الياقوتيّة – الشاعرة: خاتون إبراهيم

 

“يحدث أن تحمل الحروف بين ثناياها روحاً

فتشعر وكأنك تخاطب الروح عندما تقرأها وكذلك الشعر والقصيدة.

فأن يمسك المرء القلم فكأنه يمد يده إلى جوف قلب من سيقرأ،

لا خير في قصيدةٍ إن لم تلامس القلوب وتداعب شغافها”

 

الشاعرة: خاتون إبراهيم

 

الياقوتيّة

 

إلى تلكَ

التي تَنتعلُ شرياني

ولا تنام إلا في الوريدِ

كمْ مرةٍ تَستطيعين أنْ تولدي في منامي

فأسرعُ وأمسكُ الحُلم بيدي

ينصهرُ الُحلمُ ويتبخّرُ

منتشياً بالأمنيةِ مليئةٌ أنا برغبةِ الرجوعِ

الرجوعُ إليكِ

أربعُ محاولاتٍ وخمسةُ أعوام وستة آمال

تقتلني أشباحُ الغربةِ

ها هنا على أرضٍ خالية إلا منكِ

أصرخُ … أنادي

أحبكِ.. أحبكِ

حتى تستريحي من ضَجركِ

وأستكينُ أنا من رجفة كياني

أستفيقُ وأستحضرُ طيفكِ

طيفكِ الغافي في نخاعي… في شِغافي

أقرعُ أجراس ذاكرتي التي ملّت من أناملي

حساء الذكرى يلتصقُ بحنجرتي

كدمٍ… كجرحٍ أعمق من أن يُشفى

وأسهل من أن يكون أخاديد حبرٍ على ورقِ

في كبدِ التاريخِ

إليكِ أنسبُ ندبةً سكنتْ بؤبؤتي

وأتساءل: ما هي خطيئتي؟!

خطيئتي كباقي أيتامِ وطني

خطيئتي أنتمي إليكِ

وأجمل الخطايا تلك التي لا تُرتكبُ في حقكِ

 

إلى تلك الياقوتيّة

التي تُزيّن عنقها بثمانٍ وعشرين حبَّة زيتون

كأنها كُلها نبضُ بوصلةٍ وخريطةُ وصول

 

كيف أخبركِ بأن الغربة تسكنني

وبات النوم بوصفةٍ لا تشبهني… تقتلني

كيف أخبركِ بأني أتركُ الليل يحترقُ على مهلٍ

وأذوبُ أنا ببطءٍ أمام هالةَ طيفكِ

تقتلني الهموم وتلتهمني رجفتي

تتآكلُ عاطفتي

إلى تلك الياقوتيّة

التي لا تهدأ في دمي

التي تَنتعلُ شرياني

إلى مدينتي

التي لا تنامُ إلا في الوريدِ.

 

خاتون إبراهيم تولد 1999 عفرين/ مسيرتها في عالم الكتابة بدأ بأولى فترات الهجرة القسرية/ شغفها وحبها للقراءة والكتب منذ الطفولة كان الحجر الأساس لتندلع بداخلها الرغبة في التعبير عن كل ما جرى في أيام الحرب العصيبة/. بدأت بكتابة أول سطر في 2019 ومنها انطلقت للمشاركة في كتاب مشترك للشعر بعنون شذرات أنثوية ولم ترغب يوماً في التوقف عن الكتابة / ولن تتوقف مادامت الأرض تدور والشمس تشع حسب قولها/