبادرتين وبالتزامن مع الحملة العالمية واليوم العالمي لحقوق الإنسان بتاريخ 12/10/ 2024 تمّ توجيه رسالة باللغات الثلاث الكردية والعربية والإنكليزية إلى رئيس منظمة حقوق الإنسان للأمم المتحدة السيد أنطونيون غوتيريش. وتمّ تطوير آلية العمل بين المبادرة وأكاديمية المفكر عبد الله أوجلان من ناحية التنسيق والتنظيم ومن الناحية الفكرية. وتمّ تفعيل لجان المبادرة، وفتح مراكزها في المناطق الأخرى على مستوى سوريا مثل (حلب – كوباني). وساهمت المبادرة في الانضمامات الإعلامية واللقاءات المباشرة وإصدار البيانات الموجهة إلى الرأي العام العالمي، والمتمحورة حول ما تمارسه الدولة التركية بحق المفكر عبد الله أوجلان، من فرض العقوبات الانضباطية، واستمرارية العزلة المشددة، وحرمانه من حق الحرية خلال هذه الحملة.

وساهمت المبادرة في عقد المؤتمرات والكونفرانسات بالتنسيق مع الحقوقيين والأطباء من أجل الضغط على المنظمات الحقوقية والصحية لتفعيل دورها ضمن إطار الحملة. وخاطبت المبادرة السورية لحرية المفكر عبد الله أوجلان البرلمانات ومجالس /8/ من الدول العظمى و/22/ من دول الشرق الأوسط بما فيها تركيا وإيران من خلال رسائل إلكترونية مفتوحة كان فحواها الإبادات والمجازر التي تقوم بها الدولة التركيّة بحق الشعوب، وتاريخها الملطّخ بالدماء، واستمراريتها بهذه السياسيات والممارسات إلى اللحظة التي نعيشها، وتطبيقها لنظام العزلة المطلقة المفروضة على المفكر عبد الله أوجلان.

وانطلاق حملات التواقيع على مستوى شمال وشرق سوريا كان للمرأة المساهمة الكبرى والدور البارز والفعال فيها في جميع المقاطعات، ومن جميع المكونات، وقد أُرفِقَتْ نتائج التواقيع برسائل موجهة إلى جهات معنية مثل لجنة مناهضة التعذيب، وأيضاً إلى مجلس الاتحاد الأوروبي. وقد ساهمت في هذه الحملات والمبادرات الشعبية وحركات الشبيبة والمؤسسات والكومينات والمجالس وكانت النتائج واضحة من خلال تحقيق الحملة لهدفها المراد، وتفاعل الشعوب والمكونات مع حملات التواقيع كان دليلاً واضحاً لمطالبتهم، وإصرارهم على حرية القائد ومدى تأثير القائد بأفكاره الاستراتيجية على الشعوب لحل القضايا وإنهاء الصراعات والحروب. والتواصل مع الشخصيات الحقوقية والنسوية والسياسية والدبلوماسية والأدباء على مستوى الشرق الأوسط. وقد تمّ من خلال ذلك اختيار شخصية نسويّة من المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان كوجه للحملة العالمية تحت عنوان حملة التثاقف المضاد هويتنا.

وساهمت المرأة في اللقاءات الإعلامية الخاصة المباشرة وغير المباشرة والمرئية والمسموعة. ومن أهم أعمالنا خلال تواصلنا وعلاقاتنا الدبلوماسية مع الشخصيات الاعتبارية المؤثرة تشكيل المبادرة الأمازيغية لحرية المفكر عبد الله أوجلان، وانضمت شخصيات نسوية بارزة إلى هذه الحملة. وتمّت كتابة مقالات كثيرة حول حياة المفكر والمؤامرة الدولية، والمحكمة الصورية وسياسة العزلة التي تمارسها الفاشية التركية بحق المفكر عبد الله أوجلان، ومخاطبة الجهات المعنية ومطالبتها بلعب دورها في قضية حرية عبد الله أوجلان. ومن خلال التواصل مع الشخصيات الحقوقية والنسوية والسياسية والدبلوماسية والأدباء على مستوى الشرق الأوسط، تمّ اختيار شخصية نسوية من المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان كوجه للحملة العالمية تحت عنوان حملة التثاقف المضاد هويتنا. والكتب التي تمّ إهداؤها عام 2024/ 525 كتاب.

ومن المنجزات الهامة للمبادرة؛ لعبت المبادرة السورية لحرية المفكر عبد الله أوجلان دوراً كبيراً في الحملة العالمية لحريته، من خلال الأعمال والنشاطات والفعاليات التي تقوم بها على مستوى سورية والشرق الأوسط من الناحية الدبلوماسية والاجتماعية والفكرية، وفي التواصل مع الشخصيات السياسية والنسوية والحقوقية، ونشر فكر وفلسفة المفكر عبد أوجلان، كما شكّلت ضغطاً كبيراً على المنظمات الحقوقية والصحيّة من خلال الرسائل وحملات التواقيع المستمرة.

ومن أهدافنا الاستراتيجية لعام 2025؛ نشر فكر وفلسفة المفكر عبد الله أوجلان من خلال الإعلام والمواقع الإلكترونية والتواصل مع الشخصيات. وتحقيق الحرية الجسدية للمفكر عبد الله أوجلان، وإجراء ندوات إلكترونية عبر الإنترنت بمشاركة شخصيات عالمية لعرض ومناقشة أفكار وفلسفة المفكر عبد الله أوجلان، والاستمرار في التواصل والعلاقات الدبلوماسية على مستوى الشرق الأوسط، والاستمرار بعقد الفعاليات والنشاطات /الندوات – الكونفراسات – توجيه الرسائل إلى المنظمات الحقوقية والصحية – حملات التواقيع – حملات إلكترونية (الهاشتاغ)…الخ/. وتوسيع العلاقات مع شعوب الشرق الأوسط.