Jin, Jiyan, Azadî المرأة، الحياة، الحرية

Jin, Jiyan, Azadî

المرأة، الحياة، الحرية

هيئة التحرير

من رحمِ الطبيعة خُلقت الحياة، ومن رحم الأمهات بدأت رحلة الإنسان في هذا العالم، وعبر مراحل متعددة من التاريخ البشري، ظهرت حقيقة المرأة، وأهمية حضورها في الوسط الاجتماعي، ابتداءً من ذاتها، فالأسرة، ومن ثم إلى العالم الخارجي. جاعلة من بيتها وطناَ.

ولأنّ المرأة وطنٌ، فقد صار لزاماَ علينا، أن نربط بين الوطن والمرأة، أينما ارتحلنا، وكيفما ذكرنا، ومتى قررنا أن نجعل من المرأة عنوانَ الحياة الصحيحة. وعندما نرفع شعارنا عالياً “المرأة، الحياة، الحرية” نعلن مدى ارتباطنا بقيم المجتمع وأخلاقه. لأن في حرية المرأة حرية وطن.

كان وما يزال مفهوم الحرية لدى المرأة، مفهوماً معقداً بعض الشيء، حيث أنها أدركت في النهاية أن حريتها تبدأ من ذاتها، بغضّ النظر عن رأي المجتمع بها.

يقترنُ مفهوم نشأة الكونِ وتطوّر المجتمعات، بتوضيح العلاقةِ بين الثالوث المعرفي المرتبط بالحقيقة، والتي دأب الإنسان منذ القدم للوصول إليها، وفهم العلاقة فيما بينها، وهي “الطبيعة والمرأة والحياة”. هذا ما جعلت الحضارات البشرية تصنع ثقافتها وفقاَ لفهمها لهذا الثالوث، فظهرت الديانات والطوائف، وبمختلف معتقداتها وآرائها، ولكنها جميعاَ اتفقت على أن “الطبيعة والمرأة والحياة” مفاهيم مرتبطة ببعضها، ولكن جوهرها واحد، وهو الحرية، فالحرية هي الروح التي جعلت العلاقة بين هذا الثالوث ممكناً، لذلك نجد أنّ حرية المرأة هي التي منحت الحياة معنى، وجعلتها تسير في مسارها الصحيح. وأبرزت أيضاً جمالية الطبيعة، بفلسفتها التي تُبنى على الفكر الحرّ، ومعرفة الحقيقة الواضحة كوضوح الشمس، بأنّ المرأة هي عين الحياة الصحيحة الهادفة.

كان وما يزال مفهوم الحرية لدى المرأة، مفهوماً معقداً بعض الشيء، حيث أنها أدركت في النهاية أن حريتها تبدأ من ذاتها، بغضّ النظر عن رأي المجتمع بها، وذلك بسبب معاناتها نتيجة العادات والتقاليد التي كانت تقيدها وتتحكم بحياتها، دون الأخذ برأيها، وبأنها مجبرة على أن تتأقلم في مجتمع ذكوري أو أبوي، ولكن الظروف القاسية والحروب التي مرّتْ على المرأة جعلتها تعاني، وهي تسلك دربها المعبّد بالأشواك، محاولةً أن تتجاوز جميع الحواجز الاجتماعية، وأن تكسر القيود التي كانت تقف عائقاً في طريقها، فهي المسؤول الأول والأخير عن ذاتها، مع مراعاة القيم والأخلاق.

لذلك فقد شهد المجتمع في السنوات الأخيرة تطوراً وتحسناً بارزاً، في مطالبة المرأة بحقوقها، وبالمساواة بينها وبين الرجل، واستطاعتْ أن توفق بين بيتها ومكان عملها، وأن تكون أكثر انفتاحاً، فنراها تتحدى الصعوبات كلها من أجل الوصول إلى هدفها، وتسابق النجوم في تنافسها.

عندما نربط المرأة بالوطن فأننا نعيد صياغة الحياة

وفعلاً حققت إنجازات كثيرة في مجال السياسة والريادة والمشاركة بالثورة في شمال شرق سوريا، دون تردد، فكانت هذه الثورة هي نقطة تحول في حياتها، وفي مسيرة نضالها نحو الحرية المنشودة، حيث تغيرت حياتها رأساً على عقب، وحُظيت بمكانةٍ عاليةٍ، وتميزت بشخصيتها القوية ودورها في المجتمع، وبذلك غيرت نظرة الناس والمجتمع لها، إذ بات الجميع يهتم بقضايا المرأة، كقضايا العنف والاغتصاب والقتل والحرمان من أبسط حقوقها، إضافة إلى البحث عن طرق علاجها وإيجاد الحلول لها، وهذا ما ساعدها كثيرا لتكون أكثر جرأة وقوة.

عندما نربط المرأة بالوطن فأننا نعيد صياغة الحياة بما فيها من تحديات ونصنع عالماً أكثر حرية، وننشر السعادة الحقيقية التي تنشدها المرأة، وهي سعادة تحقيق الأمل بالحرية، وكل ما سواها ليس إلا نتائج إيجابية لهذه الخطوة العظيمة التي خطتها المرأة بإرادتها وبعزمها على تجاوز كل ما يكدّر عليها صفاء ذهنها، ويمنحها النجاح والأمل بالمستقبل.

كيف تعيش المرأة بحرية

أثبتت المرأة جدارتها في كافة المجالات التي دخلت في غمارها، لتبدع وتصنع وتكتب، حتى أتقنت، وأيقنت من أن تجربتها في الحياة أكسبتها سعادة وثقة وحرية في اختيار طريقها بنفسها، دون تدخل من أحد، حألتعيش حرة بفكرها وعلمها وروحها الخارجة عن قوقعة المجتمع، لأن النجاح والتقدم يحتاج إلى التحرر والصبر والقوة بداية. فقوة شخصيتها وتفردها وتميزها بما تحب، وعدم مقارنتها بغيرها، وتحملها أعباء المسؤولية، فالسعي والإلحاح والإرادة الصلبة هو ما جعلها تنجز المعجزات. ومن هنا يمكننا أن نقول: إن بحث المرأة الدائم عن السعادة لا يتناقض مع بحثها عن الحرية. ولذلك عندما تجد حريتها ستسعد أكثر، خاصة عندما تحقق ذاتها وأهدافها.