نظام الرئاسة المشتركة خطوة تاريخية لإعادة الموازين إلى مجراها الطبيعي

نظام الرئاسة المشتركة خطوة تاريخية لإعادة الموازين إلى مجراها الطبيعي 

 

هيئة التحرير

بعد طرح الكثير من المحاور المهمة، منذ اصدار العدد الأول ووصولنا للعدد التاسع، حيث بدأنا بطرح؛ (فلسفة المرأة، الحياة، الحرية/العائلة الديمقراطية/التعصب الجنسوي/أيديولوجية تحرر المرأة/الأمة الديمقراطية/العدد الخاص- بانوراما عام 2023 /الحركات النسوية/الحياة النِدِيِّة الحرة)، والآن وصلنا لمحور العدد التاسع ألا وهو الحلقة المكملة لهذه المحاور ويتضمن /نظام الرئاسة المشتركة/.

نظام الرئاسة المشتركة هي حاجة ضرورية كي نتعمق في معناها اصطلاحياً ونظرياً وعملياً، أهميتها القصوى تاريخية ومرحلية وعصرية بنفس الوقت. من غير الممكن الاعتقاد بأن نظام الرئاسة المشتركة يخدم تقدم وتطور المرأة فقط. المرأة معبرة بناحيتها البيولوجية والفكرية والسيكولوجية وروحها الكومينالية بأنها الحياة وتدير كافة أمور الحياة وتتحمل العوائق والأعباء.

فهل من الممكن الادعاء بأن المرأة فقط ستكون إدارية كاملة لحل كافة القضايا؟ المرأة مركز الحياة ومنها يتم تنظيم السيرورة الشمولية الكونية للحياة. والرجل أيضاً يتخذ مكاناً بارزاً ضمن هذه السيرورة. فهذه الحلقة العقيمة والتي تم طرحها والنقاشات والآراء المختلفة عليها، يتطلب التحليل الصحيح ومراجعة أساليب الحل لها. حتى وإن بعض الدول أرادت من خلال مشاركة المرأة في بعض المناصب الرئاسية والإدارية والنيابية وضع مكانة للمرأة تحت مسمى /الحياة التشاركية/، ولكن في الممارسة العملية ظهرت الكثير من المفاهيم الذكورية والسلطوية والفوقية والتي تختبأ وراءها ادعاءات أو شعارات الديمقراطية – الحرية – المساواة – حقوق المرأة … الخ

من هنا على كافة المثقفين والمثقفات والناشطات النسويات بالذات القيام بمراجعة نظام الرئاسة المشتركة، وتقديم التعريف الصحيح له. نظام الرئاسة المشتركة يتيح تلك الفرصة لممارسة مبادئ الديمقراطية بين الجنسين ومن خلاله خلق مجتمع متوازن ومتلائم مع كافة فئاته وأطيافه ومذاهبه ومكوناته واحترام التنوع الثقافي. ليس كما يعتقد البعض من الرجال بأنه عند اتخاذ مكانه في نظام الرئاسة المشتركة، فسوف تنتهي قيمته الشخصية أو بمعنى أصح رجولته، على العكس تماماً فإن نظام الرئاسة المشتركة يقدم منعطف تاريخي بأن يمارس الرجل حقوقه كإنسان طبيعي، وأيضاً المرأة حتى وإن تم تحريف طبيعتها سترجع إلى أن تلعب دورها الريادي في إدارة سيرورة الحياة ودفع الكينونة المجتمعية نحو الأفضل والأجمل والأحسن والعادل والمتساوي بين كافة الأمور.

علينا عقد الكثير من الندوات والمنتديات والمحاور على مفهوم الرئاسة المشتركة، ومرة أخرى البدء بالحوارات الديمقراطية والتحلي بالجرأة الكافية للوصول إلى ذاك المفهوم، ومن المستحيل أن نستطيع الاعتماد على طاولة أرجلها مكسورة، حتى وإن كانت إحدى أرجلها مكسورة فلا يمكن الاتكاء عليها.