الاستغناء عن مبادئ الحياة الندِّيةِ هو الاستغناء عن مفهوم العائلة الديمقراطية

 

الاستغناء عن مبادئ الحياة الندِّيةِ هو الاستغناء عن مفهوم العائلة الديمقراطية

“شراكة الحياة مع المرأة فلسفة غنية

بروح الحرية والمساواة والديمقراطية،

ومفعمة بكل قيم ومعاني الخير والحب والجمال”

 

سهام داوود

 

لقد شدني مصطلح الحياة الندِّيةِ الحرة لدى سماعي لها لأول مرة، وحقيقة الأمر لم أنتبه أو أدقق على الشدة والكسرة الموجودة على النون في كلمة الندِّيةِ، ولطالما قرأتها “النّدية” بفتح النون، وأرجعتها إلى مصطلح الندى. حيث كانت مخيلتي تأخذني إلى التساؤل كيف يمكن أن تكون شكل الحياة ما بين الرجل والمرأة في العائلة، وكيف يمكن أن تكون علاقتهما برقة وعذوبة وجمال قطرات الندى، في الصباحات الربيعية على أوراق الأشجار والأزهار والأعشاب. حياة جميلة، راقية مفعمة بقيم الحب والخير والجمال، نقية بنقاء الماء العذب وصفائه، لا تشوبها شائبة، كيف يمكن لشكل العائلة الحالي المختنق الفاقد لكل معان الحياة وعنفوانها أن ينقلب رأسا على عقب، لتحل محلها عائلة ديمقراطية تبنى على أساس فردين حرين (امرأة حرة – رجل حر) يشكل كل منهما بعداً رئيسياً من أبعاد الحياة، في وحدة متنوعة متكاملة مبنية على أساس احترام التباين والاختلاف فيما بينهما، أي البحث عن رفيق الدرب وشريكة الحياة.

ولكن، هنا، وبعد التعمق في معنى هذا المصطلح أو المفرد أو حتى معناها العميق بين مرافعات القائد عبد الله اوجلان، رأيت بأنني مخطئة في إعطائها المعنى الصحيح. فالنِّد بمعناها المعجمي والاصطلاحي التنافس والمساواة بنفس الوقت. هنا استنتجت النتيجة أن معناها أعمق من معنى ان تكون (ندى) بمعنى القطرات المتساقطة على أوراق الزهور صباحاً.

العائلة والمجتمع

تشكل العائلة حجر الأساس في تكوين المجتمعات، ولعلها أول شكل من أشكال الحياة المجتمعية التي قام ببنائها الإنسان، والتي تميزه عن باقي الكائنات الحية الأخرى؛ وحيث يخبرنا التاريخ بأن هذا التكوين كان متمحور حول (الأم – الإلهة) في العهد الامومي، فإنه أصبح المكان الأول الذي تطورت فيه مشاعر الملكية، التبعية، السلطوية والهرمية مع انحراف الحياة عن مسارها الصحيح مع بدء العهد البطريركي أي مع بدء تاريخ المدنية الممتدة لأكثر من خمسة آلاف عام.

لدى البحث في أغوار العائلة الحالية السحيق، لدى البحث والتمحيص والتدقيق في مفاصلها وعراها الدقيقة، سيتراءى للعيان مقدار الخطأ الكبير في طريقة الحياة وحقيقة العائلة، ومقدار التخريبات التي تعاني منها العائلة، والتي شوهتها من الداخل والخارج، لتتحول بالمحصلة إلى مرآة تعكس حقيقة المجتمع ومعاناته في يومنا الحالي.

لننظر إلى العائلة من الداخل، لندخل إلى كل غرفها وزواياها المظلمة، هناك في مكان ما سنجدها منكمشة على ذاتها، منطوية على نفسها، تحبس الدمعة في عينيها، تندب حظها، بل وتلعن القدر لأنها امرأة. عرفت ضمن المجتمع أو هكذا وجب تعريفها، كائن ضعيف لاحول له ولا قوة، ناقصة عقل ودين، هي الناموس أو الشرف، الملك والتابع، اليد العاملة المجانية والأرخص ثمناً وآلة الإنجاب، الخادمة، أداة المتعة والشهوة، ووسيلة للدعاية، وبدقة كبيرة هي أداة الاستغلال الأكثر تنوعاً على الإطلاق، لا حقوق لها، كيان مربط رأسه بيد الرجل، والحياة بكليتها متمحورة حول الرجل، فيصبح هو رب العائلة، صاحب النسب، المتحكم باقتصاد الأسرة، مالك العائلة، ملكية كل شيء تعود له، فقوله (أرضي، مسكني، منزلي، عائلتي، أطفالي وزوجتي)، دلالة على هذه الملكية، وياء الملكية مضخمة ومعظمة ضمن العائلة. مانح الحقوق وواهب لها، المتحكم بكافة القرارات المصيرية (الرجل الأمر الناهي الذي لا يقبل على سلوكه أية ملاحظة، وعلى الجميع إبداء الطاعة العمياء له، ومن يخرج عن طاعته، سلطته وحاكميته فإن حياته تكون جهنم وبئس المصير). وحتى أن مصطلح العائلة يأتي من الفعل عائل أي من يعيل الآخرين، ولغوياً تعرف العائلة بمعنى مفعول، أي من يضمهم بيت الرجل، وينفق عليهم من زوجة وأقارب.

أما من الزاوية الأخرى فنجد الرجل الذي مأساته ومعاناته لا تقل وطأة من مأساة ومعاناة المرأة ضمن النظام السلطوي الدولتي الهرمي، لقد تمَّ زجه في وضع لا يقل بشاعة وشناعة من وضع المرأة، فما يمارسه هو من عنف بحق المرأة تمارسه الدولة والمجتمع بحقه، فالعبودية الغائرة في شخص المرأة غائرة إلى حد ما، ولربما بالمقدار عينه في شخص الرجل. وهكذا تمَّ بناء مجتمعات عبدة، انطلاقاً من عبودية الرجل وعبودية المرأة، وتماسست العبودية ضمن المجتمع وتحولت من حالة فردية إلى حالة مؤسساتية شملت كافة بناه وهياكله، أي تمَّ بناء المجتمع المدجن المتأقلم مع كافة أشكال البنى السلطوية والهرمية الدولتية.

نظام العبودية

لم تأتي هذه العبودية من فراغ ولم تكن حصيلة التقدم أو التطور الطبيعي في المجتمع، فالنظام المهيمن بنى نفسه على أساس استعباد المجتمعات عبر استعباد كلا من الرجل والمرأة. ولم يتوانى هذا النظام من استخدام كافة الوسائل والأساليب والأدوات والسبل في كسر إرادة المرأة والرجل، سواء بالعنف الصريح متمثلا بالقتل، الاغتصاب والعنف الجسدي إلى استخدام العنف اللفظي المتمثل بالعنف الذهني ووسائل القمع المشحونة بالعواطف كالأكاذيب والافتراءات المضللة، سواء على المرأة أو على الرجل فاستصغار المرأة وتهميش دورها في الحياة وتعظيم دور الرجل عبر الضرب على أوتار الفوارق البيولوجية بين المرأة والرجل.

بالإضافة إلى استخدام الدين لتجذير القوالب الذهنية، وإضفاء صفة القداسة عليها، والتي تم فرضها على الشعوب منذ آلاف السنين، لقد تم استئناس المرأة وتدجينها بشكل منهجي كبير ومدروس على مر السنين. وتم كسر إرادة الرجل واستعباده وتحويله إلى الأداة والعصاة التي يضرب بها. ولعل هذه الحقيقة تظهر أمامنا بكل وضوح لدى تسليط الضوء على طبيعة العلاقة الجنسية ما بين الرجل والمرأة في مؤسسة العائلة.

لا شك إن الغريزة الجنسية نعمة تهدف إلى استمرارية الحياة وديمومتها، وهي معجزة الطبيعة التي تستحق التقديس، وتتشارك فيها كل الكائنات الحية كإحدى أهم الوظائف الحيوية، إلا أن أهم إشكاليات العلاقة ما بين الرجل والمرأة ضمن العائلة هي طبيعة العلاقة الجنسية أو شكل المعاشرة الجنسية فيما بينهما، وهنا لنكن جريئين في طرحنا لهذه المسألة ولنسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية، ولنضع النقط على الحروف المناسبة. لاتزال هذه المسألة مخفية في غياهب الظلام وتندرج في المجتمع ضمن قائمة الموضوعات المحرم الحديث عنها أو البحث فيها، وإظهار هذا الموضوع بهذا الشكل ليس مصادفة إنما الهدف منه هو عدم كشف الستار عن الحقيقة، لأن كشف الستار يعني تعرية السلطة في المكان الذي نشأ فيه وبنى نفسه عليه. وتظهر الوقائع المخفية إلى أن الواقع العملي للممارسة الجنسية يشير إلى أنه شكل من أشكال الاغتصاب، ولا تواجد لإرادتين حرتين لدى الشروع بها، ولا وجود لأي شكل من أشكال المساواة بينهما سواء أكانت المرأة مستعدة لها أم لا، فالرجل يفرض نفسه على المرأة وما شعوره بلذة الانتصار، وكأنه يقتحم أسوار قلعة، يقوم بفتحها، ويتباهى بافتخار بيوم إفساد عذريتها، وما عبارات (نلت منها، انهيت امرها، أنا كل شيء)، إلا دلالة واضحة على شكل السلطة والاقتدار المتمركز في عبودية المرأة وخضوعها للاستسلام.

هكذا تترسخ فكرة الملكية والعبودية في البنية الذهنية والفكرية والسلوكية للفرد والمجتمع، وتتعاظم وتتصاعد السلطة بشكل هرمي ضمن كافة مؤسسات المجتمع وعراه الدقيقة وتكتسب مشروعيتها. لقد بدأ كل هذا من تحقيق المعادلة التي مفادها: (امرأة عبدة + رجل عبد = مجتمع عبودي) لتسهل السيطرة عليه والتحكم به.

السلطة والمجتمع

لقد ترك المجتمع يتخبط بلا معنى بين مخالب السلطة، مع ترك المرأة تتخبط بين براثن حياة لا معنى لها، لقد تم تطبيق إبادة ثقافية فكرية على المرأة بتهميش دورها في الحياة والمجتمع، وتم اقتصارها فقط على ممارسة الجنس وإنجاب الأطفال وعومل على ترسيخ ذلك في ذهنية المجتمع بالكامل. ففي اليوم التالي الذي يلي الزواج يبدأ السؤال عن الإنجاب، وتوصف المرأة الغير قادرة على الإنجاب، بالشجرة العديمة الفائدة، الواجب قطعها وبترها. كما تلجأ بعض المجتمعات على الحفاظ على وجودها بكثرة نسلها وزيادة أعدادها، وكلما كان عدد أفراد القبيلة أو العشيرة أو السلالات الكبيرة، وما أكثر هذه النماذج ضمن المجتمع.

فالتعاظم السكاني الكبير بات يؤثر على التوازن البيئي بشكل كبير، ويجعل من البنية التحتية للموارد الطبيعية مهددة للنفاذ والفناء، ويغذي العبودية المتدنية الأجر، ومن جانب أخر أن الأعداد الهائلة للجيوش جعلت أبواب الحياة مفتوحة على مصراعيها للعنف اللامحدود داخل المجتمعات وخارجها. هذا في الواقع وغيرها من المفاهيم قد أوصلت الحياة إلى حد الأزمة الخانقة، سيكولوجيا وفكرياً واجتماعياً، وبدقة أكبر أوصلت المجتمع والعلاقات الاجتماعية إلى شفير الهاوية، وهذه الظاهرة هي التي تهدد وتنبئ بنهايتها.

الملكية والتبعية

بالعودة إلى الشدة على النون في كلمة النّدية، فإنقاذ الحياة يمر عبر انقاذ المرأة أولاً وثانياً وثالثاً وأخيراً، إن الوضع الراهن للمرأة هو السبب في وجود كثير من السلبيات ضمن المجتمع.  إذ لا يمكن الحظي بعيش رغيد وحياة هانئة مع امرأة في يومنا الحالي، ومن أجل ذلك لابد من تحطيم كافة القوالب الذهنية التي تم تعشيشها في ذهنية المرأة والرجل على حد سواء في كافة المجتمعات التي يسود فيها النظام السلطوي الهرمي الدولتي.

لابد من إبداء مقاومات عظيمة وكفاحات باسلة في هذا الميدان من أجل إعادة الحياة إلى مسارها الصحيح، وإعادة إحياء العشق العظيم والحب الإنساني الكبير للسير على درب العشق المجتمعي. نحن بحاجة ماسة لتطوير مفهوم الحياة النّدية الحرة مع المرأة الحرة التي لا تنظر فقط للمرأة، وكأنها استمرارية للنسل وأداة للجنس والإنجاب فقط، فالاشتراكية المحقة لا يمكن بنائها إلا على أساس بناء حياة ندية حرة، وتبدأ الخطوة الأولى هنا بالعمل من أجل بلوغ الحياة الحرة مع المرأة الحرة، ومحاربة المجتمع الجنسوي المتغلغل في كافة مفاصل الحياة، وإنشاء المؤسسات البديلة التي تتخذ من الحياة الندية أرضية لها في العائلة أولاً، ومن ثم في كافة مؤسسات المجتمع وبُناه، أي بناء عائلة ديمقراطية على أساس فردين حرين امرأة حرة – رجل حر. تتوطد فيها المساواة على أساس التباين والاختلاف، تلغى فيها ثقافة الملكية والتبعية والغريزة الجنسية وتفنى، واعتبار بناء حياة الشراكة الحقيقة مع المرأة الحرة أولى مهامنا النضالية والأخلاقية، وعدها ضرورة حتمية لا بد منها، ويتطلب منا القيام بأعمال بطولية وإبداء المواقف النضالية السليمة تجاهها، والبحث عن أساليب متطورة تستند إلى حقيقة المرأة وكينونتها كوجود في الحياة والمجتمع، وجعل المرأة والحقيقة التي تدور حولها مبدأ أساسياً في تطوير كفاحات الحرية والمساواة.

الحياة النّدية

لا يمكن أن تتحقق الحياة النّدية الحرة مع الرجل العبد والمرأة العبدة اللذين بني على عبوديتهم المجتمع المتعصب جنسوياً ورصفت الأرضية لها، ويجب الإدراك جيداً إن شكل المجتمع المنشأ المهيمن قد أعطب كلا الجنسين، وتحولت العلاقة بينهما إلى نوع من الهيمنة والسيطرة، وبالتالي فأن الشرط الأساسي في العشق الإنساني، هو الإرادة الحرة المتكافئة بين الطرفين.

لن يتحقق هذا العشق إلا في مجتمع حر تسوده الأجواء المتساوية، إذاً فالحياة النّدية الحرة تتحقق بتجاوز المجتمع المتعصب جنسوياً، وقلبه رأسا على عقب من خلال النساء والرجال الذين طوروا قيمهم الفكرية والمعنوية والبنيوية والروحية ضمن الأوساط المجتمعية الإيجابية. وعلى كلا الطرفين المرأة والرجل لدى اتخاذهما قرار الشروع بالزواج، وبناء عائلة ديمقراطية مبنية على أساس الحياة النّدية الحرة، أن يأخذا الكثير من الحقائق بعين الاعتبار، على كلاهما أن يبحثا عن رفيق الدرب وشريك الحياة، وأن يدركا جيداً إن الزواج ليس محدوداً بالإشباع البيولوجي المحض، وليست غاية الزواج هو فقط الإنجاب والتكاثر، وإن الانسياق وراء العلاقة الجنسية تحت مسمى إشباع الغريزة قد فتح الأبواب على مصراعيها لتشكل ثنائية (السلطة – العبد)، والتي تحققت على أساسها مؤسسة العبودية في المجتمع انطلاقاً من مؤسسة العائلة، ووضعها في حالة من الانحطاط والتدني والقبح والخروج عن الحقيقة.

كما أن الدخول في قفص الزوجية يعني أن يكون كلاهما واقعان وجهاً لوجه أمام حالة تشبه إلى حد كبير حالة (الوحش – الفريسة)، قد يكون هذا التشبيه فظاً، ولكن بإمكانه أن يشير إلى الحقيقة المؤلمة المخفية في الممارسات والتقاربات التي نشهدها في مؤسسة العائلة في كل لحظة، لقد تعرضت المرأة أولاً، والرجل ثانياً والمجتمع ككل لشتى ضروب العبودية طيلة تاريخ المدنية المعمرة خمسة آلاف عام، سواء بالأساليب القاسية المعبرة عن قوة السلطة والمال، أو بالأساليب المرنة التي تعكس قوة الفنون والآداب، للتحايل على المرأة وعلى ذهنيتها لإضفاء صفة المشروعية على عبوديتها.

الحرية والحياة

إن أولى خطوة على درب الحرية في الحياة والمجتمع يجب أن تخطى على درب حرية المرأة، ويجب اعتبارها الأساس من أجل الوصول إلى الحرية المجتمعية. ينبغي لمفهوم الحياة النّدية الحرة أن يتحول إلى طراز حياة جديدة، وأن يصبح فلسفة حياة. حياة بإمكانها أن تصل إلى أعلى وأرقى مستويات الكمال في الفضيلة والجمال والصواب، أي شراكة الحياة المنسقة مع المرأة بناء على فلسفة غنية بروح الحرية والمساواة والديمقراطية، ومفعمة بكل قيم ومعاني الخير والحب والجمال، ينبغي الاستيعاب بشكل جيد بأنها إنشاء مجتمعي، وأنها ليست ساحة أو ميدان حياة خاصة، كما يروج لها النظام الرأسمالي، ويسعى للحط من شأنها.

إن العلاقة في حياة الشراكة الندِّيةِ تتميز بخصائص تترك بصماتها على الخلفية الكونية بكافة أواصرها الاجتماعية من الأساس، إنها ميدان الثورة الفكرية والذهنية وساحة العشق العظيم بكل مقاييسه وقيمه النبيلة، الذي يستلزم وجود شخصيات مشابهة في قوتها وجمالها وعنفوانها (لاينانا وافروديت وبطولة بروماتوس)، وعلى السالكين على درب الحرية أن يتسلحوا بالمعرفة والمبادئ والمواقف السليمة والحكمة وتطوير أساليب النضال بما يتناسب وروح المرحلة، وفرض السلوكيات العظيمة تجاهها.

يجب استفراغ الذكورة المفرطة والأنوثة المفرطة من أحشائهم كل يوم وتطوير الاستراتيجيات والتكتيكات اللازمة في مواجهة ثقافة الاغتصاب، وبناء العبيد الذي لا يكل ولا يمل النظام الرأسمالي ولا لحظة في تعزيزها وترسيخها في المجتمع. الشخصيات التي تبرهن في كل لحظة أنها قادرة على تحقيق النصر المظفر، وإحراز التقدم في كل ميادين الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية على درب الحرية، والعمل أساساً بالسياسة الديمقراطية في الحياة والمجتمع.

الشخصيات التي تؤمن أن المرأة الحرة في حياة الشراكة الندِّيةِ هي الأس والأساس في بناء مجتمع أخلاقي سياسي ايكولوجي حر، وأن الاستغناء عن مبادئ الحياة النّدية الحرة يعني الاستغناء عن مفهوم العائلة الديمقراطية، وبالتالي بقاء الحياة برمتها في مستنقع العنف والظلام الذي سيؤدي حتماً إلى فنائها وإنهائها.

نحن نؤمن تماماً أن أبطال العشق الحقيقين، وعلى رأسهم شهدائنا وشهيداتنا الباسلات الذين وهبوا / وهبن قلوبهم وعقولهم للعشق بكل طواعية هم القادرون على تحقيق الانطلاقة الحقيقية للخروج من فوضى النظام الرأسمالي المنقض بمخالبه على الحياة، وإعادتها إلى مسارها الصحيح مع المرأة التي تمثل مركز الحياة ونواتها.