انتفاضة المرأة المقاومة لـ عام 2023 كلّلت بصمتها بفلسفة المرأة، الحياة، الحرية لعام 2024

انتفاضة المرأة المقاومة لـ عام 2023 كلّلت بصمتها بفلسفة المرأة، الحياة، الحرية لعام 2024

هيئة التحرير

 

كان عام 2023 عام التمرد والمقاومة لجميع النساء. سنة كاملة كانت محاطة بالإيمان والإرادة الحرة المنبثقة من المطالبة بالحقوق المشروعة للمرأة التي تمثل الحياة بكل حذافيرها. من المعروف ومنذ عقود أن المرأة الكردية تنشر صرخة الحرية في جميع أنحاء كردستان منذ سنوات، فقد حان الوقت لجميع النساء اللاتي يعانين الظلمات وبطش الأنظمة الاستبدادية برفع أصواتهن في جميع أنحاء الشرق الأوسط والعالم. ضد الظلم واللاعدالة الذي يمارس على كافة النساء.

يتم قتل الحياة في شخص المرأة الواعية والمثقفة والمضحية. وفي شخص المرأة تتحقق كافة معايير العدالة والمساواة والحياة الديمقراطية. النظام الرأسمالي الحالي لا يقبل سوى المرأة السطحية، الجاهلة، التي لا تنتمي لذاتها المجتمعية الحرة، وغير القادرة على تعريف نفسها. إنه لا يريد أن يزيل قيود العبودية عن جسدها وروحها فحسب، بل عن عقلها الحر أيضًا. المرأة التي تقاوم لا يقبلها النظام الحاكم. ولذلك كان عام 2023 عام توحيد آمال كل امرأة، رغم أنها متباعدة جغرافياً، إلا أن وحدة الوعي والأمل والهدف والسير في طريق الحرية أصبحت واحدة.

كان عام 2023 بمثابة خلق وحدة قوة الإرادة لجميع النساء بـ فلسفة” Jin, Jiyan, Azadî المرأة، الحياة، الحرية”. إن فلسفة مسيرة الحرية لا تتعلق فقط بمقاومة المرأة الكردية ونساء بلاد ما بين النهرين، بل أيضاً بحق جميع النساء، كحق طبيعي في أن يتمكّن من تقرير مصيرهن، وأن يكنّ جزءاً من المجتمع. أمام أعين العالم تُرتكب العديد من الفظائع بحق نساء عفرين المحتلة، والانتهاكات على عوائل ونساء في إدلب، سري كانيه، گري سبي. ويمكن للجميع أن يروا كيف أن الأمهات والأطفال الفلسطينيين يعيشون تحت ظلال القسوة الشديدة. نساء باكستان – بلوش اللاتي مازلن حتى هذه اللحظة يقاومن لإنهاء الظلم والحكم الحالي المستبد عليهن.

في عام 2023 تركت المرأة بصمتها التاريخية في كافة الساحات. جميع النساء قالوا للظلم وللقوانين المتعجرفة الاستغلالية على جوهر الحياة “كفى… كفى”، وعلى وجه الخصوص قدم رفيق المرأة القائد عبد الله أوجلان أطروحة “ثورة الحرية للمرأة الريادية”. ولذلك قامت المرأة في العديد من المجالات بتوسيع حملات “الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان”. اليوم، المرأة تملك أيديولوجية تحررية. يمكن للمرأة أن يكون لها منظارها الخاص في جميع المجالات مثل العسكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية. حققت المرأة ثورتها بتوحيد كافة مطالب وطموحات النساء. وكذلك المرأة التي تسعى إلى حرية الحياة وتناضل من أجلها، تلك الحدود الجغرافية والقومية والدينية التي تم كسرها لهي خطوة عظيمة وسديدة نحو التوجه إلى آفاق أكثر مناسبة للعيش في كنف حياة لها معنى. ورغم أن شكل القمع الذي تتعرض له المرأة مختلف، إلا أنه النظام التسلطي يملك نفس الذهنية المستعبدة، النهب والتدمير والاغتصاب والاستخفاف بقوة المرأة.

فالمرأة الكردية والشرق أوسطية تملك الكثير من الحيوات المجتمعية والتي من طبيعتها تحوي إدارة المجتمع وكافة الأفراد. ومن ضمن هؤلاء الأفراد أيضاً وجود الذكر – الرجل. فالحركات النسوية التي هي تعبير عن الاتحاد الفكري لكافة النساء، خطوة تاريخية وثورة كونية، ليست بتلك السهولة إنجاحها. فهذه الثورة تحتاج إلى الاتحادات النسوية الفيدرالية الشرق أوسطية وتليها العالمية. فالأنظمة الاستبدادية تحاول دوماً تكريس الطاقة الكونية لدى المرأة في خدمة سياساتها وخططها المستهلكة لكينونة المرأة. بوصولنا للقرن الحادي والعشرون وحتى وإن حدثت الكثير من التطورات والتغيرات في الرجوع إلى تلك الطاقة الكونية، ولكن المخاطر والعقبات ما زالت موجودة. فطاقة المرأة تُستعبد، ويتم قتلها بأبشع الأساليب وإنهاؤها في الساحة الفعالة للكافة المجالات.

ولكي نكلل عام 2024 بأكثر انتصارات ثورة المرأة العالمية والكونية؛ فإن المرأة تحتاج إلى الاتحاد الفكري واتخاذ القرارات التاريخية من خلال نشر ثقافة الفكر المتحضر بالمرأة الواعية. فالعدد السادس لمجلتنا هو عدد خاص يتمثّل بطرح الكثير من التضحيات الجسيمة التي قدمتها الحركات النسوية وفي كافة أصقاع العالم. احصائيات ومقاومات ونضالات تاريخية بكل معنى الكلمة، نقدمها بين أيدي القراء والقارئات. مع تمنياتنا بالاندماج مع تلك الروح التي تحرر الحياة من القيود السلطوية وتحويل شعاع الأمل لكل امرأة إلى نور وهّاجة تضئ الحياة طاقة كونية نسائية متحررة كي ينعم العالم باحتضان ثقافته “الأم الاصيلة” والتعايش المشترك.