المرأة في رسوماتي هي امرأة مناضلة ومقاومة – الفنانة التشكيلية: جيدم باران

“المرأة في أعمالي هي لون البحر، السماء، الطبيعة ولون الوطن.

المرأة في رسوماتي هي امرأة مناضلة ومقاومة”

الفنانة التشكيلية: جيدم باران

اسمي الحقيقي جيدم باران، واسمي في الساحة الفنية أيضاً هي جيدم باران، لا أحب تغيير اسمي ولم أغير اسمي أبداً. ولدتُ في عام 1985، في قرية مديادي – بامزروت التي تقع في شمال كردستان (باکوري كردستان).

وفي مسيرة دراستي، فإني قد درست مرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدينة بوطان. وفي عام 2018 في آمد، تخرجت من قسم الفن في جامعة دجلة. وفي عام 2022 في ماردين، انهيتُ دراسة الماجستير والفنون الجميلة في قسم الفن في جامعة أرتوكلوي.

المكان الذي ولدتُ فيه يدعى (طوري) وسكان هذه المنطقة الأصليين يسمونهم طوريين. منطقة طوري مشهورة بـ (بيت حاجو – عليكي بطي)، وأيضاً (بيروزا ديواني) التي تقود عشيرة كاملة وهي معروفة كثيراً في المنطقة. طوري معروفة بالفنان الذي لا يموت (مرادي كني)، وأيضاً مشهورة بالعنب المتنوع التي تمتلك أسماء عديدة باللغة الكردية وهي؛ (دفروفي، مزرونة، ديواني، باييزي، سنجيري وكركوش)، وأيضاً مشهورة بالعقد (سنجق) والباستيق. أغلبية أسماء القرى والنواحي هناك تبدأ تسميتهم بحرف الـ (كـ)، مثل ناحية كربوران، قرية كركني، قرية كتويني، عنب كركوش، كرميش، كري، كرو، كركرة…الخ

إني على يقين تام بأن أغلب الأشياء متوارثة، مثل ما يتم توريث الصفات والملامح الجسدية وسمات الوجه من الأم والأب، يمكننا أيضاً أن نتوارث الفن من الوالدين. لهذا السبب فإنني ورثتُ فني من والدتي، لأن والدتي كانت ترسم الكثير من الرسومات الجميلة وكان لديها منظار فني جميل.

عندما كنتُ في المدرسة الابتدائية، أدركتُ أنني أحب الرسم حقاً، وبعد أن علمتُ بهذا لم أكن أتوقف عن الرسم أبداً. وفي عام 2009 في مدينة باطمان، أخذتُ دروس الرسم في ورشة الفنون الجميلة للفنان فوزي بيلكة، تلقيتُ تعليمي هناك حتى عام 2014. بعد ذلك استقريتُ في آمد، في جامعة دجلة بقسم الرسم، ومازلتُ مستمرة ولا أفكر أبداً في التخلي عن الرسم.

وإن نظرتي للفن؛ هي أن الفن يقودنا نحو الروح الإنسانية. بغض النظر عن كل التغييرات الحاصلة. سأظل وأرغب في العيش كـ فنانة. نعم؛ لقد اخترتُ المجال الفني بوعي، الفن هو أنقى مكان في العالم الملوث. الفن مكان ليس له نهاية للمسيرة والصراخ الفني. والحياة البعيدة عن قيم الحيرة، الفن يعطيها جمالية والمعاني الصحيحة. الفن يتيح لي المجالات الأكثر فعامة بالحياة والطلاقة والجمال والأستتيك والبحث عن الجديد والمشرق. لهذا السبب ففي المجال الفني أنا أكثر العالم سعادة وفرحة.

فحسب المكان والزمان والسيكولوجية الاجتماعية يتم تغيير خياراتنا في اختيار الحياة. وبالنسبة لي لقد حان الوقت أن أرسم على الورق أو القماش أو الجدران واللوحات الكانفس باستخدام فرشاتي أو يدي. حين يتغير طريقة الفنان في الرسم، بنفس الوقت يتغير اسلوبه في اختيار الستايل الذي يناسبه في الرسم. على سبيل المثال؛ أستخدمُ الآن أقلام الرصاص والألوان الترابية، ولكنني أفكر أن أوسع أسلوبي وطريقتي في الرسم نحو الأفضل والأحسن والأجمل.

في نهاية عام 2009 في باطمان، رسمتُ لوحتي الأولى في معمل الفنون الجميلة للفنان فوزي بيلكة. رسمتُ شاهماران بالألوان الزيتية وسميتُ لوحتي شاهماران. مقياس اللوحة كانت 50-70 سم، عندما أخذتُ لوحتي إلى المنزل كانت والدتي في المنزل وعندما رأتها قالت لي: لماذا رسمتِ صدرها بشكل واسع؟ فرحتُ كثيراً عندما قالت لي أمي هكذا وشرحت لي لوحتي.

يتغير مفهوم الفنان حسب خبرته وتعليمه ووقته وعلمه. ففي عام 2020 أثناء انتشار فيروس كورونا، قمتُ بتطوير تقنيتي باستخدام القلم الأسود (رابيدو)، في ذلك الوقت كنا في البيت بسبب فيروس كورونا، كان بالنسبة لي امتحاناً لم أحبه أبداً. ولكن لم يكن هناك حل آخر وكنتُ أدرس الماجستير أيضاً، لذا كان الزواج والامتحان يضايقني كثيراً. وللهروب من كل تلك الصعوبات كنتُ أرسم بالقلم الأسود كل ليلة. ومع مرور الوقت تحسن أسلوبي كثيراً في طريقة الرسم بالقلم الأسود.

أستطيع القول؛ بأن رسوماتي المعقدة هي بالضبط طريقة تفكيري، لأنني لا أستطيع استخدام عدد الأسطر ولا زال الماضي حاضراً معي في وقتي الحالي، أي أن رسوماتي كلها من الماضي، سطوري هي المعلوم والمجهول بصيغة الماضي.

أجد اللون الأسود غامضاً، اللون الأسود له عمق وليس أي أحد يستطيع شرح معناها، فهو عميق وليس له نهاية. يمكن للعقل البشري أن يتجول فيه إلى ما لا نهاية. لهذا السبب أرسم رسوماتي بالقلم الأسود، أحب اللون الأسود وصوت اللون الأسود وأجده قريباً من نفسيتي وشخصيتي.

أٌقيم أول معرض لي بعنوان “الزمن المتعب” عام 2012 في ألمانيا. وفي عام 2022 أقيم معرض بعنوان “الأبواب الداخلية” في مدينة ألمانيا – برلين. وفي نفس العام أٌقيم معرض آخر في مدينة سيلة “ألمانيا”، بالإضافة إلى المعارض المشتركة، شاركنا أيضاً في العديد من المعارض عبر الـ أون لاين. وأيضاً لدي مؤلفات وكتب والمنشورة حتى الآن هي:

رواية “على ضفاف طوري، طوري الحب” منشورات روناهي 2011، رواية “هزات العزلة” منشورات روناهي 2012، رواية “خلف ظلال التصاميم” منشورات روناهي 2014، مقابلة “كهف القصيدة” منشورات روناهي 2014، قاموس “قاموس الفن” منشورات دارا 2022، رواية “BOR – مضى” من منشورات زيز 2024.

ولأنني امرأة أيضاً، لا أجد صعوبة كبيرة في رسم شخصية المرأة. لقد استخدمتُ الشخصيات النسائية كثيراً في أعمالي. ومعظم رسوماتي هي المرأة. أرسم المرأة كما كانت في مرحلة الطفولة، لأن مرحلة الطفولة هي الأكثر أملاً ونقاوة. لون المرأة في أعمالي هو لون البحر، السماء، الطبيعة أي لون الوطن. المرأة في رسوماتي هي امرأة مناضلة ومقاومة.

إن ألوان لوحاتي تحوي من ألوان النساء المناضلات وأمهات الشهداء والرياديات مثل ليلى قاسم، ليلى بدرخان، ليلى زانا، ساكينة جانسيز، بيريتان، عيشة شان، ومريم خان. ألوان لوحاتي هي ألوان الأمهات، والأم هي اللغة، واللغة هي الزمان.