الحداثة البديلة في الأمة الديمقراطية، هي العصرانية الديمقراطية

الحداثة البديلة في الأمة الديمقراطية، هي العصرانية الديمقراطية

 

هيئة التحرير

مفهوم الأمة الديمقراطية لها أهمية تاريخية وثقافية ومجتمعية بارزة. منذ عهد الحداثة الرأسمالية والكثير من تيارات علم الاجتماع لم يستطيعوا تناول هذا المفهوم لا اصطلاحياً ولا كذهنية أساسية لتخدم الطبيعة المجتمعية. فالأمة الديمقراطية هي الأمة التي لا تنحصر في شراكة الثقافات المتعددة فقط، بل تهيئة الأرضية المناسبة والتوازنات المجتمعية للتأقلم في كافة المجالات المؤسساتية للأفراد، حتى وإن كانت الاختلافات كثيرة. فالمفهوم الذي تخلقه الأمة الديمقراطية هي أن توحد تلك الاختلافات ودمجها مع المحافظة على خصوصية كل مكون وبنفس الوقت أن تسيير الوتيرة الديالكتيكية في مجراها الصحيح.

الأمة الديمقراطية وبركيزتها الأساسية ألا وهي المرأة – الأم وثقافتها الموازية مع الطبيعة المجتمعية تعطي قوة المقاومة وتخلق الإدارة الطبيعية المكونة من المسؤولية الديمقراطية بين الجميع.

فالمقياس الأساسي هو الاعتماد على الروح الكومينالية والمسؤولية الجماعية التي تخدم كافة مصالح الجماعة – المجتمع. فكما أن الإدارة الديمقراطية هي البديل الأنسب للسلطة المركزية الغير تعددية والدولتية. لأن الإدارة الديمقراطية تعطي كامل الحرية والمساواة لكافة أفراد المجتمع، ليس للمرأة والرجل فقط، بل وحتى وإن وصلت إلى الأمور المؤسساتية والمهنية والعائلية والمجتمعية. فالإدارة الديمقراطية وبإدارة المرأة وثقافتها مؤشر كبير على تطبيق القيم الأخلاقية والسياسية في المجتمع. فمن المهم لفت الانتباه على أنه الحداثة البديلة في الأمة الديمقراطية، فهي العصرانية الديمقراطية.

نظام الأمة الديمقراطية ومفهومها الواسع العميق يفتح الكثير من الآفاق لأجل تطوير وتغيير المرأة، من الحالة البائسة منها، والتي قيل عنها (لا حول لها ولا قوة)، إلى تلك الشخصية الواعية التي بمقدورها إدارة المجتمع بأكمله. كي تصبح حقوق المرأة وبكافة أشكالها قانونية، وحياتية طبيعية، عليها بأخذ دورها القيادي والريادي في كافة ساحات نظام الأمة الديمقراطية. إن كانت هذه الساحات تنظيمية، اقتصادية، ثقافية، سياسة، مؤسساتية، حزبية، وحتى عسكرية والحماية الجوهرية.

من هذا المنطلق والتجربة التي عاشتها جميع نساء إقليم شمال وشرق سوريا من خلال ممارستها “ثورة ضمن ثورة”، نتأكد من خلاله بأن الأمة الديمقراطية وبريادة المرأة الواعية والمتحررة من كافة القيود البالية هي التي ستوصل المجتمعات إلى أرقى المستويات.

فعلى هذا الأساس؛ عددنا الخامس من مجلتنا المرموقة تحتوي بكافة زواياها المتنوعة من آفاق حرة وفكرية وكتاباتها الثقافية المكللة بفحوى محور العدد، والتي تحاول طرح دور المرأة في نظام الأمة الديمقراطية وكيفية تطبيق هذا المفهوم لأجل دمقرطة كافة شعوب الشرق أوسطية.

 نتمنى من القراء والقارئات الاستفادة من عمق الأفكار وأطروحة الحلول.