دور المرأة التركمانية في الجمعية التركمانية

دور المرأة التركمانية في الجمعية التركمانية

“تأسيس الجمعية التركمانية فتحت الكثير

من أبواب النجاحات للمرأة التركمانية

بأن تلعب دورها البارز”

 

 ناديا ملحم

عضوة الجمعية التركمانية

تأسست الجمعية التركمانية عام 2018 في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة منبج. ويعتبر المكون التركماني جزء من الموزاييك المجتمعي في مدينة منبج وريفها كما هو جزء من النسيج الاجتماعي لهذه المدينة. والتركمان هم من أقدم المكونات التي سكنت هذه المنطقة وأثرت وتأثرت بالمكونات الأخرى من عرب وكرد وشركس وغيرهم من النسيج الاجتماعي. وبقي العمل بشكل جماعي منظم ومنسق بين أفراد المكون التركماني وتطويره للمشاركة في بناء المجتمع الديمقراطي الحر، ونشر أفكاره والتشجيع على التعايش السلمي المشترك بين جميع المكونات الأخرى. حيث تم كتابة النظام الداخلي والخاص بالمكون التركماني. وضمن النظام الداخلي واستراتيجيته قبل كل شيء هي إعطاء القيمة الحقيقية للمرأة التركمانية والأم بالذات، الدور الرئيسي في إرجاع التنظيم الاجتماعي للعائلة والمدرسة والمشاركة الفعالة في كافة مجالات المجتمع.

تأسيس الجمعية فتح لنا الكثير من الإمكانيات كي نكون بتلك القدرة على طرح الكثير من المشاكل والقضايا العالقة بالنسبة لقضية تحرير المرأة والعائلة التركمانية والثقافة التركمانية. في الحقيقة الحروب والدمار والتخريبات التي حدقت في الكثير من مدننا وقرانا وبلداتنا من قبل دخول الكثير من القوى الإرهابية، خلقت عدم التوازن الفكري والنفسي وحتى الجسدي.

قبل كل شيء إن المجتمع السوري وبكافة مكوناته وأطيافه ومذاهبه وخاصة المرأة وثقافاتها المتنوعة بأمس الحاجة للحلول الجذرية. ومن تلك الحلول العاجلة هي التحلي بالمنظار التنظيمي والفكري المجتمعي. لقد وصلنا إلى تلك النتيجة إنه وبدون مجتمع منظم وكومينالي، من غير الممكن البقاء على عزيمتنا وإرادتنا الحرة أو قيادة المجتمع السوري نحو الأفضل.

إن تعدد الثقافة واللغات والعادات والتقاليد ليست بالشيء الجديد بالنسبة للمجتمع السوري. إننا وكشعوب الشرق الأوسط نملك وبطبيعتنا الفطرية تلك الميزات المجتمعية والتي محورها هي ريادة الأم وثقافتها العادلة والمساوية لكل الأمور. عندما يتم طرح هذا الموضوع الهام، فإن بعض الأطراف يفهمونها وبشكل خاطئ، وكأنه لا نملك تلك الميزة أو البنية المجتمعية الثقافية العميقة ويتطلب منا تحقيقها من جديد. ولكن الحقيقة هي أننا بطبيعتنا نملك تلك الأصالة، ما علينا سوى وضعها في بوتقة الذهنية الديمقراطية والكومينالية والمجتمعية والمؤسساتية.

لقد تأذت المرأة السورية وبشكل فظيع من رواسب الحرب والدمار والتخريبات التي تمت وتتم حتى الآن من قبل الكثير من الفصائل الغريبة والمرتزقة على أراضينا. لا أقول بأن المرأة التركمانية تأثرت بتلك الهجمات والحروب وحتى الذهنية المركزية التي لا تعترف بحقوق الشعوب والمكونات والثقافات المتعددة. ولكن كافة النساء أصبحن ضحايا كل هذه التصرفات التعسفية ضد المجتمع السوري والمرأة السورية.

من هذا المنطلق فإن تأسيس الجمعية التركمانية بالنسبة لنا وخاصة المرأة التركمانية لهي خطوة سديدة نحو التكون الحر والسير على نهج أيديولوجي مفعم بالإرادة الحرة والرؤية التنظيمية الجماعية. من خلال انضمام المرأة التركمانية للجمعية تكون بتلك القدرة على طرح الرأي الآخر، والفكر الآخر، والكثير من المشاريع التي تخدم المجتمع وكافة فئاته. الجمعية التركمانية فتحت لنا الكثير من المجالات كي نرفع أصواتنا، وعلى الأقل البدء بالكثير من الحوارات البناءة والديمقراطية والتشاركية في حل الكثير من الأمور المتعلقة بالشعب التركماني. نحن على قناعة تامة أنه من المستحيل أن تكون للمرأة التركمانية الكينونة الحرة والمستقلة، بدون لعب دورها المميز من خلال الجمعية والناحية التنظيمية.

فالهدف الرئيسي للجمعية هي؛

  • نشر الفكر الديمقراطي الحر بين أبناء المكون التركماني والمكونات الأخرى.
  • التشجيع على التعايش السلمي بين جميع أفراد المكونات في المجتمع من عرب وتركمان وكرد وشركس وغيرهم.
  • تنظيم أبناء المكون التركماني ونشر روح التعاون والأخوة وتشجيعهم على التعاون فيما بينهم وبين المكونات الأخرى، وذلك فيما يخدم مصلحة الجميع وبشكل تعبيري عن الأخوة بين الجميع.
  • المحافظة على العادات والتقاليد الأصلية للمكون التركماني وأن يعطي صورة لائقة عن المكون من أخلاق وثقافته العالية.
  • التأكيد على دور المرأة في جميع نواحي الحياة وإبراز دورها في المساهمة من أجل نشر الفكر الديمقراطي الحر وبناء جيل يكون له دور فعال في تطوير المجتمع.
  • للمرأة الحق في المشاركة مع الرجل في جميع جوانب الحياة واتخاذ القرارات المصيرية.
  • مساهمة المرأة في كل الأعمال التي ترفع من مستوى تقدم وبناء الوطن بالشكل الديمقراطي الصحيح والكفيل في تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.

8- المشاركة في كافة المناسبات من أفراح وأتراح مع المكونات الأخرى في هذا البلد.

  • – التشجيع على العمل المشترك بين أفراد المكون وبما يخدم مصالح الجميع بشكل صحيح.

10- الإيمان بأن العمل الجاد والديمقراطي هو السبيل لبناء المجتمع القوي.

11-التأكيد على دور العلم والمعرفة وأهميتها في مجالات الحياة كافة، والإيمان بالعمل المشترك والتعاون المثمر.

12- تطوير اللغة التركمانية بين أفراد المكون وافتتاح دورات تعليمية بشكل صحيح من محادثة وكتابة بشكل صحيح من أجل المحافظة على لغة الأم.

13- أن يكون لأبناء المكون التركماني دور فعال من خلال المشاركة في كافة المجالات النمطية التي تعني تيسير أمور البلاد من/سياسية وثقافية وعلمية وتنظيمية.

14- وضع أبناء المكون التركماني ضمن الإدارة المدنية والوقوف على مقترحاتهم فيما يخص العمل.

15- الابتعاد عن كافة أنواع التمييز العنصري بين مكونات المجتمع والإيمان بالعيش المشترك.

16- المساهمة في وضع خطة عمل بناءة وتطوير إقليم شمال وشرق سوريا وذلك من خلال المشاركة في مؤسسات العمل الديمقراطي ومن خلال الدور الذي يقوم به المكون التركماني.

17- أن تقوم الجمعية بتقديم المساعدة والإرشاد النفسي وإقامة الدورات والندوات العسكرية والسياسية لنشر الوعي السياسي والثقافي والاجتماعي.

قمنا بالكثير من المنجزات الهامة في عام 2023 بزيارة الكثير من العوائل التركمانية. لقد جلسنا مع الكثير من الأمهات والنساء والفتيات والحوار معهن على الكثير من القضايا والمشاكل العويصة والقيام بطرح أساليب الحلول المناسبة. تلك الزيارات كانت لها تأثير نفسي واجتماعي مهم بالنسبة للعائلة التركمانية. لأن المرأة التركمانية ومثل الكثير من النساء في سوريا تم إهمالهن وعدم ضمهن للحياة التنظيمية الاجتماعية.

وحتى إن الكثير من النساء عندما تكون لهن مشكلة متأزمة يأتون إلينا في الجمعية ويتحاورن الكثير من أساليب الحلول الصحيحة. فالجمعية تحولت الى مركز للاستشارة ومرجعية تنظيمية رسمية للمرأة التركمانية. وفي بعض الأحيان تأتينا مشاكل وقضايا الزواج أو عدم التفاهم أو الطلاق. بدورنا نقوم بطرح الكثير من الأفكار والحلول الواقعية، أولاً؛ لأجل حماية المرأة وإبقائها على طبيعتها الاجتماعية وريادتها القوية. وثانياً؛ علينا ورغم كافة الظروف الصعبة التي نمر بها وكواجب للجمعية أن نحافظ على التوازن المجتمعي وفتح الكثير من المجالات لأن تكون المرأة التركمانية صاحبة الدور البارز في كافة المجالات.

في عام 2023 لقد تلقينا الكثير من الصعوبات، وأسباب تلك الصعوبات هي الضعف من الناحية التوعوية للمرأة. لذلك لقد أنجزنا في عام 2023 الخطوة الهامة ألا وهي؛ إعطاء الكثير من المحاضرات والندوات الهامة على قضايا التطوير الأيديولوجي والتنظيمي والسياسي للمرأة التركمانية.

لا نستطيع القول؛ بأن ومنذ تأسيس الجمعية التركمانية قدمنا الكثير للمرأة التركمانية، لأننا وما زلنا في بداية المسيرة، كي نكون الشخصية الريادية القوية للمرأة التركمانية. فإننا نطمح في عام 2024 إلى الوصول لأعلى المستويات الثقافية والفكرية والسياسية والاجتماعية والتعليمية المتحضّرة للمرأة التركمانية.