بقدر نضال المرأة الحرة ستكون للحياة والحرية معنى عميق

بقدر نضال المرأة الحرة ستكون للحياة والحرية معنى عميق

تؤدي المرأةُ دوراً حياتياً ومصيرياً من حيث أخلاقياتِ وجمالياتِ الحياةِ،

على ضوءِ الحريةِ والمساواةِ والديمقراطية،

كونها العنصرَ الأصليَّ للمجتمعِ الأخلاقيِّ والسياسي”

 

المفكر عبد الله اوجلان

 

في هذا القرن الجديد، وفي هذه المرحلة الجديدة كلّ التطورات، ستكون مرتبطةً بحرية المرأة كمحور لجميع المسائل الأخرى، وأنا أرى حرية المرأة كحرية مجتمعية، وعليهن تطوير أنشطتهن على هذا الأساس، وأبعث إليهن بتحياتي انطلاقاً من هذه الأفكار.

لقد كتبت الكثير بشأن مسألة المرأة، ونظرتنا إلى هذه المسألة معلومة، كما أنني منحت مكاناً مهماً لهذا الموضوع في مرافعاتي، فقضية المرأة تشكّل أساس كلَّ القضايا، وحل مسألة حرية المرأة يعني إيصال نضال الحرية المجتمعية إلى الحل بشكل عام، وعندما أقول المرأة فأنا لا أقولها بمفهوم التعصب الجنسي، فقد قرأت كتاباً لكاتبة أمريكية في الأيام الماضية، إنَّها الفيلسوفة الفامينية الأمريكية “جولييت”، وأنا أنضم إلى التشخيصات التي وضعتها هذه الكاتبة، فقد كتبت بشكل مثبت.

إنَّها تفصل بين الفامينية البيولوجية والفامينية الثقافية. بالطبع لهذا الأمر بعده السياسي أيضاً، فأخذ المرأة مكانها في الكفاح السياسي مهم جداً، ونشاط المرأة في هذه النقطة يكسب أهمية أكثر. المرأة المتحررة ليست لوحدها، بل يجب أن تضم الرجل إليها ليكافحا معاً ضد السلطة والذهنية الرجولية المهيمنة.

لذلك يجب القضاء على ثقافة الاغتصاب المستمرة منذ آلاف السنين، ويجب تجاوز ثقافة الاغتصاب، وخلق المرأة الحرة. يجب ألا يُفهم خطأً أنا لست مناهضاً للزواج، ولكن الزيجات في ظروف هيمنة الرجل، وعدم التكافؤ تؤدي إلى قضاء الطرفين على بعضهما بعضاً.

مفهوم والأنثوية الرجولة

 وفي الحقيقة مفهوم الرجولة والأنثوية في يومنا هو مفهوم مُلَقَن، وأَوَدُّ إنهاءَ هذا الفصلِ بتحليلِ مثالِ المرأةِ بالنسبةِ للموضوع. لاريّب أنّ البحوثَ الفامينيةَ تُقَدِّمُ مساهماتِها العامةَ في إظهارِ حقيقةِ المرأةِ إلى النورِ مع المستجداتِ الظاهرةِ حديثاً. لكني على قناعةٍ بأنّ نسبةً كبرى مِن هذه النشاطاتِ تُسَيَّرُ في ظروفِ سيادةِ العقلِ الرجوليّ. إنّها إصلاحيةٌ زيادةً عن اللزوم. إنّ تَناوُلَ الموضوعِ بكلِّ جذريتِه يتسمُ بأهميةٍ حياتية.

تُسَلِّطُ البحوثُ البيولوجيةُ الضوءَ على الدورِ الجذريِّ للمرأةِ ضمن النوعِ البشريّ. فالمنقطعُ عن الجذعِ الأصليِّ هو الرجل، لا المرأة. فعاطفيةُ المرأةِ تتأتى من عدمِ انحرافها المفرطِ عن جدليةِ التكوينِ الكونيّ، ونخصُّ بالذِّكرِ الإبقاءَ عليها في المنزلةِ السفلى ضمن سياقِ المدنية، والذي أثَّرَ في تَحَلِّيها بِبُنيَتِها هذه، وصَونِها إياها إلى يومنا الراهن.

أمّا عقلُ المرأةِ المفعمُ بالعواطفِ والمشاعر، فيُرادُ عَكسُه دائماً على أنَّه “ناقص”، وأنَّه بالذات طابعُ المرأة. لقد سَيَّرَ العقلُ الرجوليُّ عِدَّةَ حملاتٍ تمشيطيه كبرى على المرأة، ولا يزال.

مِن هنا، فالبحثُ والتمحيصُ في المرأةِ باعتبارها كثافةَ العلاقاتِ الاجتماعية، ليس ذا معنى فحسب، بل يتسمُ بأهميةٍ قصوى مِن حيث تَخَطّي (تفكيك) العُقَدِ الاجتماعيةِ العمياءِ أيضاً، وبما أنّ الرؤيةَ الرجوليةَ السلطويةَ قد خُلِعَت عليها مِسحةٌ من المَناعةِ والحَصانة، فإنّ تحطيمَ العَمى المعنيِّ بالمرأة بمثابةِ ضربٍ من تحطيمِ الذَّرَّة، إذ يتطلبُ بذلَ جهودٍ فكريةٍ عظمى وكسرَ شوكةِ الرجولةِ السلطوية.

أما في جبهةِ المرأة، فينبغي تحليلَ وتفكيكَ المرأةِ المُنشَأةِ اجتماعياً في الأصل، والتي تَكادُ تَجعلُ مِن ذلك نمطاً وجودياً لها؛ وتحطيمَها بالمثل. فالإحباطاتُ المُعاشةُ في نجاحِ أو فشلِ كلِّ كفاحاتِ الحريةِ والمساواةِ والديمقراطيةِ والنضالاتِ الأخلاقيةِ والسياسيةِ والطبقية (العجز عن تجسيد اليوتوبيات والمناهج والمبادئ في الحياة العملية)، مشحونةٌ بآثارِ شكلِ العلاقةِ الحاكمة (السلطوية) التي لَم تتحطم (فيما بين المرأة والرجل). ذلك أنّ العلاقاتِ المُغَذِّيةَ لشتى أنواعِ اللا مساواةِ والعبوديةِ والاستبداد والفاشيةِ والعسكرتاريةِ تستقي مصدرَها العينَ مِن شكلِ العلاقةِ ذاك.

اللّقى التاريخية

 تشيرُ اللُّقى التاريخيةُ والمشاهَداتُ اليوميةُ بجلاءٍ ساطع إلى أنّ الرجلَ لَعِبَ دوراً ريادياً في تَطَوُّرِ السلطةِ المتمحورةِ حول النظامِ الهرميِّ والدولتي، ولتحقيقِ ذلك كان ينبغي تَخَطّي وكَسرَ شوكةِ اقتدارِ المرأةِ المتنامي حتى آخِرِ مرحلةٍ مِن المجتمعِ النيوليتي. وتُؤكِّدُ اللُّقى التاريخيةُ والمشاهَداتُ اليوميةُ مرةً أخرى أنه تَمَّ خوضُ صراعاتٍ ضاريةٍ متنوعةِ الأشكالِ وطويلةِ المدى ضمن هذا السياق.

تاريخُ المدنيةِ هو تاريخُ خُسرانِ وضياعِ المرأةِ في الوقتِ نفسه. هذا التاريخُ بآلهته وعباده، بحُكامه وأتباعه، باقتصادِه وعلمه وفنه؛ هو تاريخُ رسوخِ شخصيةِ الرجلِ المسيطر. بالتالي، فخُسرانُ وضياعُ المرأةِ يعني التهاويَ والضياعَ الكبيرَ باسمِ المجتمع. والمجتمعُ المتعصبُ جنسوياً هو ثمرةُ هذا السقوطِ والخُسران. فالرجلُ المتعصبُ جنسوياً يتميزُ بِنَهَمٍ كبيرٍ لدى بسطِه نفوذَه الاجتماعيَّ على المرأة، لدرجةِ أنه يُحَوِّلُ أيَّ تَماسٍّ معها إلى استعراضٍ للسيطرة.

فلسفة المرأة

 بَيْدَ أنّ شَراكةَ الحياةِ المُنَسَّقةَ مع المرأةِ بفلسفةٍ مفعمةٍ بروحِ الحريةِ والمساواة والديمقراطيةِ الجذرية، تَمتَلِكُ الكفاءةَ التي تُخَوِّلُها لتأمينِ أعلى مستوياتِ الكمالِ في الجمالِ والفضيلةِ والصواب. أنا شخصياً أرى الحياةَ مع المرأةِ ضمن الأوضاعِ القائمة مُعضِلةً إشكالية، بقدرِ ما هي قبيحةٌ وسيئةٌ وخاطئة، والحياةُ مع المرأةِ في ظلِّ الأوضاعِ القائمة، هي من أكثرِ المواضيعِ التي تَضعُفُ فيها جرأتي منذ الطفولة. ذلك أنّ موضوعَ البحثِ هو حياةٌ تتطلبُ المساءلةَ في غريزةٍ وطيدةٍ للغاية كالغريزةِ الجنسية.

مصطلح الجنولوجي علم المرأة

لَطالما آمنتُ بأنّ ألغازَ تَدَفُّقِ الحياةِ في الكونِ ستَجِدُ معناها مع هذه المرأةِ بجانبها الأفضل والأجمل والأصح، ولكني آمنتُ أيضاً بأخلاقي التي لا تَسمحُ بتاتاً بمُشاطرةِ طرازِ وجودي مع بضاعةِ “الرجل ورأس المال” المنتصبةِ أمامي، أي مع “هرمز ذي التسعين ألفِ زوج”؛ ولدرجةٍ لن يَقدِرَ عليها أيُّ رجلٍ كان. حينها، قد يَكُونُ مصطلحُ “علم المرأة” Jineolojî جواباً أفضل للهدف، وبِما يتعدى نطاقَ الفامينية.

فوضعُ المرأةِ الحقيقيُّ ربما طُمِسَ بهذه العباراتِ أربعين ضعفاً مما عليهِ حجبُ التمايُزِ الطبقيِّ والاستغلالِ والقمعِ والتعذيبِ القائم في تاريخِ المدنية. من هنا، فمصطلحُ عِلمِ المرأة Jineolojî قد يَرمي بنحوٍ أفضل إلى الهدفِ المأمولِ عوضاً عن اصطلاحِ الفامينية.

فالظواهرُ التي سوف يُبرِزُها عِلمُ المرأة لا بدَّ أنها لن تَكُونَ أقلَّ واقعيةً مما عليه العديدُ من الأقسامِ العلميةِ المنضويةِ تحت فروعِ علمِ الاجتماعِ من قَبيلِ علم اللاهوت، وعلم الأُخرَوِيّات وعلمِ السياسة والبيداغوجيا.

حرية المرأة تعني حرية المجتمع

 لا شك أنّ كشفَ النقابِ عن وضعِ المرأةِ هو أحدُ أبعادِ المسألة. والبُعدُ الأهمُّ معنيٌّ بقضيةِ التحررِ والخلاص. بمعنى آخر، فحَلُّ القضيةِ يتميزُ بأهميةٍ أكبر. لَطالما يُقالُ إن مستوى حريةِ المجتمعِ العامةِ متناسِبٌ طرداً مع مستوى حريةِ المرأة، والمهمُّ هو كيفيةُ ملءِ جوفِ هذه العبارةِ الصحيحة.

ذلك أن حريةَ المرأة ومساواتَها لا تُحَدِّدُ حريةَ المجتمعِ ومساواتَه فحسب. بل إنّها تقتضي ترتيباتِ النظريةِ والمنهاجِ والتنظيمِ والممارسةِ اللازمة، والأهم من ذلك يَدُلُّ على استحالةِ وجودِ السياسةِ الديمقراطيةِ بلا المرأة، بل وستبقى السياسةُ الطبقيةُ ناقصةً، وسيستحيل استتباب السلمِ وحماية البيئة حينذاك.

أما المرأة التي تراقب الطبيعة عن كثب، وترى فيها الحياة، وتعرف الخصب والإنجاب؛ فهي الحكيمة العالِمة بطراز هذا المجتمع. وما كون أغلب السحَرة من الإناث سوى تعبير عن هذه الحقيقة. فالمرأة هي أفضل الواعين لما يجري حولها في المجتمع الطبيعي، بحُكم ممارستها العملية في الحياة.

تُشاهَد آثار المرأة على كافة المنحوتات واللُّقى الأثرية المتبقية من تلك الحقبة. فالكلان هي اتحاد متألف ومتكوِّن حول المرأة الأم. في حين أن إنجابها الأطفال وتنشئتها إياهم، قد دفعها لتكون أفضل جامع للثمار، وخير معيل للأطفال. وبالمقابل، فالطفل لا يعرف أحداً غير أمه. أمَّا الرجل، فلم يكن ذا تأثير واضح بعد في النظر إلى المرأة كمُلك له.

بينما لا يُعرَف الرجل الذي حمِلت منه المرأة، تكون الأم المنجبة للوليد معروفة. هذه الضرورة الطبيعية تشيد بمدى قوة المجتمعية المرتكزة إلى المرأة، وينبغي إخراجَ المرأةِ من كونِها الأمَّ المقدسةَ والشرفَ الأساسيَّ والزوجةَ التي لا استغناءَ عنها ولا حياةَ بدونها، والبحثَ فيها بوصفِها مجموعاً كلياً من الذات والموضوع.

بالطبع، يتوجبُ أولاً صونَ هذه البحوثِ من مَهزَلَةِ العشق. بل وينبغي أنْ يَستَعرِضَ البُعدُ الأهمُّ في البحوث تلك الجرائم الكبرى التي يتم حجبُها باسم العشق (وعلى رأسها الاغتصاب، الجريمة، الضرب، وآلاف الشتائم البذيئة التي لا تُساوي قرشاً).

دور المرأة في كافة مجالات الحياة

 كما تؤدي المرأةُ دوراً حياتياً ومصيرياً من حيث أخلاقياتِ، وجمالياتِ الحياةِ على ضوءِ الحريةِ والمساواةِ والديمقراطية، كَونها العنصرَ الأصليَّ للمجتمعِ الأخلاقيِّ والسياسي. علمُ الأخلاقياتِ والجمالِ جزءٌ لا يتجزأ من علمِ المرأة. ولا جدال بشأن أن المرأة ستُحقِّقُ انفتاحاً وتطوراتٍ عظيمةً في جميعِ ميادينِ الأخلاقيات والجماليات كقوةٍ فكريةٍ وتطبيقيةٍ على السواء، بِحُكمِ مسؤوليتِها الثقيلةِ في الحياة. فأواصرُ المرأةِ مع الحياةِ شاملةٌ أكثر بكثير مقارنةً مع الرجل. ورُقِيُّ بُعدِ الذكاءِ العاطفيِّ متعلقٌ بذلك. بالتالي، فعلمُ الجمالِ موضوعٌ وجوديٌّ بالنسبةِ للمرأة، كَونَه يعني تجميلَ الحياة.

قليلةٌ هي الطاقةُ غيرُ المتحولةِ إلى شكلٍ ملموس، حيث تُشاهَدُ في عددٍ نادرٍ من الأشخاص. أما لدى المرأة، فغالباً ما تُعاندُ الطاقةُ التحولَ إلى شكلٍ ملموس. إذ تُحافِظُ طاقتُها على حالتِها المتدفقة. وتستمرُّ في تدفقِها كطاقةِ حياة، في حالِ لَم تُحبَسْ في شكلِ الرجلِ وقفصِه. والجماليةُ والشاعريةُ لدى المرأة على صِلَةٍ وثيقةٍ مع حالةِ الطاقة غيرِ المُجَمَّدة، والتي تطغى عليها الطاقةُ الكامنةُ للمعنى. ولأجلِ فهمِ هذه الحقيقة، يتوجبُ إدراكُ الحياةِ الحيةِ بكلِّ أعماقِها.

إذا تَمَعَّنّا في حقيقةِ المرأةِ وفق هذا المنظورِ الفلسفيّ، فسنَصِلُ إلى نتيجةِ لزومِ عقدِ أواصرِ الحياةِ القَيِّمةِ مع المرأةِ بكلِّ محاسنِها وصوابِها وجمالِها. فالحياةُ النديةُ الحرةُ مع المرأةِ في عصرِنا، أي في ظلِّ ظروفِ الحداثةِ الرأسمالية، تستلزمُ التحلي بروحِ المسؤوليةِ العليا وبالمقاربةِ العلميّةِ والفلسفيّةِ والأخلاقيّةِ والجماليّةِ لها. فمن دونِ معرفةِ الوضعِ الذي أُقحِمَت فيه المرأةُ طيلةَ تاريخِ المدنيةِ وفي العصرِ الحديث، ومن دونِ الاستطاعةِ على الدنوِّ الأخلاقيِّ والجماليِّ منها؛ فأيّما كان شكلُ الوحدةِ المُجَرَّبةِ معها، فإنّ كلَّ أنواعِ الحياةِ معها ستنتهي، ولابُدّ بالأخطاءِ، واللا أخلاقِ والقُبحِ والشناعة.

لو خُيِّرتُ

 ولو خُيِّرتُ أنا مثلاً، لانكبَبتُ على أعمالي في أيِّ مكانٍ أطأه: في قريتي، على سفوحِ جبال جودي، على حوافِّ جبالِ جيلو، في محيطِ بحيرةِ وان، في أحضانِ جبالِ آغري، ومنذر، وبينغول، على شواطئِ نهريِ الفرات ودجلة والزاب، وصولاً إلى سهولِ أورفا وموش وإغدر؛ وكأني بالكادِ أنزلُ من سفينةِ نوح الناجيةِ لتوِّها من الطوفانِ المريع؛ أو أهربُ من الحداثةِ الرأسماليةِ كهروبِ إبراهيم من النماردةِ وموسى من الفراعنةِ وعيسى من أباطرةِ روما ومحمد من الجهالة؛ مُعتمداً على ولعِ زرادشت بالزراعة (أول امرؤٍ نباتيّ) ورأفتِه بالحيوان، ومستوحياً إلهامي من تلك الشخصياتِ التاريخيةِ ومن حقائقِ المجتمع.

وقد ازدادت أعمالي لدرجةٍ تستعصي على العد، ولَكان بإمكاني البدءُ بعملي ابتداءً من تشكيلِ كومونةِ القريةِ فوراً. لَكَم كان تشكيلُ كومونةِ قريةٍ أو عدةِ قرى سيَبعثُ على الحماسِ والحريةِ والصحةِ والسلامة! ولَكَم كان تشكيلُ أو تفعيلُ كومونةِ حيٍّ أو مجلسِ مدينةٍ عملاً خلاّقاً ومُحَرِّراً، فما الذي لن يثمرَ عنه بناءُ كومونةِ أكاديميةٍ أو تعاونيةٍ أو مصنعٍ في المدينة!

إذ هو منبعُ فخرٍ وغبطةٍ أنْ أعقدَ مؤتمراتِ الديمقراطيةِ العامةِ لأجلِ الشعب، أو أنْ أشكّلَ مجالسَها أو أتحدثَ إلى تلك المؤسساتِ والمنظماتِ أو أنشطَ فيها! مثلما تُلاحظون، لا حدود للحنين والأمل، وما من عائقٍ جادٍّ أمام تحقيقِ ذلك سوى الفردُ بذاتِ نفسِه. ويكفي لتحقيقِه أنْ يتمتعَ المرءُ بنبذةٍ من الشرفِ المجتمعيّ ونبذةٍ من العشقِ والعقل!