الأم هي أساس الطبيعة المجتمعية وبعيدة كل البعد عن مفاهيم التعصب الجنسي

الأم هي أساس الطبيعة المجتمعية وبعيدة كل البعد عن مفاهيم التعصب الجنسي

 

 هيئة التحرير

 

لن تكون للطبيعة المجتمعية أي أهمية، من دون إيصال المرأة إلى نواة النهضة الاجتماعية. المرأة القابعة في قاع الظلمات لن تكون بتلك القدرة على احراز المستوى الاجتماعي، وإرجاعه إلى سيرورته الطبيعية، والتي أساسها ثقافة المرأة – الأم. ثقافة الأم؛ هي أساس إدارة المجتمع من كافة النواحي، ليست الاجتماعية فقط، بل السياسية والحماية، والذهنية وجدليتها المتغيرة دوماً. طبيعة المرأة الديالكتيكية، هي التي تجعل المجتمع في أمان وسلامة سيكولوجية. الأمان بمعناها هي تحمي التوازن الفكري والعاطفي والروحي والحفاظ على أخلاقه وسياسته.

لذلك نحتاج أولاً وأخيراً إلى مراجعة لـ حقيقة تاريخ المرأة من جديد، منذ أن تم استعمارها وحتى الآن، والممارسات المستمرة لكي يتم القضاء على طبيعتها المتحررة، والتي تكون منبع البناء والتغيير نحو تكوين النهضة الديمقراطية المعاصرة. النقطة الأهم هي؛ علينا كشف النقاب عن الميزات الحياتية للمرأة (كينونة الحياة)، والإشارة إلى أهمية قضية التحرر. فالمجتمع المختنق بين ثنايا مفاهيم التعصب الجنسي (الجندرة) العقيمة، لن تحل أي قضية؛ إلا من دون الوصول إلى تلك المرأة التي تتحلى بذهنية التحرر الجنسوي.

وجود السياسة الديمقراطية، والتي أساسها المرأة بذاتها الحرة والجدلية، ستُنْقص من المفاهيم الطبقية والمناهج المطلقة، التي لا تمس الطبيعة الاجتماعية أبداً، وبنفس الوقت ستحل مكانها الحياة المسالمة والموازية مع المقاييس الصحيحة وحماية البيئة أيضاً.

هنا المسؤولية الأساسية تقع على عاتق المرأة، بأن تحلل بذاتها تاريخها وما سُلِب، منها وأن ترى الأبعاد السلبية المعاقة، لأجل تحرير جوهر الحياة والمجتمع.

لا جدال في هذا الموضوع؛ بأن المرأة هي التي ستحقق ثورة النهضة الذهنية، من خلال انضمامها لكافة المجالات الحياتية، والتي هي طبيعتها بحد ذاته. وبنفس الوقت ستحقق انفتاحاً لإرجاع الأخلاقيات وجماليات الحياة الحرة، وهي ستكون مصدراً للوصول إلى الحرية والمساواة والدمقرطة المجتمعية. طبيعة وذهنية المرأة، المتمثلة في (الشمولية) وروح المسؤولية المتحلية فيها وخاصة طبيعتها في امتلاكها الذكاء العاطفي، تعطيها القوة الفكرية والسياسية والاجتماعية.

لذلك قضية التخلص من ذهنية التعصب الجنسوي؛ لهي مسؤولية تاريخية ولها عظمتها وجمالها. القضاء على ترسبات مفهوم التعصب الجنسي بين شعوب ميزوبوتاميا وكافة شعوب الشرق الأوسط والعالم أجمع، ستكون الوصول إلى مرحلة العصرانية الديمقراطية، وإنهاء ذاك النظام العالمي، المستند على ذهنية استعباد المرأة وبكافة أشكاله. ومن هنا اتحاد جميع صفوف النساء، إن كان على مستوى كردستان وكافة العالم، ستكون الخطوة الأكثر تأثيراً لأجل التحولات التاريخية.

يتطلب من كافة المؤسسات والحركات النسوية الوقوف في مواجهة مفاهيم التعصب الجنسوي، والتي تنهي، وبكافة ظواهرها؛ حقيقة الطبيعة البشرية، التي تنعم بخاصية فطرية، توّاقة للعدالة والحرية والاحترام والمحبة والسلام.