اتحاد المرأة الأرمنية إرادة وقوة عظيمة
اتحاد المرأة الأرمنية إرادة وقوة عظيمة
“انعقاد المؤتمر الأول لاتحاد المرأة الأرمنية
خطوة تاريخية في وجه الظلم والاستبداد”
أناهيد قاصابيان
رئاسة اتحاد المرأة الأرمنية
لا تختلف ما ارتكبته تركيا بحق الأرمن من الحروب العالمية الأولى عما تقوم به داعش من جرائم بحق الإنسانية في الوقت الراهن. فقد قامت الدولة العثمانية بالانتقام بخسارتها في الحرب من الأرمن بإبادة مليون ونصف مليون شهيد أرمني بعد تعذيبهم وتهجيرهم عام ١٩١٥، وتعد هذه الجريمة من أكبر وأفظع جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث.
وما عانته المرأة الأرمنية من تهجير واغتصاب وقتل خلال الفترة لا يقل فظاعتها عما عانها شعبها، وقد زادت معاناتها بعد التهجير وفرض عليها لغات وقوانين مختلفة عن كيانها، وواجهت مفاهيم وعادات المجتمع الذكوري حرمها من حقوقها كامرأة.
وإيمانا منا لأهمية دور المرأة في بناء المجتمعات فإن حرية المرأة سيكون الضمان لخلق مجتمع ديمقراطي، ومنه فإن مستوى تفعيل دور المرأة في المجتمع ومشاركتها في بناء وتقدم هذا المجتمع يعطي الرقي في مسيرة نضالها وقيادة الأمة إلى الحرية والعدالة والمساواة.
وبما أن ضمان حرية المرأة وحقوقها من الاهداف الأساسية لاتحاد المرأة الأرمنية فلا بد من معالجة قضية المرأة العالقة في المجتمع ورفع مستواها في كافة المجالات وتأمين حياة كريمة ومستقلة لها ودفاعا عنها بوجه الاضطهاد والعنف وضمان حقوقها المشروعة. ولأجل إعادة المرأة الأرمنية إلى هيكليتها وهويتها الحقيقية وضعت مجموعة من المبادئ الأساسية وأحكام عامة خاصة بالمرأة تضمن المساواة الفعلية لها.
وقبل انعقاد المؤتمر الأول لاتحاد المرأة الأرمنية، ألقت عضوات المجلس محاضرات حول الإبادة الجماعية الأرمنية وحقيقة المرأة وآراء المرأة الأرمنية. وكانت هذه المحاضرات في شمال وشرق سوريا، وشملت المنطقة بأكملها وجميع الأماكن التي تتواجد فيها العائلات الأرمنية. وبلغ عدد هذه المحاضرات 80 محاضرة، مما وسع من تأثير هذه الحركة بشكل كبير. انتفاضة المرأة الأرمنية ضد الظلم والاحتلال ورفع مستوى وشدة نضال المرأة الأرمنية هو الأساس بالنسبة لنا.
وبناء على هذا النظام، تم البحث عن ضرورة كتابة النظام الداخلي الخاص بالاتحاد، وعلى هذا الاساس ومن قبل مجموعة من النساء الأرمنيات تم كتابة وتشكيل النظام الداخلي ليعمل عليه الاتحاد ويعيد المرأة الأرمنية إلى جذورها الأصلية. لأنها وبعد الانحلال بين مكونات المجتمع، حيث فقدت لغتها، وثقافتها وتاريخها وتحولت من التشكيلة الشعبية إلى أقلية. وهنا أدركت المرأة الأرمنية أنه يجب أن يكون لديها أيديولوجية لزيادة وتيرة النضال ضد كافة أشكال الظلم والاضطهاد والاحتلال، ومنع تكرار الإبادة الجماعية ضد الشعوب بعد وصولها إلى الحقيقة.
المبادئ الأساسية التي تم الاتفاق عليها خلال المؤتمر الأول المنعقد بعد مرور 107 أعوام على إبادتها:
- – المطالبة بتجريم مرتكبي الإبادة (حكومة – أفراد) واعتبارها جرائم بحق الشعب الأرمني.
2 – محاربة الذهنية السلطوية الرجعية في المجتمع واجب أخلاقي على كل فرد في المناطق التي
تتواجد فيها المرأة الأرمنية.
3-المساواة بين الرجل والمرأة في كافة مجالات الحياة.
٤-للمرأة الحق في الترشيح والترشح وتولي كافة المناصب
5-من حق المرأة المساهمة في تشكيل تنظيمات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وغيرها
من التنظيمات الخاصة
6-حضور ممثل عن المنظمات النسائية ومنظمات حقوق الإنسان بصفة مراقب عند مناقشة
القوانين التي تصدر في حالات استثنائية (بحق المرأة) في المجلس الاجتماعي الأرمني بدعوة
مسبقة من اتحاد المرأة الأرمنية.
-عند إصدار القوانين الخاصة بالمرأة في المجلس الاجتماعي الأرمني يتوجب مراجعة اتحاد
المرأة الأرمنية.
٨-يمنع زواج القاصرات ويقوم اتحاد المرأة الأرمنية بتبني الفتاة وحمايتها من العنف الأسري
٩-يحدد المهر برضا الطرفين ولا يتوجب ان يكون نقداً.
١٠-يمنع تعدد الزوجات ويعاقب عليها قانونياً بحسب المادة 13 في قانون الإدارة الذاتية الديمقراطية.
١١-في حال زواج المرأة المطلقة من رجل آخر ويكون لديها طفل من الزوج الأول فيجب
إحضار الزوج الثاني والإلزام باحتضان هذا الطفل وإذا قام والد الطفل برؤية طفله فيكون ضمن
قوس المحكمة أو ضمن اتفاقية بين الطرفين وفي حالة قام والد الطفل باختطافه يلاحق قانونيا.
۱۲-المساواة بين الرجل والمرأة في كافة مسائل الإرث وينظم ذلك وفق قانون خاص بالمسائل
الإرثية.
۱۳-منع حيار الفتاة وزواج الشغار وزواج الدية وعقوبته حسب ما ورد في المادة العاشرة
بقانون الإدارة الذاتية الديمقراطية.
١٤-يمنع القتل بداعي الشرف ويعاقب عليه قانونياً
١٥-تجريم الاتجار بالأطفال والنساء بغاية الاستغلال الجنسي والمتاجرة بالأعضاء البشرية
تفرض العقوبات المتشددة على مرتكبها.
١٦-يمنع العنف والتمييز ضد المرأة بكافة أشكالها وتعد جريمة يعاقب عليه القانون، ويتوجب
حماية ضحايا العنف بتوفير الحماية لضحايا العنف، يعتبر الإجهاض والاغتصاب إحدى أساليب
العنف يعاقب عليها قانونياً
۱۷-حماية الأطفال من كافة أشكال العنف والاستغلال والقضاء على ظاهرة التسول ومحاسبة
الأهل على تشرد أطفالهم وإلزام الأهالي بتعليم أطفالهم لحماية المجتمع من التخلف والإجرام.
١٨-يحق للمرأة منح جنسيتها لأبناها في حال زواجها برجل غير أرمني واعتبار هؤلاء الأبناء
أرمن أصلاء.
١٩-في حال سفر الأولاد تحت سن 15 يوجب أخذ الأذن من الوالدين وفي حال وفاة الأب يقوم
بأخذ الإذن من الجد أو العم.
٢٠-في القضايا الخاصة بالمرأة المعروضة أمام المحاكم يلزم حضور ممثل عن اتحاد المرأة
الأرمنية ولها الحق في تقديم ما تراه مناسباً من دفوع وطلبات.
۲۱-منح إجازة الأمومة المأجورة في اتحاد المرأة الأرمنية.
٢٢-في حال التفريق للزوجة الحق في الأشياء الجاهزية التي قدمتها والمصاغ الذهبي أو ما
يعادل قيمتها سواء إن كانت في حيازتها أم تم صرفها من قبل الزوج.
٢٣-لا يجوز إضافة أي بند إلى النظام الداخلي إلا في حالة استثنائية يحق للهيئة الإدارية لاتحاد
المرأة الأرمنية من إضافة أو تعديل بند.
انعقاد المؤتمر الدوري لـ اتحاد المرأة الأرمنية خلال عامين.
٢٤-لا يجوز تغيير الشعار الذي يتفق عليه بالإجماع في أثناء انتخابات المؤتمر.
منذ ظهور الأردوغانية على المسرح التركي حاولت إحياء الامبراطورية العثمانية من خلال إطلاق مشروع العمق الاستراتيجي الامبراطوري العثماني التوسعي على القارة الإفريقية والآسيوية وعلى العالمين العربي والإسلامي مستغلة بذلك موقعها الجغرافي الجيوستراتيجي. مستخدمة بذلك الإسلام السياسي كأداة دينية وكنقطة الضعف التاريخي للعرب بحيث يمكن من خلاله التلاعب بالعقول والأمزجة وبجماعات الإسلام السياسي في رحلة البحث عن النفوذ الإقليمي عبر علاقات تجارية مع مختلف البلدان لأن حلمه يحتاج إلى قوة اقتصادية وعسكرية.
إلا أن عوامل كثيرة لعبت دورا في عدم تنامي هذا الدور نتيجة المتغيرات التي حصلت في عموم المنطقة منذ غزو العراق مرورا بثورات الربيع العربي واستفحال الأزمة بجوارها في سوريا والعراق. وعلى الرغم من انهيار العمود الفقري للأنظمة العربية وغياب دورها المؤثر لم تستطع القيام بأدوار فاعلة حيال القضايا الكبرى ومع ازدياد حساسيات القوى الإقليمية الأخرى كإيران ومصر والسعودية مؤخراً لجأت إلى سياسة اللعب على المتناقضات وبالأخص في سوريا بعد تنامي الدور الكردي وبقوة على المسرح السوري ليشكل هواجس لديها قادتها بالمجمل الاعتماد على مختلف القوى التكفيرية وجعلها مادة دسمة في لحظة المساومات والبازارات الدولية واستعمالها تارة كأداة مشروعة في حماية أمنها القومي وضمنيا لتوسيع مشروعها الامبراطوري.
إن ما فعلته تركيا مؤخرا في سوريا والعراق يدل على تاريخ طويل من التآمر التركي لاقتطاع أراضي وإضافتها إليها كالمنطقة الآمنة في شمال سوريا والموصل وكركوك والإمساك بالورقة العراقية والتي تعد من أهم الأوراق لدى إيران من خلال التواجد العسكري وتحت حجة مكافحة الإرهاب الكردي وحماية الأقليات كالتركمان والعرب والسنة.
وتحاول بقدر الإمكان استغلال الأزمات الحالية وملئ الفراغ الحالي وبما ينسجم ومصالحها التوسعية. إلا أن انطلاقتها في التعاطي من خلال الفكر العنصري الممزوج بالإسلام المتطرف لتغدو كفلسفة وأيديولوجية مبنية على الطابع الديني والذي بدوره تنمي عقلية الجريمة والإرهاب والكراهية، وبذلك ارتكبت أسوأ تسونامي مجتمعي وخاصة في سوريا من خلال دورها السيئ في تفاقم الأزمة والتي بالنهاية لابد أن تغرق في أوحال ما اقترفته.
تزداد ردود الأفعال حيال نظام إمرالي الممنهجة على التعذيب والعزلة والإبادة الجماعية تلك السياسة الإرهابية التي مازالت مستمرة منذ عقود، بل منذ قرون وتزداد غرقاً في مستنقع الإرهاب وفي المقابل يومأ بعد يوم نرى كيف استطاع القائد أن يكتسب مستوى ليس شعبي فقط وإنما مستوى عالمياً من التأييد وأصبح القائد أوجلان منارة للشعوب المناضلة من أجل امتلاك زمام إرادتها، وهذا هو كسر العزلة وهذه هي الحرية.
بعد ربع قرن من اعتقال القائد من قبل السلطات الفاشية في إمرالي، اكتشف العالم بأنها ليست مجرد عقوبة بل تخشى من فكر وفلسفة أوجلان داخل السجن. كما تخشاه خارج السجن، وعلى هذه الذهنية فإنهم يمارسون في إمرالي انتهاكات إضافية ضد السجن ويفرضون العقوبات الانضباطية عليه كل يوم ويعيقون زيارة المحامين ويمنعون زيارة أهله.
لن تستطيع تركيا أن تستمر في سياسة العزلة فالقائد يخوض مقاومة تاريخية ضد هذه السياسة القذرة التي تمارسها السلطات الفاشية التركية، وهو يمنح شعبه وانصاره حول العالم القوة والثبات ولهذا نعمل على أن تكون حرية القائد الجسدية على اجندة الجميع في كافة المجالات وسوف نتمكن من إفشال السياسة التي تمارسها الفاشية ضد ليس إرادة الشعب الكردي وإنما كافة شعوب المنطقة في شخص أوجلان.
إن فكر القائد يحمي حرية المرأة في والشبيبة وكما أنه ينشر فكر البيئة والديمقراطية على المستويات وعلينا كشعب مؤمن بنهج وفكر وفلسفة القائد في الحياة الحرة الكريمة أن نستلهم إرادتنا الحرة وقوتنا من قوة القائد وإرادته الحرة.
فرغم وجوده بين أربعة جدران لكنه أكثر حرية منا وأنه حان وقت الحرية لنا جميعاً والحرية تليق بالقائد الحر وتليق به لأن فكره حر ولأنه هو من صنع حرية المرأة وتليق به؛ لأنه دافع عن الأرض والمناخ والبيئة وأصبح العالم يعي جيداً السياسة العدائية التي تنهجها السلطات الفاشية ضد الشعب الكردي وكافة شعوب المنطقة، وهذا الأمر يتبدى بشكل واضح وصريح في سياسة العزلة والممنهجة التي تفرضها منذ ما يقارب 3 سنوات بحق المفكر رمز المقاومة والإرادة الحرة للشعب الكردي وشعوب العالم.
القائد أصبح أيقونة الحرية والمقاومة في وجه الطغاة والشعوب التي تعرّفت على فكر وفلسفة القائد تناضل وبكل قوة لكي تراه مجددا بين صفوفها فمن تذوق طعم الحرية بفضل المقاومة التاريخية التي يقودها القائد في إمرالي يجب عليه ومن كل بد أن يستمر في نضاله وكفاحه من أجل إنهاء العزلة والوصول إلى الحرية الجسدية للقائد والمفكر.
علينا أن نستمر في النضال من أجل حرية القائد، فكلما زادت الفعاليات الجماهيرية الحاشدة والمطالبة بحرية القائد كلما زاد الضغط على السلطات القمعية الحاكمة وكذلك على المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، لأن ما يجري في إمرالي هو في الحقيقة الأمر سياسة إبادة ممنهجة ضد إرادة الشعوب الحرة والمتمثلة بالقائد.
قوى الهيمنة العالمية ومن ورائها السلطات الفاشية تسعى جاهدة لإبقاء القائد بعيدا عن الجماهير في عزلة تامة. وبغية الوصول إلى مبتغاها المتمثلة في الحصول على تنازلات من القائد بخصوص قضايا الشعوب والديمقراطية، ولكنها فشلت حتى الآن رغم كل التعذيب والانتهاك والحقوق المنصوص عليها في لوائح حقوق الإنسان العالمية.