ممارسة الحياة النِديِّة الحرّة والتخلص من رواسب الذهنية الذكورية مهمة مصيرية

ممارسة الحياة النِديِّة الحرّة والتخلص من رواسب الذهنية الذكورية مهمة مصيرية

هيئة التحرير

 

من المهم مرة أخرى مناقشة تلك المُعضِلة العويصة والتي تلزم المجتمع البشري مراجعتها وتحليلها ودراستها من جديد، ألا وهي حقيقة العلاقة فيما بين المرأة والرجل. هذه العلاقة الشائكة، التي تحولت إلى آلة وأداة بيد النظام الرأسمالي، وحتى طرحت الكثير من المسميات كـ الحرية الجنسية – المساواة بين الجنسين – الديمقراطية – الحرية الفردية…الخ، والكثير من المصطلحات الرنّانة التي لا تمس بأي صلة لا بطبيعة المرأة وتحررها – ولا بالتوافق مع حقيقة الرجل الإنسانية – وبنفس الوقت لا تمس بتاتاً المجتمع وطبيعته الكومينالية المتمحورة على المرأة – الأم ودورها الأساسي في أن تكون الحراك الرئيسي لكافة المتحولات والتغييرات الزمنية.

فتحليل هذه العلاقة وعلى أنها قبل كل شيء علاقة مبنية على روح وفكر إنساني، يكون من الأولويات دراستها ومراجعة تلك العلاقات الهشة والمستثمرة للطاقة المجتمعية والصحيحة لكلا الجنسين. من تلك المفاهيم المركّزة عليها تحت اسم “تحليل هذه العلاقة” تم وضع الكثير من المقاييس والمواصفات البعيدة عن طبيعة تلك العلاقة الإنسانية. ومنها العادات والتقاليد والثقافات المكونة مع الذهنية الذكورية السلطوية.

لذلك وخاصة في القرن الحادي والعشرين الذي نمر به، يتطلب من كافة المثقفات والمثقفين والكتّاب والأديبات والباحثات عن حقيقة حرية المرأة – الحياة، بأن يتعمّقوا مرة أخرى في فلسفة “الحياة النِدِيِّةِ الحرة” ارتكازاً على الحوارات الديمقراطية. فاتخاذ مفهوم الحياة النِديِّة الحرة كمبدأ أساسي بين الجنسين سيتيح المجال للتعايش المشترك والمتوافق والمتوازي مع الطبيعة المكملة للحياة البشرية.

محتوى فلسفة الحياة الشراكة النِديِّة الحرة تعتمد على الوعي لإنهاء تلك الذهنية المكونة على الطبقتين – الطبقة الظالمة على المظلومة، فالرجل المربى على تلك الثقافة يمارس مفهومه الرجولي على المرأة ويستصغرها، ويُعرّفها على أنها الطبقة المضطهدة. مع توثيق مفهوم الحياة النِديِّة الحرة يتم الخوض في غمار كفاح ونضال ديمقراطي مركز على التغيير والتخلص من رواسب تلك الذهنيتين الطبقيتين واللتان لا تناسبان لا كينونة المرأة – الأم ولا الرجل بطبيعته الإنسانية.

فمحور العدد الثامن يُركز على طرح مفهوم فلسفة الحياة النِديِّة الحرة لكلا الجنسين ولحل تلك المعضلة وبمقاييس مجتمعية وديمقراطية، للارتقاء بسوية تلك المجتمعات المتحضّرة الواعية ذهنياً وفكرياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً وجوهرياً، والبعيدة عن تلك الحروب والصراعات التي تفتك بالحقيقة الإنسانية. المرأة هي محور الحياة الحرة والمتناغمة مع الطبيعة البشرية. بدون المرأة الممثلة للحياة لن يكون للحياة معنى أو جمالية أخلاقية.